تعقد الأجنحة العسكرية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة اجتماعًا هامًّا لمناقشة تأخير إعادة الإعمار وعدم رفع الحصار عن قطاع غزة، وذلك بعد قرابة ثلاثة أشهر من انتهاء العدوان الإسرائيلي وإبرام التهدئة برعاية مصرية. وقالت مصادر فلسطينية - مطلعة ل"قدس برس": "إن أحد قادة الأذرع العسكرية الفلسطينية وجه مؤخرًا دعوة لبقية الأذرع من أجل عقد اجتماع قريب لمناقشة قضية تأخير إعمار قطاع غزة وعدم رفع الحصار، وذلك على الرغم من أن اتفاق التهدئة ينص على ذلك"، وأضافت: "إن هذا الاجتماع ستصدر عنه قرارات مهمة لأذرع المقاومة الفلسطينية لوضع الجميع أمام مسئولياته". وقال أحد قادة الأذرع العسكرية الفلسطينية تعقيبا على ذلك ل"قدس برس": "إنّ العدو الصهيوني ومن يسانده يحاولون عبثاً أن يبثّوا روح اليأس في شعبنا، وأن يضعفوا شعوره بالنصر وكسر المحتل، عبر التلكؤ في تطبيق بنود وقف إطلاق النار وعلى رأسها رفع الحصار وإعادة الإعمار". وأضاف: "سنوصل خلال هذا الاجتماع رسالة هامة لكل الأطراف مفادها (إن استمرار الحصار وتعطيل الإعمار سيكون صاعق تفجير جديد، وسيتحمل العدو موجة الانفجار كاملة، لأنه المسئول الأول عن هذا التلكؤ والتعطيل)". وتابع: "ليعلم الجميع أن مقاومتنا كانت ولا تزال وستظل ضاغطة على الزناد، وستظل البندقية مشرعة نحو العدو، ولن يقبل شعبنا المساس بكرامته والعودة إلى المربع الأول تحت أي ظرف من الظروف، ومهما كانت الحجج والتبريرات التي يسوقها البعض". وتعرض قطاع غزة في السابع من يوليو الماضي لحرب خاضها الاحتلال استمرت لمدة 51 يوما، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 2162 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير آلاف المنازل، وارتكاب مجازر مروعة. وأبرم الاحتلال في السادس والعشرين من أغسطس الماضي اتفاق تهدئة مع المقاومة الفلسطينية برعاية مصرية يقضي برفع الحصار عن قطاع غزة، وبدء الإعمار وإدخال مواد البناء مقابل وقف المقاومة لإطلاق الصواريخ، ووقف الاحتلال لعملياته العسكرية والاغتيالات. وكان الناطق بلسان كتائب القسام، أبو عبيدة، قال - في مهرجان أقامته الحركة يوم الخميس الماضي تكريما لشهداء الحرب في مدينة رفح - إن تأخير إعمار القطاع وبقاء الحصار على قطاع غزة من شأنه أن يشكل صاعقا لتفجير الأوضاع في القطاع.