أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أن عدد السوريين في مخيم "الزعتري" بمحافظة المفرق الأردنية (75 كم شمال شرق عمان) ارتفع إلى 21 ألفا و172 لاجئا. وقال مدير التعاون والعلاقات الدولية بالمفوضية في الأردن علي بيبي في تصريح صحفي اليوم "الأربعاء": إن عدد الذين دخلوا الأردن خلال الأيام الخمسة الماضية تجاوز 9 آلاف و400 لاجئ، مشيرا إلى أن اللاجئين السوريين المسجلين ومن هم في انتظار التسجيل لدى المفوضية تجاوز 68 ألفا. وأضاف إن المفوضية تبحث عن آلية جديدة لتشجيع الدول المانحة لدعم الأردن ومثيلاتها من الدول المضيفة على الإسهام بشكل حقيقي لمساعدتها لتتمكن من تقديم الخدمات الإنسانية للسوريين الفارين من بلادهم بسبب العنف. وأشار إلى أن المفوضية نقلت مؤخرا 3 آلاف خيمة من مخازنها في مدينة الزرقاء (23 كم شمال شرق عمان) لمخيم "الزعتري" لإيواء الأعداد الكبيرة المتدفقة للأردن بسبب تصاعد العنف، إضافة إلى 10 آلاف بطانية ومساعدات إنسانية أخرى. وكانت الإمارات وسلطنة عمان قد بدأتا في تسليم مائتي بيت جاهز(كرفانات) ليتم تركيبها في المخيم، فيما لا تزال الترتيبات اللوجستية بين المفوضية والسعودية لتأمين البيوت الجاهزة التي تبرعت فيها منذ أسبوعين والبالغ عددها 2500 وحدة. وافتتحت الإمارات مستشفى متنقل في المخيم لتنضم إلى المستشفيات القائمة حاليا وهي المغربي والفرنسي، فيما يجري الإعداد لافتتاح مستشفى مصري. كما وضعت المفوضية خططا احترازية في حال ارتفعت أعداد اللاجئين وزادت وتيرة التدفق ولكن ضمن إمكانيات وموارد محددة، مطالبة المجتمع الدولي بتقديم المساعدات وبشكل سريع وقبل حلول موسم الشتاء والإسراع بإبدال الخيام بالبيوت الجاهزة؛ حيث إن ما أعلن عنه بتوفير 2700 وحدة مقدمة من السعودية والإمارات وسلطنة عمان لا يفي بالغرض. من ناحية أخرى، قال مدير مخيم "الزعتري" للاجئين السوريين في محافظة المفرق محمود العموش إنه تمت إعادة 50 لاجئا سوريا إلى المخيم بعد فرارهم أول أمس "الإثنين" احتجاجا على الظروف المعيشية الصعبة داخل المخيم "حسب تعبيرهم". وقال العموض: إن الظروف الحياتية في المخيم تعد جيدة وملائمة من خلال توفير مختلف الخدمات التي يحتاجها اللاجئ إلى جانب تجهيز بنية تحتية مناسبة قادرة على توفير معيشة ملائمة للأشقاء السوريين النازحين على خلفية الأحداث التي تشهدها سوريا. وكانت أنباء قد ترددت عن عدد الفارين من مخيم "الزعتري" يفوق المائة لاجئ سوري هربا من الظروف الحياتية الصعبة في المخيم. وشهد المخيم مساء أمس "الثلاثاء" مصادمات وأحداث شغب هي الثانية في غضون أربعة أيام بين ما يقرب من مائتي لاجئ سوري بمخيم "الزعتري" وقوات الأمن العام والدرك الأردنية أسفرت عن إصابة 26 من عناصر تلك القوات نقلوا إلى مستشفى المفرق الحكومي لتلقي العلاج وحالة أحدهم خطرة. وأعربت الحكومة الأردنية على لسان وزير الدولة لشئون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسمها سميح المعايطة عن استهجانها ورفضها لإقدام مجموعات من اللاجئين السوريين في المخيم على الاعتداء على رجال الأمن العام وقوات الدرك، وإثارة الشغب داخل المخيم في الوقت الذي تبذل فيه الأجهزة الأمنية والمنظمات الإنسانية والجهات الحكومية المعنية جهودا مضنية لتقديم الخدمات لهم، مؤكدا أن الحكومة ستتعامل بحزم ووفق أحكام القانون مع أي تجاوز واستفزاز وخروج عن الأعراف، وتؤكد أولوية كرامة الإنسان الأردني وأمن أفراد كافة المؤسسات الأمنية والمدنية بالتوازي مع حرص الأردن على تقديم كافة الخدمات للأشقاء السوريين. ويشير الأردن إلى وجود نحو 180 ألف لاجئ سوري على أراضيه منذ اندلاع الأزمة في سوريا منتصف شهر مارس 2011م الأمر الذي يلقي بأعباء إضافية كبيرة على بنيته التحتية وموارده المحدودة.