قال معهد "واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" أن إيران تنوي توسيع نطاق مساعدتها العسكرية المباشرة بالعراق مشيرة إلى بالدعم العسكري الإيراني لرئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي أثناء صراعه للبقاء في السلطة. وأوضح "فريزن نديمي" المحلل السياسي بالمعهد أن "الخطوات السياسية والعسكرية التي اتخذتها طهران منذ ذلك الحين تشير إلى عزم طهران على دعم حكومة ناشئة لتبقى تحت سيطرة "حزب الدعوة الإسلامية" - الفصيل الشيعي الذي يتزعمه المالكي". وتابع "نديمي" في تحليله المنشور الاثنين أن "إيران ارتابت بشكل كبير حين ألقت إدارة الرئيس الأمريكي أوباما بكامل ثقلها على النداءات التي انتشرت هذا الصيف والتي طالبت بتنحي رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي. وفي حين لم تدعم واشنطن أي مرشح محدد ليخلفه، إلا أن موافقتها السريعة على ترشيح العبادي أثارت الدهشة في طهران". وبعد أن بات واضحاً أن العبادي سيكون رئيس الوزراء الجديد، غيرت إيران موقفها وبدأت بدعمه، إلا أن ذلك لم يحصل إلا بعد أن صوتت قيادة "حزب الدعوة الإسلامية" على التغيير بعشرة أصوات مقابل صوت واحد، وهي خطوة جاءت مدعومة برسالة من الزعيم الشيعي العراقي آية الله علي السيستاني يصر فيها على اختيار زعامة الحزب شخصية تحظى بالإجماع لقيادة البلاد. ولفت "نديمي" إلى قلق طهران قلقة من الوعود الأمريكية الأخيرة بزيادة المساعدات الأمنية للحكومة العراقية الجديدة ومن الحديث عن مساندة محتملة من "منظمة حلف شمال الأطلسي" (الناتو) لمواجهة تنظيم "داعش موضحا أنه من وجهة نظر "الحرس الثوري الإيراني"، يمكن لأي توسع في دور ال "ناتو" في المنطقة أن يفسَّر على أنه خطوة أخرى نحو تطويق إيران عسكرياً. ويرى "نديمي"، أن المساعدة الغربية يمكن أن تساهم بشكل غير مباشر في تحقيق أهداف "الحرس الثوري الإسلامي" من خلال تخفيف الضغط على "فيلق القدس" المنهك مالياً ولوجستياً بسبب مشاركته في الحرب السورية. ومع ذلك، فإن "الحرس الثوري الإيراني" عادةً ما يتردد في الإتفاق مع الولاياتالمتحدة على الهدف نفسه، لذلك من غير المرجح أن ينضم إلى الميليشيات الشيعية المحلية (مثل «عصائب أهل الحق») في تأييد علني لدور الولاياتالمتحدة في العراق. وعلى الرغم من أن إيران لم تصل إلى درجة الإعلان عن تدخل رسمي مسلح لإبقاء المالكي في السلطة، إلا أن "الحرس الثوري الإيراني" أرسل أفراد من "قوة القدس" وطائرات للهجوم الأرضي ومجموعة متنوعة من الطائرات بدون طيار إلى العراق، وسط الدعوات المتزايدة لتنحي رئيس الوزراء العراقي السابق. وقد كمن الهدف العملي لهذا الانتشار - بحسب التقرير - حماية المجتمعات والأماكن المقدسة الشيعية العراقية الرئيسية من سيطرة "داعش". ومع تمركز فرق "فيلق القدس" حاليّاً في سامراء وبغداد وكربلاء، وقاعدة "سبايكر" سابقاً (قاعدة الصحراء الجوية) قرب تكريت، فإن إيران في وضع فريد للإحاطة بأي حالة طارئة قد تنشأ في شمال ووسط وجنوب العراق. ويُذكر أن هذه الوحدات كانت أساسية أيضاً لخطة إيران في تنظيم الميليشيات الشيعية المحلية التي تعمل مع قوات الحكومة العراقية لكنها مقرّبة من طهران، على غرار وحدات الميليشيا الشعبية في سوريا.