وصفت د. نرمين عبد السلام -المدرس بكلية الإعلام بجامعة القاهرة- تصاعد تصدير الصحف والفضائيات الداعمة للانقلاب أخبار وقضايا الشواذ وشبكات الدعارة والراقصات والاغتصاب ومسابقات الشواطئ عملية ممنهجة ومتعمدة من قبل السلطة ولها علاقة بالوضع السياسي القائم. ففي ظل الانقلاب تحول دور الإعلام في مصر عن دوره الطبيعي، حيث أصبحت وظيفته الإلهاء وتحويل الانتباه للرأي العام، وتغيير أجندة اهتماماته، لإبعاده عن القضايا المعيشية والتنموية المتأزمة والمحتقنة، باللعب على محاور معلومة تتعلق بالغرائز والرياضة بموضوعات شاذة وخفيفة ضمن استراتيجية قديمة اتبعها أيضا نظام مبارك بإعلاء أخبار معينة بالفن والرياضة وتنمية التعصب ونوعية الفن الهابط والسطحي بمسلسلات تخدمه، ويستغل الانفتاح الإعلامي في استيراد كل ما هو سيء مثل برامج تافهة ومسابقات الرقص.
مضيفة في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة" أن هذه العملية تستهدف المواطن العادي، ومع ذلك فإن الطبقات الفقيرة يكون ضغط الحاجة والعوز لديهم أكبر من الانشغال بهذه الموضوعات المثيرة لأنها احتياجات حياة أو موت لأناس لا تجد قوت يومها، لافتة أيضا إلى أن هناك فئة مغيبة تستجيب للإلهاء. ونبهت لدور أبواق الانقلاب التي تريد التغطية على سلبيات الأمن والتعذيب والقصور والفساد في كل مؤسسات الدولة، بتزييف الوعي ومخاطبة الشهوات والغرائز، وتصدير أخبار رياضيين وفنانين وشخصيات تقوم ب"شو إعلامي" للتغطية، وبعد الانقلاب حدث ارتباك وارتداد وصحف وقنوات خاصة صارت مثل الإعلام الحكومي تماما دورها ترويج مقولات النظام بدعاية مزيفة لإنجازات وهمية. أما دور الإعلام الحقيقي هو ما تقوم به فئات معارضة تقوم بدور الإعلام البديل وتنقل الحقائق للجماهير.