ترى شيماء بهاء الدين -الباحثة المتخصصة في العلوم السياسية -أن قرار تأجيل الدراسة أسبوعين يجعلنا الآن أمام تكرار سيناريو حكومة الانقلاب للعام الماضي من حيث تأجيل الدراسة، خاصة الدراسة الجامعية. ولا يخجل الانقلاب من ترديد حججه الواهية التي كررها خلال العام الماضي والمتعلقة بعدم جاهزية المدن الجامعية، هذا في الوقت الذي لا تملّ وسائل إعلام انقلابية من أساطير كاذبة تزعم أن "طلاب الإخوان هم الذين يعدون مخططات". وأضافت في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة" أنها تستنكر حال ضمائر هؤلاء الإعلاميين –إن كان لهم بقية منها- وهم يشوهون صورة أبنائهم صمام أمان مستقبل مصر، ثم يبررون قتلهم على أبواب الجامعات وفي قلب المدرجات. محذرة من أن الانقلابيين على يقين من أن الطلاب هم عدوهم الأول، هؤلاء الطلاب هم الرافضون لاحتساء كأس الذل في الداخل والخارج. موضحة أن حسابات هؤلاء الطلاب ليست حسابات السياسة التقليدية وإنما حسابات الكرامة والإنسانية، فهؤلاء أعجزت سلميتهم سلطات الانقلاب في الشوارع والجامعات، وإن كانوا دفعوا ثمنها غاليًا من دمائهم الطاهرة. وأشارت إلى أنه وعلى جانب آخر، وعلى نحو لا بد وأن يثير قلق الجميع، تبدو نظرة الانقلاب للتعليم منعدمة، وكأنهم لا يبالون بعام دراسي زائف لا أثر له على نمط انتخاباتهم الباطلة. ولفتت إلى أنهم حين يقصون من الفصول الدراسية لا يخطر ببالهم كيف سيحصل الطلاب المحتوى العلمي المطلوب، ولكن فلنكتف بعام دراسي شكلي من أجل حماية سلطات الانقلاب. لتزداد الحالة التعليمية بمصر سوءا فوق ما هي عليه. إلا أن الوصف الأمثل لهذه المحاولات ما جاء في بيان طلاب ضد الانقلاب بأنها "محاولات يائسة"، وليكن الدفاع عن مستقبل مصر العلمي جزءًا أساسيًا من مسار مقاومة الانقلاب واكتساب دعم فئات جديدة من أساتذة الجامعات والعلماء.