فى هذا الوقت من كل عام يرتفع منسوب المياه الجوفية لدرجة إغراق البيوت واختراق أرضياتها، ويضطر الأهالى إلى وضع ممرات من الخشب والطوب داخل بيوتهم للتنقل بين الغرف. أهالى قرية صول بمركز أطفيح محافظة الجيزة يواجهون مأساة كبيرة بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية التى تغرق منازلهم البسيطة وحظائر حيواناتهم، وتحول الشوارع إلى برك ومستنقعات تمتلئ بالحشرات الضارة نتيجة اختلاط مياه المجارى بالمياه الجوفية. فى هذا الوقت من كل عام يرتفع منسوب المياه الجوفية لدرجة إغراق البيوت واختراق أرضياتها ويضطر الأهالى إلى وضع ممرات من الخشب والطوب داخل بيوتهم للتنقل بين الغرف، كما يتحملون تكاليف شفط المياه. بعض الأهالى لجئوا إلى عمل فتحات أسفل كل بيت للتخلص من المياه حتى لا تنهار البيوت، وتوصيل هذه الفتحات بمجرى يصل لمكان تجميع عمومى، يمثل بدوره بيئة خصبة لمختلف أنواع الحشرات. "الحرية والعدالة" زارت القرية والتقت الأهالى الذين عبروا عن بالغ استيائهم من تجاهل معاناتهم. يقول جمعة شراد -أحد السكان المتضررين-: المأساة تعود إلى سبع سنوات مضت لكنها لم تكن تصل لهذا الحد الذى يعيشه أهل القرية الآن؛ حيث يصل منسوب المياه داخل البيوت إلى 20 سنتيمترا مما يصيب البيوت بتشققات وانهيارات فى الأجزاء المبنية من الطوب اللبن. وأشار إلى أن القادرين من الأهالى غادروا بيوتهم، أما غير القادرين فيعيشون وسط برك المياه، ليس أمامهم إلا التعايش مع هذا الواقع الأليم. ويقول الشحات شلبى -فلاح-: إن منسوب المياه داخل حظيرة الحيوانات وصل إلى الحد الذى جعلها تنام فى المياه ويهدد صغارها بالموت. ويؤكد أن القرية وجدت اهتماما كبيرا أثناء أحداث الكنيسة التى كانت فرصة للأهالى لعرض الأزمة على المسئولين، لكن الشكاوى وضعت فى الأدراج ولم يشعر المسئولون أن القرية فى انتظار كارثة حقيقية إذا لم يتم إنشاء شبكة للصرف الصحى. ويقول محمد أبو الهدى -أحد أبناء القرية-: إن المنازل تعوم على بحر من المياه الجوفية، وإن الأهالى يستخدمون سيارات الكسح لسحب مياه الصرف الصحى من «الطرنشات»، حتى لا تختلط بالمياه الجوفية، وتتراوح تكلفة «النقلة» الواحدة من 10 جنيهات إلى 15 جنيها، لكن سرعان ما تمتلئ الخزانات مرة أخرى بالمياه. ويؤكد أن أبناء القرى أنفقوا جزءا كبيرا من مدخراتهم وبعضهم باع أرضه حتى يتمكن من إعادة بناء منزله الذى تصدع بسبب الرشح ومياه الصرف الصحى.