بدأ قادة وصحف إسرائيل، بعد سحب أغلب قواتهم من غزة من جانب واحد، يلقون بثقلهم نحو مصر وما أسموها (الدول العربية المعتدلة) لإنجاز اتفاق مع حماس المقاومة في غزة بعدما فشل نتنياهو في تحقيقه عسكرياً، فيما يجري التركيز علي خطة إعادة السلطة الفلسطينية الي غزة وسيطرتها علي السلطة والمعابر هناك بما يضمن مستقبلا نزع سلاح المقاومة عبر التنسيق الأمني مع تل ابيب كما يجري في الضفة الغربية حاليا . وعبر عدد من المحللين الإسرائيليين عن أملهم أن ينجح نتنياهو في تحقيق انجازات على صعيد الحلبة السياسية بمساعدة الدول العربية المعتدلة بعد الهزيمة التي مني بها على صعيد الحرب العسكرية في قطاع غزة. وطالبت "تسيفي لفني" وزير العدل الإسرائيلية نتنياهو استغلال قرار الانسحاب احادي الجانب للشروع في خطوة سياسية دولية مع الدولة العربية المعتدلة والسلطة الفلسطينية، كما قالت هآرتس أنه يجب منع جولة قتال جديدة وبلورة مساعي مشتركة مع مصر وعباس تتضمن إعادة بناء غزة وتحسين الأوضاع المعيشية للسكان . وأوضحت أن التغيير السياسي في غزة "قد يأتي عبر تفاهمات دولية تتحدث عن نزع السلاح وإدخال أبو مازن للقطاع .. لدينا فرصة لتغيير سياسي ليس مع حماس وإنما ضدها"، وقالت إنه لا داع لعلمية برية أخرى طالما أن الجيش يستطيع مواجهة الأوضاع الأمنية من الجو وبوسائل سياسية . وقال "براك رافيد" المحلل السياسي لصحيفة “هآرتس”، أن إسرائيل تسعى بدلاً من مفاوضة حماس بوساطة مصرية من أجل وقف إطلاق النار وتسجيل إنجازات لحماس، إلى إيجاد حل آخر من خلال استغلال "شراكة المصالح" التي نتجت بينها وبين دول (عربية) في المنطقة، والتي من شأنها أن تعزز "القوى المعتدلة" وتشق الطريق لإحداث تطور في العملية السلمية . وقال "يورام ميتال" الباحث في مركز هرتسيليا للدراسات في إسرائيل، خلال مقابلة مع القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي الأحد : إن "العلاقات المصرية الإسرائيلية تشهد شهر عسل ليس له مثيل وهناك تقاطع وثيق بين الجانبين في المصالح" . وأضاف: "يجب ألا نوهم أنفسنا، السيسي رجل أمني وليس سياسي وما يقوم به هو العمل على منع حركة حماس أو الجهاد الإسلامي من تحقيق أي انجازات ومحاولة إنقاذ عباس" . أوضح الباحث الإسرائيلي أنه لا يمكن تحقيق الردع أمام المقاومة وحركة حماس عبر إطلاق ألاف الأطنان من المتفجرات لان حماس تختلف عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر ولها وجهة نظر مختلفة وهي معنية باستمرار الحرب ومع ذلك يمكن التوصل الى تفاهمات سياسية محدودة معها " . ويُسارع نتنياهو إلى الحلبة السياسية رغم قرار عدم إرسال وفد إلى القاهرة كمناورة للضغط على المقاومة، فهو يحاول الخروج من الحرب باتفاق يوقف إطلاق النار ويؤمن بالحد الادنى مصالح إسرائيل الامنية بإعادة الهدوء وبالمقابل كسر الحصار عن قطاع غزة وفق ضمانات تقوض اعادة تعاظم المقاومة.