أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، عدم موافقة الحركة على أى وقف لإطلاق النار مع الكيان الصهيوني لا يؤدي إلى رفع الحصار عن قطاع غزة. وقال مشعل في حوار مع موقع "المونيتور" الإلكتروني من الدوحة "إن أي مبادرة لا تؤدي إلى وقف العدوان وإنهاء الحصار على غزة لن تكون مقبولة بالنسبة لشعبنا. ولهذا السبب تم رفض المبادرة المصرية."
وأضاف مشعل "حان الوقت ليعالج المجتمع الدولي أساس هذه المشكلة في غزة وليرفع هذا الحصار الظالم عن المواطنين ويضع حد للانتهاكات التي تمارسها "إسرائيل" في القدس والضفة الغربية - مثل الاعتقالات وهدم المنازل وإغلاق مؤسسات المجتمع المدني - لأنّ أساس المشكلة هو الاحتلال والمستوطنات وتهويد الأراضي الفلسطينية."
وأكد "لا نريد الحرب أو المزيد من سفك الدماء فنحن الضحايا الذين يُقتلون ويُعتقلون ويُعتدي عليهم من قبل قوات الاحتلال، نحن ضحايا المستوطنات والحصار ونريد أن نعيش حياة كريمة من دون احتلال أو حصار".
واتهم مشعل رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بالتحريض على الحرب لأسباب سياسية داخلية، وقال إن "نتنياهو هو من بدأ هذه الحرب فقد هاجم غزة من دون أي مبرر وذلك بسبب حسابات إسرائيلية داخلية وليقف بوجه هؤلاء الذين يحاولون "المزايدة عليه" داخل حكومته.
وأكد أن الاتهامات الصهيونية بأن مقاتلي حماس يستخدمون المدنيين كدروع بشرية هي كاذبة تماماً، وقال "هذه ذريعة غير أخلاقية للجرائم التي ترتكبها (إسرائيل) عندما تدمر طائرات أف- 16 مئات المنازل فوق رؤوس أصحابها في قطاع غزة". وفيما يخص اتفاق المصالحة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح، قال مشعل : إنه ليس لديه نية بتمزيق الاتفاق، كان نتنياهو ولا زال يسعى لتقويض المصالحة، لكننا سنتمسك بها أكثر وأكثر".
وحث مشعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما على "احترام" اتفاق المصالحة الفلسطينية، ومنع أي محاولات تهدف إلى "تخريبه"، مؤكدا "حقنا الطبيعي، مثل أي شعب في العالم، أن نوفق ونرتب شؤوننا الوطنية الداخلية على أسس ديمقراطية حقيقية".
أما ردا على عرض أوباما للتفاوض على وقف إطلاق النار، فقال مشعل إن يدي رئيس الولاياتالمتحدة مكبلتان بسبب "قوانين غير منطقية" في الولاياتالمتحدة التي تمنع واشنطن من التعامل مباشرة مع حماس، في إشارة إلى إدراج الولاياتالمتحدة حماس كمنظمة إرهابية.
وقال: "هذه القوانين لا تخدم مصالح أميركا، ولكنها تخدم الحسابات والاعتبارات الإسرائيلية"، مضيفا أنّ "هذا يضعف فعالية دور أميركا في حل القضية الفلسطينية، وذلك لأن حماس هي طرف المقاومة الرئيسي في فلسطين وتوجّب على الولاياتالمتحدة اللجوء إلى وسطاء للتواصل معنا".
وحثّ مشعل الولاياتالمتحدة على تغيير سياستها تجاه الصراع الصهيوني الفلسطيني لتصبح أكثر توازنا، قائلاً: "لقد حاولت الإدارة الأمريكية الضغط على الفلسطينيين والعرب مرّات عديدة من أجل مساعدة (إسرائيل)، ولكنّ هذه السياسة فشلت ... غيّروا سياستكم الخارجية لتكون أكثر توازنا وستلمسون نتائج لن يندم عليها العالم".