الفريق أسامة عسكر يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    ارتفاع أسعار الفول والزيت وتراجع اللحوم اليوم الجمعة (موقع رسمي)    سها جندي: ندرس إنشاء مراكز متخصصة لتدريب الراغبين في الهجرة    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق «سيوة / مطروح» بطول 300 كم    إسرائيل تُعلن استعادة 3 جثث لرهائن من قطاع غزة    موعد مباراة الأهلي والزمالك لحسم لقب دوري المحترفين لكرة اليد    رسميًا| ميلان يعلن رحيل بيولي عن تدريب الفريق (فيديو)    طقس الساعات المقبلة.. "الأرصاد": انخفاض في الحرارة يصل ل 5 درجات بهذه المناطق    رفع 36 سيارة ودراجة نارية متهالكة.. خلال 24 ساعة    غدا، 815 ألف طالب يبدأون امتحانات الدبلومات الفنية التحريرية 2024    معدية أبوغالب.. انتشال جثة "جنى" آخر ضحايا لقمة العيش    قرارات جمهورية هامة ورسائل رئاسية قوية لوقف نزيف الدم بغزة    في ختام دورته ال 77 مهرجان «كان» ما بين الفن والسياسة    تجديد ندب أنور إسماعيل مساعدا لوزير الصحة لشئون المشروعات القومية    ألين أوباندو.. مهاجم صاعد يدعم برشلونة من "نسخته الإكوادورية"    مجلس أمناء جامعة الإسكندرية يطالب بالاستخدام الأمثل للموازنة الجديدة في الصيانة والمستلزمات السلعية    تراجع مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    سويلم يلتقى وزير المياه والري الكيني للتباحث حول سُبل تعزيز التعاون بين البلدين    «الجيل»: التشكيك في المفاوضات المصرية للهدنة هدفها استمرار الحرب وخدمة السيناريو الإسرائيلي    مصرع 14 شخصاً على الأقلّ في حريق بمبنى في وسط هانوي    نائبة رئيس الوزراء الإسباني تثير غضب إسرائيل بسبب «فلسطين ستتحرر»    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على محاور القاهرة والجيزة    17 رسالة من «التربية والتعليم» لطمأنة الطلاب    «المعلمين» تطلق غرفة عمليات لمتابعة امتحانات الدبلومات الفنية غدًا    أمريكا تفرض قيودا على إصدار تأشيرات لأفراد من جورجيا بعد قانون النفوذ الأجنبي    أسعار الخضروات اليوم 24 مايو في سوق العبور    نقيب المحامين الفلسطينيين: دعم أمريكا لإسرائيل يعرقل أحكام القانون الدولي    عائشة بن أحمد تروي كواليس بدون سابق إنذار: قعدنا 7 ساعات في تصوير مشهد واحد    هشام ماجد: الجزء الخامس من مسلسل اللعبة في مرحلة الكتابة    حملات توعية لترشيد استهلاك المياه في قرى «حياة كريمة» بالشرقية    الصحة العالمية: شركات التبغ تستهدف جيلا جديدا بهذه الحيل    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لخدمة أهالي قريتي الظافر وأبو ميلاد    «الإفتاء» توضح مناسك الحج بالتفصيل.. تبدأ بالإحرام    «الإفتاء» توضح نص دعاء السفر يوم الجمعة.. احرص على ترديده    ألمانيا: سنعتقل نتنياهو    «القاهرة الإخبارية»: أمريكا تدرس تعيين مستشار مدني لإدارة غزة بعد الحرب    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    عودة الروح ل«مسار آل البيت»| مشروع تراثي سياحي يضاهي شارع المعز    نقابة المهندسين بالغربية تنظم لقاء المبدعين بطنطا | صور    قطاع السيارات العالمي.. تعافي أم هدوء قبل العاصفة؟    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    مقتل مُدرس على يد زوج إحدى طالباته بالمنوفية    أشرف بن شرقي يقترب من العودة إلى الزمالك.. مفاجأة لجماهير الأبيض    أوقاف الفيوم تنظم أمسية دينية فى حب رسول الله    شخص يحلف بالله كذبًا للنجاة من مصيبة.. فما حكم الشرع؟    عائشة بن أحمد تعلن اعتزالها التمثيل مؤقتا: شغل دلوقتي لأ.. عايزة استمتع بحياتي شوية    جهاد جريشة: لا يوجد ركلات جزاء للزمالك أو فيوتشر.. وأمين عمر ظهر بشكل جيد    نقيب الصحفيين يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    هيثم عرابي: فيوتشر يحتاج للنجوم.. والبعض كان يريد تعثرنا    منتخب مصر يخسر من المغرب فى ربع نهائى بطولة أفريقيا للساق الواحدة    سورة الكهف مكتوبة كاملة بالتشكيل |يمكنك الكتابة والقراءة    تمنحهم رعاية شبه أسرية| حضن كبير للأيتام في «البيوت الصغيرة»    وزير الخارجية البحرينى: زيارة الملك حمد إلى موسكو تعزيز للتعاون مع روسيا    وفد قطرى والشيخ إبراهيم العرجانى يبحثون التعاون بين شركات اتحاد القبائل ومجموعة الشيخ جاسم    افتكروا كلامي.. خالد أبو بكر: لا حل لأي معضلة بالشرق الأوسط بدون مصر    «صحة البرلمان» تكشف الهدف من قانون المنشآت الصحية    «فيها جهاز تكييف رباني».. أستاذ أمراض صدرية يكشف مفاجأة عن أنف الإنسان (فيديو)    انتهاء فعاليات الدورة التدريبية على أعمال طب الاسرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نائبة التشريعي "هدى نعيم" من قلب غزة إلى الحرية والعدالة:

- على الشعب العربي أن ينتفض ولا يترك غزة لقمة سائغة في فم الصهاينة
- 100 ألف طن من المتفجرات يتم قصفها على غزة يوميا
- "شهد القرناوي" و"مريم المصري" حكاية طفلتين تجسدان معاناة أهل غزة
- نأكل أقل القليل ونفذت الأدوية وأدوات الجراحة في حين أن الجرحى بالمئات
- نطالب بفتح معبر رفح بشكل عاجل وبلا انقطاع
لم تتوقف جريمة الانقلاب في مصر عند حدود شعبه؛ بل تعدته ليمارس جريمته في الخيانة العظمى ويتآمر مع عدو بلاده الرئيس عبر عقود طويلة؛ تآمر الانقلاب مع العدو الصهيوني ضد أهلنا وذوينا في غزة، وبات على الشعب المصري كله أن يعلن تبرؤه من هذا الانقلاب الذي لا يعرف معنى للوطن ولا للعروبة.
بعد ستة أيام متوالية من القصف وارتقاء الشهداء وهدم البيوت؛ تواصلت "الحرية والعدالة" مع أبطال غزة من الداخل لتنقل لمن يتلقف الأخبار صورة حقيقية من الواقع نفسه.
حيث أكدت هدى نعيم -النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني- أن الأوضاع الإنسانية في غاية التردي، فالجميع ينتظر القصف في أي مكان وفي كل وقت، وهناك أطنان من المتفجرات ترسل بشكل يومي على الشعب الفلسطيني الأعزل داخل بيوته ومزارعه وحتى على ساحله في البحر.
أضافت أن الجريمة لم تتوقف عن حد ارتقاء الشهداء واستهداف الأطفال والعجائز، وإنما هناك وضع إنساني صعب من الأساس تعيشه غزة منذ 7 سنوات من الحصار، فالكهرباء تأتي يوما ولا تأتي الآخر لقلة السولار، والطعام عبارة عن أقل القليل وبالكاد يكفي للبقاء على قيد الحياة، وبخلاف ذلك فقد زاد القصف من المعاناة بزيادة الجرحى والمصابين والذين لا يجدون أدوات طبية أو أدوية مناسبة.
ألقت "نعيم" المزيد من الضوء على أوضاع القصف في رمضان، باعثة برسائل عدة أهمها إلى الشعوب العربية كي تنتفض لتؤكد للعدو الصهيوني أن غزة ليست وحدها.
وهذا نص الحوار:
· بداية صفي لنا حالة القصف اليومية التي تعانون منها؟
- بداية فكل من هو في غزة الآن؛ صغير، كبير، رجل، أو امرأة، قد أصبح الآن مستهدفا وفي مرمي آلة التدمير الصهيونية، فبواقع كل أربع دقائق هناك غارة صهيونية على قطاع غزة، وفي كل غارة ضحايا من النساء والأطفال، وهناك عائلات بأكملها تمت إبادتها. وإذا كان العدو الصهيوني في الحرب السابقة (2012 - 2013) وبدايات تلك الحرب كان يرسل بعض التنبيهات للبيوت التي سيتم استهدافها مثل أن تأتيهم مكالمات تهديد، أو صاروخ يترك أثرا محدودا ملقى من طائرة استطلاع دون طيار، هنا يعلم السكان أنه قد آن أوان هدم بيتهم، ولذا يكون أمامهم ما بين خمسة إلى سبعة دقائق لترك البيت ومن ثم إبلاغ البيوت المجاورة عن طريق إشارات التكبير والتهليل لتترك هي أيضا منازلها؛ حيث إن البيوت في تلاصق شديد ولذا الإصابة والهدم تطال الكثيرين. أما في الأيام الأخيرة السابقة لم يعد الاحتلال يرسل أية إشارات من هذا النوع، بل يتعمد هدم وقصف البيوت فوق ساكنيها، ولدينا عشرات البيوت التي دُكت بالقصف ومن ثم دُفنت تحت أنقاضها أسر بأكملها. وللأسف دفنوا أحياء تحت بيوتهم، ولم ينجو من تلك العوائل إلا من تصادف وجودهم بالخارج في هذا التوقيت، فربما شخص على الأكثر في كل عائلة، وربما لا يوجد.
· ولماذا كانت هناك شبه تنبيهات للبيوت سابقا في حين اختفت الآن؟
- يبدو أن الصهاينة في الحرب السابقة كان لديهم بعض الخشية أو بعض الحساب للوم المنظمات الحقوقية أو المجتمع الدولي، ولذا فقد كان يريد معاقبة الفلسطيني سواء مجاهدا أو غير ذلك، فإذا لم يستطع اغتياله، يعاقبه ويعاقب أسرته بهدم منزله ويترك أهله مشردين بلا جدران تأويهم، أما في هذه الحرب فقد ارتفع سقف استهداف الصهاينة ولم يعد من الواضح أنه يخشى أية ملاحقات أو محاكم دولية أو ما شابه، فالقصف يطال الجميع وبلا تحذير.
· ما آخر ما رأيتِ قبل هذا الحديث من عمليات القصف؟
- اليوم -11 يوليو وقت إجراء الحوار- وأمام بيتي في مخيم البريج للاجئين تم استهداف سيارة تتبع البلدية وقد كانت في مهمة إصلاح بئر المياه الذي يمد المخيم، وفي طريق عودتهم تم القصف عليهم ما أدى إلى استشهاد اثنين من العمال حيث تقطعت أجسادهما وتناثرت جثامينهما، وتحولت إلى أشلاء صغيرة وصغيرة جدا، ما يعكس مدى إجرام الاحتلال الذي نواجهه وكيف هو عدو جبان ولا يعطي أي اعتبار لأي قانون أو أبعاد إنسانية.
· هل يستهدف العدو الصهيوني الشخصيات المنتمية إلى المقاومة وبيوتها فقط، أم الاستهداف شامل للجميع؟
- العدو الصهيوني يستهدف كل شيء، فكل جرائمه تعكس رغبته في الانتقام من كل ما هو فلسطيني، خاصة في قطاع غزة، وعلى سبيل المثال فبالأمس كان هناك بعض الشباب خرجوا للجلوس على إحدى الاستراحات على البحر، ومع ذلك تم قصفهم، وهي رسالة تؤكد أنه وحتى من يريد من أهل فلسطين أن يعيش الحياة العادية، يبعث له الصهاينة برسالة أن يظل مدفونا في الموت وهو على قيد الحياة، ليس من حقه أن يعيش على أي وجه كان، والحقيقة أننا في هذه الحرب لا نجد رابطا بين البيوت أو الشخصيات التي يتم استهدافها فليس كل البيوت التي قُصفت هي للمنتمين لحركة حماس أو قادتها فبعضها فقط من بيوت قادة المقاومة، لكن ليس كلها، وهو أيضا ما نجده في الشخصيات، فإذا كنا نجد أن عامل البلدية البسيط تم قنصه، فليس بعد هذا دليل أنها حرب تطال الجميع وليس أبناء المقاومة وحدهم. الرابط الوحيد أن الجميع فلسطينيون. فلدينا هنا الأخ الذي يحمل أشلاء أخيه من على الرصيف، وحدث بالفعل أن أحد الأشقاء هرع في نجدة شاب مصاب، وإذا به وهو يحاول إسعافه يكتشف أنه أخوه، كذلك هنا يتم استهداف الطبيب والمسعف، مثلما حدث مع الطبيب "أنس أو الكاس" حيث تعرض للقذف الصاروخي وهو بداخل منزله، ما أدى إلى استشهاده، وهكذا فإن التعليمات الآن للطائرات وآلات الاستهداف الصهيونية أن تجعل بيوت الفلسطينيين كافة في مهب الاستهداف.
· ما نوعيات الأسلحة التي تتعرضون لها؟
- الآن بيوتنا ونساؤنا وأطفالنا تُرمى بطائرات f16 الأمريكية، وذلك بأطنان من المتفجرات بواقع ما يقرب من 100 طن متفجرات يوميا، تنزل على رؤوس الشعب الفلسطيني وبيوتهم ومساجدهم ومؤسساتهم وشوارعهم وأراضيهم الزراعية، أي أن حصيلة ما تم قذفنا به في أربعة أيام فقط ما يعادل 400 طن متفجرة.
- صفي لنا خريطة الخسائر والشهداء حتى الآن؟
حتى الآن 50% من الشهداء أطفال، ونحن قد تجاوزنا المائة شهيد الآن -156 حتى كتابة هذه السطور، ويوم 11 يوليو فقط أغلب الشهداء كانوا أطفالا، وكذلك فالمصابون والجرحى أكثرهم من الأطفال، أما الخسائر المادية فمن الصعب إحصاؤها في هذا التوقيت، على الأقل لم يبق في قطاع غزة أية مؤسسة حكومية رسمية إلا ودُكت وسويت بالأرض، وبالذات مقار وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية والكليات التدريبية لأجهزة الشرطة؛ وقد يكون هذا الاستهداف دليل على رغبة العدو الصهيوني في إحداث خلل وإرباك وفوضى من المدخل الأمني لدينا في غزة، ومع ذلك ففي حربين سابقتين على قطاع غزة لم يبق أيضا لدينا أي نقطة شرطة ولا مقر أمني إلا وتم تدميره، ومع ذلك لم نرصد أية واقعة سرقة أو نهب أو اعتداء تماما؛ حيث يثبت الشعب الفلسطيني أنه ليس بحاجة كثيرا إلى أجهزة أمنية بل إن المواطن لدينا بقيمه وأخلاقه وانضباطه يضرب أفضل الأمثلة في حفاظه الذاتي على أمن بلاده.
هدف الحرب
· ما هو بظنك هدف هذه المرة من الحرب الصهيونية؟
- لا يبدو أن هناك هدفا واحدا واضحا يمثل خيطا ناظما لعمليات العدو الصهيوني هذه المرة، وإن كنا نستطيع أن نقول إنه وفي كل حرب يكون لديهم أكثر من هدف؛ فبداية يكون همهم الرئيس هو تدمير البنى التحتية، ومن بين الأهداف الأخرى يأتي إضعاف الجبهة الداخلية وإضعاف التفاف الناس حول خيار المقاومة، نظرا لأنهم يرفعون فاتورة اختيار الناس للمقاومة، فلو أن هناك امرأة مثلا أخوها أو زوجها أو أبيها من المقاومة، فيجعل الاحتلال هذه المرأة تتكبد الكثير فيدمر لها بيتها ويقتل ابنها. في حين أن العدو لا يعلم أنه يوما بعد يوم يزداد تجمهر الناس حول خيار المقاومة ويقبلون أن يضحوا من أجله بالغالي والنفيس. ومن جهة أخرى فمن بين أهداف الصهاينة ترك قطاع غزة في حالة تدمير مستمرة، فكلما نجحنا في البدء في أعماره، يدمرونه لنا من جديد، ويتركونه في حالة هدم مستمرة.. ظانين بذلك أنهم يدمرون حاضنة المقاومة الرئيسة؛ في حين أنهم في ذلك أيضا واهمون فنحن شعب قررنا أن نقطع من قوت يومنا وأن نصبر على الجوع وعلى سكنى الخيام، في مقابل أن تظل لنا مقاومة فتية تغيظ العدو وتكبده العنت دوما.
· وماذا عن المصالحة وعرقلتها؟
- بالطبع هذا هدف أساسي لدى الصهاينة من شق الصف وإفشال المصالحة، في حين أن الحقيقة أن المصالحة ما زالت تمر بحالة تعثر شديدة، فقد حاول الصهاينة منذ لحظة توقيعها أن يفشلوها وأن يعرقلوها وأرسلوا في ذلك ل"أبو مازن" الكثير من التهديدات، وخيّروه صراحة ما بين حماس والسلام المزعوم، وأخيرا يسعون الآن لنفس الهدف عن طريق الحرب على غزة، لأنها بالطبع تضع "أبو مازن" في مأزق لأنه من جانبه لا يعرف سوى لغة المفاوضات، ولا يؤمن بمنهج المقاومة، وبالتالي تكون الخيارات أمامه ضيقة جدا، فإذا هو تعاطف مع الشعب الفلسطيني في غزة ظهر وكأنه مؤيد للمقاومة، وإذا لم يفعل ولم يبد هذا التعاطف كان أمام شعبه متخاذلا وخائنا وعميلا. وبالتالي فهم إلى الآن يراهنون على عدم دعم "أبو مازن" للمقاومة، وبالفعل فحتى الآن تصريحاته حمّالة أوجه وليست مباشرة، وهذا مما يزيد من الهوة والشرخ بين الشعب الفلسطيني والرئاسة، وما بين فتح وحماس.
· وما هو واقع الدواء والغذاء لديكم؟
- هذا الواقع صعب ومؤلم جدا، فأولا وبالنسبة للدواء فغزة تعاني حصارا منذ سبعة أعوام، وما يدخلها من دواء يدخلها عبر قوافل أو وفود أو داعمين، وبالتالي فقد اعتدنا أن نعيش بفتات الفتات، وبقليل القليل، فما بالنا الآن ولدينا في وقت واحد عشرات ثم مئات الجرحى والمصابين والبعض منهم يكون في حالة خطرة، ومن قبل ذلك بشهر تقريبا فقد تم إيقاف العمليات الاعتيادية نظرا لنفاذ الإمكانيات ولم يكن متاحا لدينا سوى العمليات الحرجة أو الطارئة، ومع ذلك وبشكل مفاجئ نجد تلك المستشفيات التي هي خاوية بالأساس مطلوب منها اسعاف العشرات والمئات في وقت واحد، والذين يحتاجون إلى عدد كبير من غرف العمليات والإمدادات الطبية والأدوية، أما الغذاء فما يوجد لدينا في أكثر الأحيان هو فقط ما يبقينا على قيد الحياة.
· كيف ترون موقف قادة الانقلاب في مصر من قضيتكم؟
- في البداية توقع الشعب الفلسطيني أنه وبعد ما تم من تدمير كل الأنفاق التي كانت شريان حياة لأهل غزة، فقد كان لزاما في المقابل أن يتم فتح معبر رفح، حتى يتم إمداد قطاع غزة بأسباب الحياة، فنحن لم نكن إلا مضطرين لفكرة الأنفاق لاحتياجنا إلى القوت والدواء الضروري، وكنا ننتظر اللحظة التي نغلقها نحن فيها بأيدينا، ولكن في المقابل أن يتم فتح المعبر، في حين أن المعبر الآن مغلق رغم الحرب حتى وبعد أن تم فتحه بعد مناشدات كثيرة، سُمح فقط بإدخال عدد محدود من الحالات وأُغلق سريعا مرة أخرى. فهذا الإغلاق غير طبيعي وغير منطقي ولا إنساني، فلو أن جيراننا ليسوا عربا ولا مسلمين، فالقانون الدولي يجبرهم على فتح المعبر في حالة الحروب خاصة للمصابين والجرحى وللجان الإغاثة، فبخلاف ما يقرب من عشرة آلاف يقفون وينتظرون على المعبر ما بين مريض أو صاحب عمل أو دراسة و غيرها من الظروف، فالآن زاد على هذا العدد المئات من الجرحى والمصابين، وبينهم حالات خطرة وحالات بتر تحتاج جراحات عاجلة.
رسائل إلى الشعوب
· وما الذي تنتظرونه من الشعب المصري في تلك الأوقات؟
- الشعب المصري الآن مثل كافة الشعوب العربية نحن ندرك تماما أنها لا تملك زمام أمرها، وأن أوضاعها صعبة بل وغاية في التعقيد؛ ولكن إذا كُنا الآن لا نرى أن هناك أملا في أن تقدم لنا القيادات العربية شيئا، ولكن لنا مأمل كبيرأااااااا أمل كبير في الشعوب العربية أن يكون لها موقف منتفض ضد تقطيع الشعب الفلسطيني إلى أشلاء نجمعها من تحت الأنقاض إذا وجدناها، فمواقف الشعوب وتظاهراتها أمام السفارات والمؤسسات الدولية من جهة تضغط على حكوماتها لكي يكون لها دور، كما أنها بالفعل تحرج العدو وتجعله يرى ويتأكد أن الشعب الفلسطيني ليس وحده وأن صرخته يتألم منها العرب جميعهم، وعندها يحسب ألف حساب قبل أن يستمر في حربه علينا، وهنا أؤكد أننا في غزة ننتظر هذا الحراك العربي بلهفة شديدة، ننتظر من العرب جميعهم أن تتحرك قوافلهم الداعمة لنا ما بين معونات ومهندسين وأدوات طبية وأطباء وأدوية، فلدينا جرحى ومرضى يستحقون من العرب الكثير، بل نريد أن تتحرك من لدن العرب قوافل أمهات لتطبب جراح أمهات غزة الثكالى، خاصة من فقدن البيوت والأسر والآن هن بين كثيرين مشردين بلا مأوى.
ومع ذلك فلا يظن البعض أن الأمر أو القضية كلها هو المطالبة بالحراك الإغاثي الإنساني، ولكن هذا الحراك سيبعث برسائل مهمة إلى المقاومة وإلى الشعب الفلسطيني وقبل ذلك إلى الصهاينة أن أهل غزة ليسوا وحدهم بل إن غزة هي المليار مسلم في جميع أصقاع الأرض، وهنا أذكر أنه وفي الحرب الماضية قالها الرئيس مرسي إنه لن يترك غزة، وبالفعل أوفى بعهده.
· هل هناك رسالة مشابهة إلى المجتمع الدولي؟
- أما الرسالة إلى المجتمع الدولي فهي موجهة إلى شخصيات من أصدقاء فلسطين في كل مكان وإلى المنظمات الحقوقية والدولية، فكل ما يجري الآن وما سبق هو جرائم حرب يمارسها الاحتلال يجب أن توثق وأن تجد من يسعى في إدانتها وملاحقة أصحابها عالميا. فليست الجريمة هي القتل واستهداف الأطفال والكبار فقط، ولكن لينتبه العالم أيضا أن هناك جرائم أخرى مثل تجويعنا ومنع صيادينا من البحر، وتدمير أراضينا الزراعية ومنع الكهرباء عنا، كل هذه جرائم يجب توثيقها والتحرك لملاحقة مرتكبيها. فيجب أن يشعر المجرمون الصهاينة أنهم ملاحقون ومهددون في كافة المحافل. كذلك وإن كنت أرى أن جامعة الدول العربية لم يعد لها في المنطقة أي دور سياسي، ولكن ومع ذلك فلربما تفيق وتشعر بمعاناتنا وتقوم ولو ببعض الدور الإغاثي الإنساني.
· ما أبرز الحالات الإنسانية التي تريدين الحكي عنها والتي حدثت في الأيام الماضية؟
- هناك حالات كثيرة مثل عائلة حمد، وهناك الطفلة "مريم المصري" وهي وحيدة أبويها وقد رزقا بها بعد 12 عاما من الحرمان من الذرية، وعذابات جراحات أطفال الأنابيب والحقن المجهري، وكل جريمة مريم ذات السبع سنوات أنها شعرت بالملل الشديد من الجلوس في المنزل نظرا لخوف أهلها من القصف المستمر، خاصة أن البيوت لدينا صغيرة جدا، ولذا فقد ألحّت على والدها أن تخرج لتلعب قليلا في الحديقة، وبين فرحتها وبراءتها وانتظار أهلها لها، إذا بصاروخ f16 غادر يصيبها في رأسها، والآن هي في حالة موت سريري بالمستشفي، ووالدها إلى جوارها يبكي طيلة الوقت، ويقسم على الأطباء أن يأخذوا من دمه وأعضائه هو ما يكفي لحياتها، ولا نعلم ماذا قد يصيب هذا الأب إذا فقد وحيدته تلك!!
- وهناك أيضا الطفلة "شهد القرناوي" وأختها "فاطمة"، واللتان أصيبتا بقذائف أثناء قصف سيارة المجلس البلدي، و"شهد" طفلة ذات سبع سنوات، وهي كفيفة، تحفظ القرآن الكريم، سمعتها المحفظة أثناء صلاة التراويح تدعو الله أن يرزقها الشهادة، فبعد الصلاة، سألتها المحفظة لماذا تريدين الشهادة يا "شهد" فأجابتها: "علشان مفيش أجمل من الجنة". رغم أن شهد كفيفة أي أن عينيها الصغيرتين لم تر جمالا في الدنيا ولا شيئا البتة. ضنت قوات الاحتلال على مخيم لاجئين أن يستمع في كل يوم صباحا وفي أثناء انتظار "شهد" لسيارة مدرسة المكفوفين والتي لا تستطيع أن تتحرك بدونها، ولذا فأثناء انتظارها يسمع الحي كله صوتا ملائكيا يردد القرآن الكريم من الذاكرة، وكأنها ملاك جاء ليُسعد الحي وسكانه. "شهد" الآن في حالة موت سريري، بخلاف بتر كلتا قدميها، ولا نعرف ماذا نتمنى لها الآن، هل الارتقاء على الشهادة، أما البقاء على قيد الحياة رغم الإعاقة والمرض وبتر الأقدام. أما أختها فاطمة -9 سنوات- فقد أصيبت إصابات متوسطة وجاءتها قذائف في الوجه والجسد والذراعين. الطفلتان كانتا في غرفة ببيتهما أثناء القصف، ومع ذلك أصابتهما قوات الاحتلال في عقر دارهما. وهكذا في كل حالة ومع كل طفل مصاب أو شهيد قصة أو ألم..
رمضان تحت الحصار والحرب
· هل هناك شيء متبقٍ لديكم من الأجواء أو التقاليد الرمضانية المعتادة؟
- للأسف العدو الصهيوني يبدو أنه يتعمد أن يضيف لنا تقاليد أخرى في رمضان؛ حيث يأتينا القصف تقريبا على مدار اليوم، ولكنه يشتد خاصة في مواعيد الإفطار والسحور، قصف من الطائرات وبالصواريخ ومن المدفعية والبوارج البحرية، من كل مكان يأتينا القصف، هذا بخلاف أننا يوم بعد يوم نفطر ونتسحر في الظلام نظرا لانقطاع الكهرباء، وهذا ناتج عن القلة الشديدة في السولار نتيجة الحصار ما يزيد الأمور لدينا صعوبة وتعقيدا شديدا، فأين وكيف نتحرك أثناء القصف والكهرباء منقطعة، وهكذا يجتمع علينا قلة الوقود وانقطاع الكهرباء فضلا عن القصف وترقب هدم المنازل ونيل الشهادة، هذه هي وليمتنا الرمضانية.
- وبخلاف ذلك فحتى صلاة التراويح في المسجد لا نستطيع أن نقوم بها، خاصة نحن النساء، فالمساجد معرضة في أي وقت للقصف، كما أننا لا نأمن أن نترك أطفالنا في البيوت وحدهم فيأتيهم القصف ولا يستطيعون الحركة، وهناك بالفعل أكثر من مسجد تم قصفه واستهدافه، ولذا نصحونا -نحن النساء- بأن نصلي في البيت. كذلك فصلة الأرحام وزيارات الأهل والأقارب والتي من المعتاد ممارستها في رمضان، خاصة زيارات الأب لبناته المتزوجات أو العكس، فكل ذلك لم نقم به نهائيا، فلا زيارات تقريبا والجميع في انتظار قصف بين فينة وأخرى، حتى إن هناك نساء لم يستطعن المشاركة في تشييع جثامين شهداء من عوائلهن، كأبيها أو أخيها.
- كذلك لا عمل ولا وظائف إلا نادرا، وفي حالات ضيقة مثل مؤسسات الإغاثة وبعض الجمعيات الخيرية والمستشفيات. أيضا فقد كان أهل غزة معتادين على أخذ الإفطار وتناوله على البحر نظرا لضيق البيوت والشوارع، وهذا كله الآن لا مجال له. ورغم ذلك فأجواء رمضان تزيدنا إيمانا ويقينا وتضفي على أنفسنا الربانية والتعلق بالمولى سبحانه، وتجعل ألسنتنا لا تكف عن الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل. وعلى سبيل المثال عندما ذهبت إلى عزاء أحد الشهداء اليوم وجدت ذويهم فخورين بالشهيد، خاصة أنه ارتقى في رمضان وأجوائه الإيمانية. أي أن رمضان يزيدنا فخرا بشهدائنا وفرحا بهم.
· وماذا تحوي المائدة الرمضانية وقت الإفطار في غزة؟
- بحسب الحال، فالكثير باتوا من الفقراء والمعدمين لا يجدون على الإفطار سوى بعض أقراص الطعمية أو طبق من الفول أو "السلطة" أو حبوب الحمص، في حين أن الموسرين والأغنياء فقط هم من يستطيعون توفير الخضراوات ك"الملوخية أو البامية" على المائدة، وهنا أذكر أن زوجي يعمل في جمعية خيرية وفي أول أسبوع من رمضان توافد عليهم الكثيرون لا يجدون أي شيء يقدمونه على الإفطار أو السحور، بيوتهم خاوية حتى من وجبة واحدة، وللأسف فهذا الضيق الشديد في العيش قد زاد ليس فقط بعد القصف ولكن من قبله نتيجة الحصار وهناك نسبة كبيرة من البطالة.. فضلا عن آلاف من الموظفين لا يتقاضون رواتبهم؛ خاصة أن حكومة التوافق لم تعترف بما يقرب من 40 ألف موظف (!) وإذا كان متوسط الأسرة 6 أفراد أي أن هناك 240 ألفا لا يجدون ما ينفقون تماما، وهؤلاء أحد الشرائح فقط. ومع ذلك فلدينا رغم كل شيء حالة تكافل أكثر من ممتازة، فالأخ يقتسم راتبه مع أخيه الذي ليس له راتب، ويحيا الجميع على أقل القليل، بدلا من أن نترك عوائل بأكملها لا تجد ما تأكله.
· هل حقيقة كل ما نسمعه عن نجاح المقاومة وشعبيتها التي تزيد يوما بعد يوم؟
- الحقيقة أنه ورغم كل هذا الإجرام الصهيوني فإن المقاومة مستمرة، بل إن أداءها أكثر من ممتاز، والجميع هنا حتى من لا ينتمي إلى الحركة الإسلامية أو من هو بعيد عن خنادق المقاومين أو أية انتماءات أو تيارات أو أحزاب، الجميع من البسطاء والفقراء وحتى الأطفال والعجائز، أي أن كل شعبنا الفلسطيني في غاية الفخر والاعتزاز من هذا الأداء الذي تسبب في رعب الصهاينة وألمهم سواء النفسي أو الجسدي، فعلى الأقل تسببت المقاومة في الأذى النفسي للصهاينة وفي انكسارهم وهلعهم المستمر. كذلك فأهم انتصار أننا ورغم انتظارنا القصف في أي وقت، إلا أننا نعيش حياتنا رغم كل الألم والمعاناة والفقر والجوع، فاليوم مثلا وقبل الإفطار يعمل أبنائي الصغار 10 و12 سنة على جمع أشلاء الشهداء وقطع اللحم والدماء التي تناثرت من القصف ودخلت غرفتهم، يجمعوا بأيديهم الصغيرة بقايا صغيرة جدا من جثامين بشر. فهذه هي الطفولة لدينا. ومع هذا فطالما بقينا قيد الحياة فنحن صامدون وثابتون ونكمل طريق قضيتنا لأنها قضية حق وعدل، فلا يتصور أحد أننا نجلس مثلا بجانب بعضنا البعض وننقطع عن الحياة في انتظار الموت، بل على العكس فإيماننا أن موتنا شهادة يجعلنا ننتظره بقوة وفخر، ومن يعش خاصة من الأطفال فسوف يكمل الطريق ويثأر للجميع. وهذا الشعور هو ما تؤكده جميع عائلات غزة، فقد كان العدو ينوي أن يوقع بين المقاومة والشعب، فإذا بالشعب الآن يحتضن المقاومة أكثر وأكثر، ويثني على أدائها ويفخر بها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.