قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش خلال زيارة لمعبر رفح اليوم السبت إن طابورا طويلا من شاحنات الإغاثة المغلقة على الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة حيث يواجه الناس المجاعة يمثل غضبا أخلاقيا. وقال غوتيريش إن الوقت قد حان لكي تقدم دولة الاحتلال "التزاما صارما" بالوصول غير المقيد إلى السلع الإنسانية في جميع أنحاء غزة، ودعا أيضا إلى وقف فوري لإطلاق النار الإنساني وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة. وقال في تصريحات أدلى بها أمام بوابة معبر رفح وهو نقطة دخول للمساعدات إن الأممالمتحدة ستواصل العمل مع مصر "لتبسيط" تدفق المساعدات إلى غزة. وأضاف "هنا من هذا المعبر، نرى حسرة وقسوة القلب من كل شيء. طابور طويل من شاحنات الإغاثة المسدودة على جانب واحد من البوابات، وظل المجاعة الطويل على الجانب الآخر". "هذا أكثر من مأساوي. إنه غضب أخلاقي". وتأتي زيارة غوتيريش في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال ضغوطا عالمية للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة التي دمرتها الحرب المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر بين الاحتلال وحماس. وأبقت دولة الاحتلال، التي تعهدت بتدمير حماس وتشعر بالقلق من أن الحركة الفلسطينية ستحول المساعدات، جميع معابرها البرية إلى القطاع مغلقة باستثناء واحد. وفتحت معبر كرم أبو سالم بالقرب من رفح في أواخر ديسمبر وتنفي اتهامات مصر ووكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة بأنها أخرت تسليم المساعدات الإنسانية قائلة إن الأممالمتحدة فشلت في توزيع المساعدات داخل غزة. وانتقد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس غوتيريش في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي لإلقاء اللوم على دولة الاحتلال "دون إدانة مسلحي حماس وداعش الذين ينهبون المساعدات الإنسانية بأي شكل من الأشكال". لا سلامة وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين في وقت لاحق عزز جوتيريش أيضا النداءات الدولية ضد عملية برية إسرائيلية في مدينة رفح على جانب غزة من الحدود حيث يحتمي غالبية سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وشكك في الخطط الإسرائيلية لنقل المدنيين قبل التوغل. وقال: "من المشكوك فيه للغاية أي برنامج ناجح لتوفير الأمن والسلامة لسكان رفح عندما لا يوجد هذا الأمن والسلامة في جميع أنحاء قطاع غزة". وفي غزة اندلع القتال يوم السبت حول المستشفى الرئيسي حيث تقول سلطات الاحتلال إنها قتلت أكثر من 170 مسلحا في غارة واسعة قالت وزارة الصحة الفلسطينية إنها أسفرت أيضا عن مقتل خمسة مرضى. ومع تلاشي الآمال في التوصل إلى هدنة في غزة خلال شهر رمضان المبارك وأصبح الوضع الإنساني أكثر يأسا، سعت الولاياتالمتحدة ودول أخرى إلى استخدام الإنزال الجوي والسفن لإيصال المساعدات. لكن العاملين في المجال الإنساني يقولون إن حوالي خمس الكمية المطلوبة فقط من الإمدادات تدخل غزة، وأن الطريقة الوحيدة لتلبية الاحتياجات هي تسريع عمليات التسليم عن طريق البر. وقبل توقفه على الحدود، حيث التقى بعاملين إنسانيين تابعين للأمم المتحدة، هبط غوتيريش في العريش في شمال سيناء المصرية، حيث يتم تسليم وتخزين الكثير من الإغاثة الدولية لغزة. وقال محافظ المنطقة محمد شوشة لدى استقباله إن نحو 7000 شاحنة تنتظر في شمال سيناء لتوصيل المساعدات إلى غزة لكن إجراءات التفتيش التي تطالب بها دولة الاحتلال أعاقت تدفق الإغاثة. نشر الجوع هذا الأسبوع، حذر مراقب عالمي للأغذية من أن المجاعة وشيكة في شمال غزة ويمكن أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من القطاع إذا لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار. وقال غوتيريش: "لقد حان الوقت لالتزام صارم من جانب الاحتلال بالوصول الكامل وغير المقيد للسلع الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة". وقتل أكثر من 32 ألف شخص في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وكثير منهم من النساء والأطفال، وفقا للسلطات الصحية المحلية. وشنت دولة الاحتلال الهجوم ردا على هجوم شنته حماس قتل فيه حوالي 1,200 شخص واحتجز أكثر من 250 كرهائن، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية. ويزور غوتيريش، الذي قام برحلة سابقة إلى الحدود المصرية مع غزة بعد وقت قصير من اندلاع الحرب، مصر والأردن كجزء من "رحلة تضامن" سنوية إلى الدول الإسلامية خلال شهر رمضان. وأثناء وجوده في العاصمة المصرية القاهرة، من المقرر أن يفطر يوميا مع اللاجئين من السودان، حيث أدت الحرب بين الفصائل العسكرية المتنافسة إلى نزوح ما يقرب من 8.5 مليون شخص، ودفعت أجزاء من السكان إلى الجوع الشديد، وأدت إلى موجات من عمليات القتل العرقية في دارفور.