نعت حركة حماس وكتائب القسام الشهيدين سمير فندي وعزام أقرع، وهما من أبرز القيادات العسكرية لكتائب القسام في لبنان علاوة على نائب رئيس حركة حماس الشيخ صالح العاروري والذين اغتيلوا و4 شهداء آخرين من كوادر الحركة هم: الشهيد محمود زكي شاهين، الشهيد محمد بشاشة، الشهيد محمد الريس، الشهيد أحمد حمود. وكان استشهاد الفريق المكون من 7 أفراد الثلاثاء 2 يناير 2024 بغارة صهيونية في لبنان مع رفيقهما صالح العاروري الذي تشاركا معه هدف مقاومة الاحتلال الذي عاشوا من أجله، ومصير الشهادة معا. وكشف متابعون أن سمير فندي (أبو عامر) مسؤول العمل العسكري لحركة حماس في جنوبلبنان، وأعلنت قناة صهيونية في يوليو الماضي، أن جهاز الشاباك يدرجه على قائمة الاغتيالات. ويتولى عزام أقرع أحد مبعدي مرج الزهور الملف العسكري للحركة بالخارج، وكان آخر ظهور لاسمه لدى الإعلام الصهيوني في أكتوبر 2022، حين ادعى بأنه التقى معتقلا فلسطينيا مفرجا عنه بالخارج، وخططا للعمل على اختراق شبكة الاتصالات الإسرائيلية سلكوم. كما الشّهيد القسّامي محمد الريس من مخيم شاتيلا، ونقل عن جرأته ناشطون على التواصل فقالوا إن "الشهيد الريس" يهتف قبل قبل استشهاده وسط الضاحية الجنوبية في بيروت معقل حزب الله كلنا عمر و كلنا عثمان فليعش للدين عزه و ليعش للدين مجده و لترق منا الدماء أما الشّهيد أحمد حمود فهو من مخيم برج الشمالي. https://twitter.com/i/status/1742472043872895475 ونقل مراقبون ومحللون خلاصة كبير محلّلي "يديعوت" بشأن اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه فكتب الأربعاء: "أمر واحد مؤكد: موت العاروري وسمير فندي وعزام الأقرع سيمسّ في المدى القصير بنشاط فرع حماس في بيروت، لكنه لن يغيّر الواقع. فحماس منظمة إرهاب أكبر من كل واحد من شهدائها المحتملين بمن فيهم السنوار". ويعلق المحلل ياسر الزعاترة عبر (اكس) "سيواصلون رغم ذلك.هو ثأر وحسب!". ولقيت هذه الحادثة إدانات واسعة من مختلف الفصائل الفلسطينية، بينما شهدت عدة مدن بالضفة المحتلة فعاليات منددة بالعملية، كما في بعض الدول العربية. ولكن اللافت بحسب الصحفي عبدالفتاح فايد هو عدم صدور رد فعل عربي قوي حتى الان على اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه رحمهم الله، متساءلا على (اكس) هل يعني موافقة صريحة على جرائم الاحتلال؟! وأضاف أنه "لا ادانة عربية صريحة ولو من باب انتهاك سيادة دولة عربية أو تضامن معها.. استمرار هذا الصمت رغم تصاعد جرائم الاحتلال لا معنى له سوى التماهي الكامل معه". وتأتي عملية الاغتيال في بيروت بوقت تشهد فيه حدود لبنانالجنوبية مواجهات وقصفا يوميا بين حزب الله من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات على طرفي الحدود. والشهيد القائد بكتائب القسام، عزام الأقرع "أبو عمار" من بلدة قبلان جنوب شرق نابلس وأحد الأسرى المحررين من سجون الاسرائيلية. بيان القسام وصباح الأربعاء اصدرت كتائب القسام بيانا بشأن اغتيال قادتها وقالت إنهم ارتقوا إلى العلا في جريمة اغتيال صهيونية استهدفتهم في العاصمة اللبنانيةبيروت مساء أمس الثلاثاء 20جمادي الثانية 1445 ه الموافق 02/01/2024م، ليمضوا إلى ربهم بعد مسيرةٍ مباركةٍ وجهادٍ دؤوب أبلى خلاله الشيخ وإخوانه بلاءً حسناً في مختلف المراحل، فأسس وبنى وتعهد البناء، حتى غدا حصناً حصيناً وصرحاً شامخاً، وشوكةً في حلق الاحتلال، لا بل تهديداً حقيقياً لهذا الكيان المجرم الذي بات يئن تحت ضربات المقاومة الكبرى التي تؤسس لزواله قريبًا بإذن الله، وما طوفان الأقصى إلا آخر تجليات هذه الجهود المباركة التي كان الشيخ صالح وإخوانه في القلب منها دفاعًا عن أقدس مقدسات أمتنا وكان لهم فيها إسهامات عظيمة، وأبوا إلا أن يتوّجوا ذلك ببذل النفس لتختلط دماؤهم الزكية بدماء أبناء شعبهم وأمتهم الذين هبوا نصرة للأقصى ووقوفاً إلى جانب أهلهم في غزة. وأضاف البيان أن "اغتيال الشيخ صالح العاروري وإخوانه على أرض لبنان ليؤكد بأن هذا العدو هو خطر على الأمة، وأن ساحة المعركة مع هذا الكيان مفتوحة، وأن قتاله وردعه عن غيّه هو واجب على أبناء أمتنا في كل الساحات والجبهات حتى اقتلاع هذا السرطان من أرض فلسطين وإراحة الأمة من شروره، وهذا ما عمل عليه الشيخ صالح وإخوانه من حشد لطاقات الأمة وقد بدأ يؤتي ثماره". وأكدت (كتائب الشهيد عز الدين القسام – فلسطين) أن "اغتيال قادتنا هو وسام شرف لنا، ولن يزيد حركتنا ومقاومتنا إلا إصراراً وثباتاً على مواصلة الطريق وتدفيع الاحتلال ثمن عدوانه، وستبقى دماؤهم نبراساً ينير لنا طريق التحرير ولعنات تلاحق هذا الكيان الهش حتى كنسه عن أرضنا ومقدساتنا "ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً". فواعد الاشتباك وتحدث "المركز الفلسطيني للإعلام" المنصة الإعلامية لحركة حماس على الشبكة قالت إن اغتيل قادة حماس والقسام ستغير من قواعد الاشتباك، مؤكدة أن من اغتال قادتها طائرة مسيرة استهدفت مكتب حركة حماس في منطقة المشرفية بضاحية بيروتالجنوبية. ولم يعترف جيش الاحتلال رسميا باغتيال العاروري، رافضا التعليق على الحدث لوسائل إعلام عالمية بحجة "عدم التعليق على تقارير لوسائل إعلام أجنبية"، في حين قال مسؤول دفاعي أميركي لصحيفة "واشنطن بوست"، إن "الجيش الإسرائيلي هو المسؤول عن الضربة التي استهدفت العاروري". وقال المركز إنه "في العُرف العسكري، فإن اغتيال القيادي في "حماس" صالح العاروري في بيروت، يعد استهدافا لسيادة دولة عربية، يستوجب الرد من قبل الدولة، وإن لم يكن الرد عسكريا، فإنه يجب أن يكون هنالك رد دبلوماسي وسياسي، وفقا للمقابلة". وقال الخبير الاستراتيجي والعسكري الأردني، محمد المقابلة، إن نوعية الرد المتوقع غير ما سبق، وقال: "الذي يستطيع التحرك للرد على اغتيال العاروري، كتائب القسام وسرايا القدس في لبنان، من خلال السماح لهم بالوصول إلى الحدود، والقيام بعمليات نوعية، قد تشمل عمليات استشهادية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة". ورجح في تصريحات ل"قدس برس"، ألا ألا يكون الرد إلى ترجمة لدرجة اغتيال قيادي بحجم صالح العاروري، وأنه سيكون أكثر من زيادة رشقات الصواريخ نحو تل أبيب، لأن المقاومة في القطاع تفعل كل ما في وسعها بذلك.. وأضاف أنه "يجب أن تكون هناك عمليات استشهادية في الضفة الغربية أيضا، من قبل كتائب القسام إلى جانب سرايا القدس". وقال "المقابلة" إن حزب الله، من لبنان يتحمل "الجهد الرئيسي " وأن ذلك يكون "من خلال زيادة عمق الضرب ليصل إلى تل أبيب بصواريخه، ردا على وصول الاحتلال إلى عمق بيروت"، مضيفا أن "وصول حزب الله إلى عمق تل أبيب، يعني أن تتدخل أميركا ودول أوروبية أخرى، لمنع توسع الحرب، والاستعجال بقرار دولي يضمن وقف إطلاق النار والعدوان على غزة". وأضاف أنه "يجب أن يُنظر أيضا إلى الاستهداف من قبل (حزب الله)، على أنه استهداف لهم في العمق اللبناني، خاصة الضاحية الجنوبية التي تعد مقرا لهم". ولفت إلى أن اغتيال العاروري "تجاوز من جيش الاحتلال، للخطوط الحمراء التي وضعها (حزب الله) مع استمرار العدوان على غزة، ما يستوجب من الحزب الرد. ورأى أن "اغتيال العاروري أعطى غطاءً لحزب الله في التصعيد أمام المجتمع اللبناني، للدفاع عن سيادة لبنان التي انتهكت". موضحا أن "حزب الله لا يستطيع تمرير العملية دون رد، لأنه يدافع بذلك عن سيادة لبنان، وإذا لم يُصعد، فإن عملية الاغتيال قد تتكرر مع قادة من حماس أو حزب الله في بيروت". وأشار المقابلة، إلى أن "إسرائيل" تعتبر بدء سحب أميركا لحاملات طائرات من الشرق الأوسط، تخلٍ عنها، ما دفعها إلى اغتيال العاروري والتصعيد في الشمال، لإجبار أميركا على البقاء في المنطقة خوفا من توسع الحرب". مرجحا أن "تمتد عمليات الرد على اغتيال العاروري، لتصل إلى استهداف سفارات الاحتلال في دول عربية". يشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال في مؤتمر صحفي في نوفمبر الماضي، إنه "وجه الموساد (جهاز الاستخبارات)، باستهداف قادة حركة حماس الموجودين في الخارج". وردا على ذلك، حذر الأمين العام ل"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، "إسرائيل من أن أي اعتداء على مسؤول لبناني أو فلسطيني في لبنان، لن يمر دون رد". وفي أعقاب عملية اغتيال العاروري، بدأت وسائل إعلام عبرية تتحدث عن الاستعداد "لرد واسع النطاق من حزب الله ردا على اغتيال العاروري". وقال موقع واينت العبري، إن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تستعد لرد فعل واسع النطاق من جانب حزب الله، لكن ليس من الواضح في هذه المرحلة ما إذا كان حزب الله سيدخل الحرب أم أنه سيكتفي برد محدود". وذكرت العديد من وسائل الإعلام العبرية، أن "حزب الله بدأ تحريك قواته نحو جنوبلبنان، عقب عملية الاغتيال".