في إطار تعقيبه على قضية مقاطعة انتخابات رئاسة الدم قال د. معاذ عبد الكريم –عضو جبهة الضمير وعضو ائتلاف شباب الثورة سابقا-: إن المشكلة الحقيقية ليست في الأشخاص المرشحين في الانتخابات فقط ولكن لكي تجري العملية الانتخابية يجب توفر عدة عوامل منها تهيئة الجو العام وإزالة كافة العقبات والاختلافات، ومشاركة كافة التيارات السياسية والتوافق على خارطة طريق واضحة بلا إقصاء، وجود مؤسسات محايدة تجري الانتخابات وتكون أمينة على أصوات الجماهير، وبذلك نصطدم بأزمة أخلاقية وهي الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب، وهذا يفتح الطريق أمامنا إلى التفكير ربما يقبل بعض الناس بشخص عبدالفتاح السيسي كرئيس جمهورية لأنه قوي، فهل لنا أن نتخيل أن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي انقلب عليه وتحفظ عليه بدوافع لمّ الشمل فهل سنقبل به؟! ويكون تداول السلطة بالانقلابات العسكرية وبشكل غير آمن؟! لذلك قررنا المقاطعة لأننا نسعى لدولة مدنية ديمقراطية حديثة. وأضاف في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة" أن يوم المسرحية الهزلية في تقديره على الثوار أن ينزلوا بعيدا عن اللجان بصور الشهداء على مدار ال 3 سنين وأكثر، لكي نتذكر معا ما من أجله استشهد شباب مصر ولا هذا حلم "الورد اللي فتح في جناين مصر".
مشيرا إلى أن المقاطعة ليست حملة بل هي حالة شعبية للرد على الجميع أن الشعب أصبح يعاني أكثر من السياسات التي تنتهج، أما الشباب الواعي فيعلم أن المشاركة في هذه المسرحية الهزلية أشبه بمن يضع صوته في صندوق القمامة ويعطي شرعية للمنقلب "السيسي" الذي كان يحلم بالسلطة ويطمع في الوصول إليها.
ويعتقد "عبد الكريم" أنه بأوساط الشاب ستكون المقاطعة كبيرة للغاية على عكس ما يحاولون تبريره وهذا ظهر واضحا في الاستفتاء وسيظهر أكثر الأيام القادمة ولكن يجب أن ندرك أن مؤسسات الدولة و"مرشح الحاجة" كما يطلقون عليه يقومون بدور القاضي والحكم، وهذا يقضي على فكرة لها علاقة بأي شرعية ويؤكد أنها مهزلة ومسرحية هزلية.
ورصد "عبد الكريم" أكثر من حملة ناجحة للمقاطعة منها "قاطع" و"مقاطعة" التي أعلنها حزب غد الثورة، وهناك عدد كبير من الأحزاب انضم إليها. ونبه "عبد الكريم" إلى أن السلطة الانقلابية ستحاول بكافة الطرق الشرعية وغير الشرعية تمثيل فيلم الإقبال الجماهيري كالأفلام السابقة، ولكن في النهاية يعلم الجميع حجم الرفض وعدم توافق تيارات المجتمع المصري والمسيرات اليومية والشهداء الذين يسقطون على أيديهم، وستظل القضية العادلة هي قضية الثورة والثورة مستمرة.
محلل العسكر ونبه "عبد الكريم" إلى أن القضاء يقوم الآن بدور يوصف على أنه محلل العسكر في قتل المصريين، وفي تقديره أن العسكر ورطوا القضاه في هذا المشهد وأقحمهم بدخول "عدلي منصور" وكذلك هناك عناصر فاسدة داخل الهيئات القضائية المختلفة وعندهم ميول لفعل أي شيء وتجردوا من إنسانيتهم قبل قيم العدل، فالعدل أساس الملك، فإذا انهار العدل انهار الملك، وعليهم أن يتعلموا من دروس "مبارك" وقضاته وليست انتخابات مبارك ببعيدة، وتذكروا بعد تزوير انتخابات 2010 قامت الثورة في 2011. فسيأتي يوم يستعيد الشعب المصري وطنه ويعيد بناء دولته وفقا للقيم السليمة ولن يكون هناك مكان للفسدة والثورة مستمرة.