"الالتزام بفترات التوقف الإنسانية" كان أبرز ما ورد باتفاق جدة السعودية الذي وقعه الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بغياب الجنرالات المتصارعة في الساعة الأولى من صباح الجمعة 12 مايو الجاري. واعتمد الاتفاق إجراءات بسيطة وسريعة لعمليات الإغاثة الإنسانية في السودان، تضمن حماية الاحتياجات والضروريات لبقاء المدنيين على قيد الحياة في السودان كالتزام يراعي أيام الهدوء حسب الحاجة في السودان. ويأتي الاتفاق فيما تتواصل التحذيرات الدولية من تدهور الوضع الأمني في السودان بشكل خطير، واتساع القتال إلى حرب شاملة قد تطال دولا أخرى في المنطقة أيضا ، 22 دولة محيطة بالصراع، فضلا عن تنامي أعداد اللاجئين والهاربين من القتال إلى الدول المجاورة، بالإضافة إلى ارتفاع الاحتياجات الغذائية والطبية في البلاد. وكان أبرز ما ورد من الطرف الأميركي عن اتفاق جدة السودان أن الاتفاق لا يتعلق بوقف إطلاق نار، بل تأكيد على التزامات الأطراف بالقوانين الإنسانية الدولية، وأن الخطوات المقبلة هي؛ تأمين تسليم المساعدات الإنسانية، واستعادة الخدمات الأساسية وانسحاب القوات من المستشفيات والعيادات. 3 ثغرات وكشف المفكر والأكاديمي السوداني د. تاج السر عثمان تحت عنوان؛ الثغرات في إعلان جدة عن السودان، عن 3 ثغرات بارزة في الاتفاق منها: – استبعاد ممثل الخارجية أو الحكومة في التوقيع على الإعلان كطرف ممثل عن الدولة والشرعية ، وحضور ممثل الجيش مقابل ممثل التمرد تعد خطوة تنتقص من السيادة و تساوي بين طرفين أحدهما سلطة شرعية والآخر انقلابي متمرد. – جاء في إعلان جدة " الامتناع " عن التدخل والرقابة على العمليات الإغاثية وهذا مفهوم أن تُمنع منه الميليشيا المتمردة، ولكن ليس مقبولا أن تتخلى السلطة وجيشها عن حق الرقابة على هذه العمليات، وفي مثل هذه الظروف التي قد تستغلها جهات معادية في إدخال سلاح نوعي للمتمردين. جاء في اعلان جدة، الامتناع عن أي هجوم من المتوقع أن يتسبب في أضرار مدنية ، وهذا البند صمم خصيصا لتحييد الطيران لأن ميليشيات الدعم المتمردة تتحصن في المناطق المدنية و لا مشكلة لديها في حرب الشوارع بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة ونقطة ضعفها في تعامل الطيران مع مصادر النيران. وأشار عبر @tajalsserosman، إلى أنه "عموما الثغرات كثيرة ويكفي ذكر بعضها كنماذج وليس مهما أن تحصى كلها ، لأن إعلان جدة لن يغير شيئا يذكر، وبإمكان كل طرف أن يكمل مهمته حتى ينال مراده أو يهلك دونه، فلا توجد فيه أي أسس عملية لوقف القتال أو الخروج بتسوية ما، وللميدان الكلمة وفصل الخطاب". التوحد لطرد الغزاة أما الكاتب الصحفي السوداني وليد الدليل فقال: إنه "بعد فشل انقلاب حميدتي بدأ إعلام مليشيا الدعم السريع بالنشر و التروج للعنصرية و الجهوية من خلال التحريض العرقي، و الهدف من ذلك إشعال الفتنة، موضحا أن الحقيقة هي أن مليشيا الدعم السريع تتكون من مجموعات عرقيه تنحدر من النيجر و تشاد و مالي، حيث تورطت في جرائم القتل والنهب في دارفور و كردفان و الخرطوم . وأضاف أنه حاليا مليشيا الدعم السريع تغتصب النساء و تسرق البنوك و المحلات التجارية و الصناعية و تحتل منازل المواطنيين والمستشفيات، مطالبا بمساحة وعي لا تنقل "الإشاعات و الفتن القبلية و الجهوية التي ينشرها إعلام مليشيا الدعم السريع المرتزقة". ورأى عبر @WDalil أنه الواجب على المواطنين السودانيين تبليغ القوات المسلحة والشرطة عن أماكن اختفاء مليشيا الدعم السريع في الأحياء و المزارع و الشوارع ضمن التوحد في صف القوات المسلحة لدحر الغزاة المرتزقة. وأمام دعوات المنتمين لقوى الحرية والتغيير (قحت) مساندة الدعم السريع في سبيل التخلص من فلول نظام البشير، قال الصحفي أمجد محمد صالح @PrinceAmjad6 "في حاجة الشعب يغفلها، أنت بإمكانك إزاحة الجيش من المشهد فقط عن طريق التظاهرات السلمية، لكن لا يمكن إزاحة الدعم السريع من المشهد عن طريق المدنين، عارف ليه؟ لأن الدعم السريع ما يعرف حاجة اسمها أوامر ولا في قائد منهم يقدر ي يأمرهم غير حميدتي. هدنة لتقوية الدعم بينما رأى أحمد صالح أمين، أن إعلان جدة للتهدئة في السودان هو تكرار لمصير سوريا والعراق وليبيا ، هو هدنة لتقوية الدعم السريع ضد الجيش الوطني عن طريق الممرات الآمنة ، هو بداية لتشكيل حكومتين وتأجيج الصراع بينهما ، وأن السودان دفع ثمن عدم وجود جيش واحد يدافع عن وطن لا عن طوائف أو قبائل .". وجاء ذلك الاتفاق لإنقاذ الدعم السريع بعدما خسر 17 ولاية، وفي الخرطوم التي يسيطر على أجزاء منها حتى الآن بعد شهر لم يستطيع الوصول لعضو واحد في المجلس السيادي. شرعية الاتفاق وكتب الباحث السوداني عصام نجدي @IsamNajdj عن شرعية منحها اتفاق جدة للدعم السريع، وقال -لم تتم إقالة حميدتي؟ -الدولة تسمي الدعم السريع قوة متمردة (ولدنا وغلط). -الدعم السريع شارك في حماية وإجلاء سفراء ومدنيين. -الدولة تسعى لإدانة حميدتي من أطراف لا تعترف بهم "لجنة الأطباء ولجان المقاومة وقحت). -الجيش والدعم على طاولة مفاوضات إقليمية ودولية. ليه الدعم السريع على طاولة مفاوضات لم يصل إليها حزب الله أو الأخوان المسلمين او منظمة إيتا أو الحرس الثوري أو داعش أو الجيش الجمهوري الأيرلندي؟ الدعم السريع يتمدد ويزيد في الشرعية بمساعدة الدولة. الدعم يلقى المشورة والنصح من دول معادية للنظام السوداني. كيف تكون الدعم السريع وخلص أكاديميون وباحثون سودانيون إلى أن أزمة السودان أعمق من الصراع المسلح الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع، فهي مرتبطة بالفشل في بناء نموذج لدولة وطنية تجمع أطياف المجتمع كافة، ودعا المشاركون في ندوة عقدها مركز #الجزيرة للدراسات إلى نبذ لغة العنف اللفظي والإقصاء، وإقامة حوار وطني. وعلى غرار رؤية أن الاتفاق وفر أرضية للدعم السريع (مليشيا على مقعد التفاوض) قال الصحفي السوداني هيثم عثمان: إن "المطلع على قانون الدعم السريع لعام 2017 م والذي كرس لوضعية الدعم السريع المستقلة عن القوات المسلحة في". – تبعيتها لرئيس الجمهورية – وتلقيها لأوامرها المباشرة منه – ومسؤولية قائدها المباشرة عن مهامها وأعمالها أمام رئيس الجمهورية السودان – واختيار قائدها وعزله عن طريق رئيس الجمهورية – وصلاحية قائدها في انتداب منسوبيها لأي جهاز من أجهزة الدولة والعكس وإنهاء ذلك الانتداب عن طريقه أو عن طريق رئيس الجمهورية فقط. وأضاف لهذه الامتيازات أن المتابع للمرسوم الجمهوري رقم 34 لعام 2019 م والذي قطع شعرة معاوية التي تربط الدعم السريع بالقوات المسلحة عن طريق: – إلغاء خضوعها خلال حالات الطوارئ والحرب في مناطق العمليات لقانون القوات المسلحة والعمل تحت إمرتها. – إلغاء صلاحية رئيس الجمهورية في دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة في أي وقت حسب القانون. وأوضح أن كل ذلك يجعل القول بتمرد هذه القوات فيه نظر من الناحية الدستورية والقانونية، ويجعل الوصف الصحيح لما حدث، هو محاولة الاستيلاء على السلطة عن طريق القوة والعمل المسلح ، وهذا الوصف لن يجرؤ البرهان على إطلاقه ، لأنه يخضع لقاعدة "إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل" ويثير الغبار حول ما قام به البرهان نفسه في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م باستيلائه على السلطة بذات النهج وإنتاج وضعية دستورية مشوهة للبلاد فلا هي تحت الوثيقة الدستورية ولا هي تحت المراسيم الجمهورية. وخلص الناشط نزار أحمد إلى أن الاتفاق مجرد حبر على ورق وعبر @Nazarahm قال: "دا حبر على ورق لن يتفقوا ، الجيش عندهم غبن بعد الغدر الحاصل ، الدعم السريع ما في كنترول عليهم كل عشرة شغالين براهم، الحاجة دي تخلي الأمور جايطة أكثر، سيكون في مزيد من القتال والتدمير، للأسف إلى أن يتغلب أحد الطرفين بالبندقية، إذا بافقوا كان اتفقوا قبل القتال وصوت البندقية".