قال د. سيف الدين عبد الفتاح - أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وأحد واضعي مبادرة استعادة ثورة 25 يناير -: إن إعلان المبادئ مطروح للتشاور وليس نهائيا، وأنه يحتوى مبادئ عشر لن تكون مغلقة بل يمكن الإضافة عليها أو البحث في جملة الإشكالات التي تتعلق بالمرحلة الانتقالية. وأضاف عبد الفتاح - خلال لقائه عبر سكايب مع قناة الجزيرة مباشر مصر - أن إعلان المبادئ ليس كافيا ولكنه يحتاج إلى حوار بين القوى الأساسية التي تعارض هذا الانقلاب، للاتفاق على آليات التطبيق. وأكد أن النظام المصري يعاني من أزمة في الشرعية وأزمة في الشرعنة، وتتمثل في وجود رئيس مدني منتخب بإرادة حرة ونزيهة شهد لها العالم، كما أننا أمام نظام فاشي يسعى لإضفاء الشرعنة بما يسمى خارطة الطريق التي يسميها الشرفاء بقاطعة طريق الشرعية والمسار الديمقراطي. ولفت إلى أننا أمام نقاش وحوار حيوي يمثل المستقبل الحقيقي لمصر، متسائلا: هل يكون المستقبل الحقيقي هو بوجود الجنرال على رأس الدولة التي قام باغتصابها عن طريق الدبابة والذخيرة، مؤكدا أنه يجب أن يكون الهدف الوحيد للحراك الثوري هو عودة الشرعية المتمثلة في المسار الديمقراطي الذي يعد الرئيس مرسي رمزا مباشرا له. وكشف "عبد الفتاح" عن أن قائد الانقلاب "السيسي" يسعى إلى عودة الدولة القديمة برموزها الديكتاتورية ونظام مبارك الذي يجعل العسكر دولة فوق الدولة، مؤكدا أن المبادرة والمجلس الوطني يهدف إلى وضع آليات وأطر لسقوط الانقلاب، قبل وضع صناديق الأسلحة والذخيرة الهزلية التي تسمى بصناديق انتخابات الرئاسة. وشدد على أن هذا الإعلان ليس مبادرة ولا مصالحة، ولكنه رؤية جديدة لتحديد مستقبل مصر، وإعلان المبادئ الهادفة إلى تحقيق عودة الديمقراطية. وأشار إلى أن حوار السيسي الأخير لا يحمل رؤية حقيقية لبناء الدولة في هذه المرحلة الدقيقة، وأنه أثبت للجميع أن السيسي لديه انفصام في الشخصية، وأنه يعمل على عواطف مؤيديه وخاصة النساء والمخدوعين فيه، مؤكدا أن أحرار الوطن لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام عودة دولة القمع والقمع والظلم. وتابع: إن المراحل الانتقالية يجب أن تدار بطريقة استثنائية وتشاركية بين أطراف المجتمع، وأنه يجب أن تكون هناك آليات سريعة لإسقاط الانقلاب ورسم المستقبل للوطن، مؤكدا أن رافضي الانقلاب لن يتصالحوا مع من تلوثت يده بالدماء، ولا تصالح مع العسكر ولكن التصالح سيكون مع رافضي الانقلاب والعسكر، فلا مساومة على دماء الشهداء. وتوقع – أستاذ العلوم السياسية - أن المستقبل لهذا الوطن سيحمل خيرات كثيرة بشرط أن يدفع الاحرار ضريبة الحرية والكرامة لهذا الوطن، وأنه سيتحرر وسيكون الأفضل بيد الأحرار في الشارع، ولن يتوقف الحراك حتى سقوط الانقلاب وإن طال.