هددت الحكومة السودانية إثيوبيا بتدويل أزمة سد النهضة في حال لم تتوصل الأطراف إلى اتفاق ملزم وعادل بشأن ملء وتشغيل السد. وكشفت الحكومة السودانية أن استمرار مفاوضات سد النهضة بالطريقة والمنهجية المتبعة في الجولات السابقة، أدى إلى تراجع كل من إثيوبيا ومصر عن مواقفهما المعلنة. وحذرت من أنها لن تقبل الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي المقرر له شهر يوليو المقبل دون اتفاق، بين الدول الثلاث السودان ومصر وإثيوبيا. كان السودان رفض المشاركة في اجتماع وزاري للدول الثلاث بشأن السد عبر دائرة تلفزيونية، داعيا إلى منح دور أكبر لخبراء الاتحاد الإفريقي لتسهيل التفاوض من أجل التعجيل بالتوصل إلى حل للأزمة. في المقابل يلتزم نظام الانقلاب الدموي بقيادة عبد الفتاح السيسي الصمت ويتجاهل القضية برمتها ويبدو أنه فى انتظار أن تتكرم أديس أبابا وتدعوه إلى جولة جديدة من المفاوضات الفاشلة دون بذل أية جهود للدفاع عن حقوق مصر التاريخية في نهر النيل أو مواجهة الأطماع الإثيوبية والتي تهدد بتعطيش وتجويع المصريين خاصة بعد إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أنه "لا توجد قوة" يمكنها أن تمنع بلاده من تحقيق أهدافها التي خططت لها بشأن سد النهضة . كما أن السيسي لا يهمه ضياع مياه النيل أو تجويع الشعب المصرى فهو مشغول بنفسه وتحقيق مصالحه ومصالح عصابة العسكر التى انقلبت على أول رئيس مدنى منتخب الشهيد محمد مرسى في 3 يوليو 2013. متاهة المفاوضات حول تطورات أزمة سد النهضة اتهم عمر قمر الدين وزير الخارجية السوداني المكلف إثيوبيا بالعمل على إدخال اتفاقية تقاسم المياه في مفاوضات ملء وتشغيل سد النهضة، مشددا على أن هذا سيدخل المفاوضات في متاهة. وقال "قمر الدين"، فى تصريحات صحفية، إن إثيوبيا تواصل التعنت وتتعمد استهلاك الوقت وعدم التوصل إلى حل حتى الانتهاء من بناء السد وتشغيله وبالتالي تفرض الأمر الواقع على السودان ومصر. مهددا بأن تدويل قضية سد النهضة سيكون الحل الأخير لحكومة بلاده، في حال لم تتوصل الأطراف إلى اتفاق ملزم وعادل بشأن ملء وتشغيل السد. الداخل مشتعل في المقابل قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، إن صور الأقمار الصناعية تشير إلى استمرار تدفق المياه من أعلى الممر الأوسط فى سد النهضة رغم انتهاء موسم الفيضان، مشيرا إلى أن هذه المياه هي مياه أمطار خفيفة في حوض النيل الأزرق مع التدفق اليومي من بحيرة "تانا" والذي يصل إلى حوالي عشرة ملايين متر مكعب. وأكد "شراقي"، في تصريحات صحفية، إن مفاوضات سد النهضة مجمدة بعد التعثر حتى فى الاتفاق على منهج التفاوض مشيرا إلى أنه كان من الممكن فتح البوابات الأربعة الصغرى، لتصريف هذه الكمية المتواضعة وتجفيف الممر الأوسط للبدء فى تعليته 30 مترا ليصبح قادرا على تخزين 18 مليار متر مكعب الصيف المقبل. وأوضح أنه لم تتم هذه الخطوة حتى الآن، ويرجع ذلك إلى أن الحكومة الإثيوبية منشغلة في حربها مع إقليم "تيجراي" بالإضافة إلى محاولتها تجنب التصعيد أو زيادة التوتر مع مصر والسودان، خاصة وأن الداخل مشتعل ليس فقط في "تيجراي" ولكن فى أقاليم أخرى مثل أوروميا وبنى شنقول الموجود به سد النهضة، وأوجادين. وأشار "شراقى" إلى أن اشتداد المعارضة ضد "آبي أحمد" بعد تأجيله الانتخابات العامة إلى العام المقبل وبقائه في السلطة قد ينعكس على مفاوضات سد النهضة بالجمود وعدم الحل.