أكد رئيسا وزراء السودان وإثيوبيا، في اجتماع عبر الإنترنت اليوم، أهمية عودة الأطراف الثلاثة لسد النهضة لطاولة المفاوضات لتكملة الجزء اليسير المتبقي من اتفاقيات ملء وتشغيل السد، حسبما تم في واشنطن. وكان وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، سليشي بيكالي، قد أعلن اليوم أن عملية بناء سد النهضة في بلاده وصلت إلى 73%، مشيرا إلى أن التعبئة الأولية لخزان السد ستبدأ في يوليو المقبل. ووفقًا لوكالة الأنباء الإثيوبية سلط بيكالي الضوء على المفاوضات التي جرت بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن عملية بناء السد خلال إحاطة قدمتها وزارة المياه والري والطاقة للسفراء المقيمين في أديس أبابا بشأن سير أعمال بناء السد. وأضافت الوكالة أن الوزير شرح أسباب فشل المناقشات التي شاركت فيها الولاياتالمتحدة والينك الدولي في معالجة الخلاف بين الدول الثلاث. وقال الدكتور محمد حافظ، أستاذ هندسة السدود، إن إعلان إثيوبيا عن الانتهاء من 73% من إنشاءات سد النهضة كان متوقعا؛ لأنهم أعلنوا يوم 23 ديسمبر 2019 عن الانتهاء من 70% من أعمال السد، وبالتالي فإن أعمال بناء السد تقدمت بنسبة 3% خلال 5 أشهر، ما يعني اكتمال سد النهضة في نهاية 2024 مع الأخذ في الحسبان فترات الفيضان التي يقل فيها العمل. وأضاف حافظ، في مداخلة هاتفية لبرنامج “المسائية” على قناة “الجزيرة مباشر”، أن إنهاء 73% من أعمال السد يعني اكتمال أعمال الممر الأوسط، وبذلك أصبح قادرا على حجز المياه وبدء تخزينها في بحيرة السد في أول يوليو، لكن سيُرجأ التخزين إلى شهر سبتمبر لأن السدود تخزن في نهاية الفيضان وليس في بدايته. وتوقع حافظ ألا يؤثر التخزين في بحيرة سد النهضة هذا العام، والمقدر ب4.9 مليار متر مكعب، على حصة مصر؛ بسبب وجود كمية كبيرة قادمة من النيل الأبيض ستعوض ما تحجزه إثيوبيا من مياه النيل الأزرق . وأشار حافظ إلى أن مصر ستتأثر كثيرا بسبب سد النهضة؛ لأن إثيوبيا ستخزن قرابة 100 مليار متر مكعب على مدار 4 سنوات، أي أنه سيكون هناك عجز ما بين 25 إلى 30 مليار متر مكعب سنويا في حصة مصر من المياه، وهو ما اعترفت به حكومة الانقلاب. وشدد حافظ على ضرورة أن تكون العودة إلى طاولة المفاوضات وفقا لمباحثات واشنطن، وليس استنادا إلى اتفاقية المبادئ التي تم توقعها في 2015. الاتفاق قبل الملء بدوره قال الدكتور أحمد المفتي، الخبير الدولي في الموارد المائية، إن الأمر المهم قبل استئناف المفاوضات هو الاتفاق على جزئية البدء في ملء خزان السد، هل يتم قبل الاتفاق النهائي أم بعده، محذرا من خطورة البدء في ملء خزان السد قبل التوصل إلى اتفاق نهائي يرضي جميع الأطراف. وأضاف المفتي، في مداخلة هاتفية لبرنامج “المسائية” على قناة “الجزيرة مباشر”، أن مفاوضات سد النهضة انطلقت قبل فترة طويلة، وسمحت السودان ومصر لإثيوبيا بالبدء في أعمال السد مع الاتفاق على عدم البدء في ملء الخزان قبل التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث وهو ما لم يحدث. وأوضح المفتي أن نهر النيل مشترك بين عدة دول، ولا بد من التوصل إلى اتفاق بين هذه الدول قبل القيام بأي إجراء من طرف أي دولة على النهر، وعند الاختلاف يتم اللجوء إلى الهيئات الدولية مثل مجلس الأمن.