أوضح الدكتور رمضان خميس، أستاذ التفسير وعلوم القرآن، هدي الإسلام في التعامل مع النوازل والمحن كأحد الأمور التي يجب على العلماء تبليغها للناس. وقال خلال مشاركته بمؤتمر “جائحة كورونا.. التعاون والمشاركة فريضة”، الذي نظّمه الإخوان المسلمون اليوم: “علينا الرضا والتسليم بقضاء الله وقدره، وعدم السخط أو التشاؤم من المرض، فمن أنزل البلاء قادر على إنزال الشفاء”، مشيرا إلى أهمية التزود من الإيمان بالله لما يبعثه في النفس من الأمن والسكينة والاطمئنان في مواجهة الشدائد”. وأكد أهمية تجديد الصلة بربنا سبحانه وتعالى، وأن نكثر من التقرّب إليه بالطاعات من صلاة وصدقة وصيام وغيرها، وأن نتضرّع إليه بالدعاء كثيرا أن يرفع الوباء عن بلدنا، وعن بلاد الدنيا كلّها، وأن نداوم على الاستغفار والتوبة الصادقة. وشدَّد على ضرورة الأخذ بأسباب الوقاية، والالتزام بإجراءات الحجر الصحي كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري: (لا يُورِدُ مُمْرِضٌ علَى مُصِحٍّ) أي: لا يُؤتَى بمريضٍ على صَحيحٍ سَليمٍ؛ مخافَةَ أن يُعديَه. مؤكدا ضرورة التكافل والتعاون والتراحم في مواجهة هذا الوباء، وذلك بتعجيل الزكوات والصدقات، وأوصى الأثرياء بأداء واجبهم في تقديم الدعم المطلوب من تبرعاتهم وصدقاتهم وزكواتهم لصالح المحتاجين والمُضارين. كما شدَّد على ضرورة عدم المبالغة في تَخزين السلع الغذائية والاكتفاء بالحاجات الطبيعيّة، محذرا التجار من عاقبة الاحتكار ورفع أسعار السلع واستغلال حاجات الناس. وحث الجميع على التفاعل مع الوطن في هذه المحنة، مشجعا كافة المبادرات الإيجابية مثل حملات التبرع لدعم المستشفيات وحملات التبرع بالدم وحملات خدمة المحتاجين والمسنين. وشجع مبادرة الأزهر للأسر المضارة مع أخذ أسباب الوقاية من الوباء، مشيرا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم، فيما رواه البخاري ومسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). وأهاب بالجميع أن يلتزموا بالقرارات الإدارية بالبقاء في البيوت، والاستمرار في عدم إقامة الشعائر في المساجد، ومنع التجمعات حتى تنكشف الغمّة وفقا لما رخص فيه الشرع الحنيف، واتفق عليه العلماء، محذرا من نقل الشائعات وترويجها لما تسببه من ضرر للصالح العام. ووجَّه الشكر للطواقم الطبية التي تسهر على رعاية المرضى وخدمتهم، ودعا لهم بالحفظ والسلامة من كل داءٍ وشر، كما شجع الشباب بالتطوع مع فرق الإسعاف والمؤسسات الطبية والخدمية بالتنسيق مع الجهات المعنية في كل مدينة، مؤكدا أن من أعظم القربات والطاعات في هذا الوقت. وأهاب بالعلماء والدعاة القيام بدورهم في إرشاد الناس ودعمهم روحيا وثقافيا من خلال وسائل الاتصال الحديثة، مؤكدا أنه واجب الوقت عليهم.