شهدت المظاهرات التي نظمها أنصار الشرعية الرافضين للانقلاب صدامات عنيفة بينهم وبين قوات أمن الانقلاب في العديد من المناطق بالقاهرة الكبرى اليوم، وذلك مع استمرار ممارسات التعدي على المتظاهرين بإطلاق الرصاص الحي بجانب الخرطوش والقنابل المسلة للدموع. وشارك مئات الآلاف في مسيرات حاشدة في مليونية "دستورنا 2012" التي دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية، لإعلان رفضهم لدستور الانقلاب العسكري الذي أعدته لجنة الخمسين المعينة من قبل سلطاته والدعوة إلى مقاطعته. وشهدت محافظة الجيزة التي حراكا ثوريا كبيرا خلال المظاهرات التي انطلقت في مناطق مختلفة من المحافظة، ففي منطقة العمرانية وأمام مسجد خاتم المرسلين نقطة الإنطلاق لمظاهرات رافضي الانقلاب حدثت اعتداءات عنيفة بين الأمن والمتظاهرين، في أعقاب قيام قوات الأمن بإطلاق قنابل المسيلة للدموع علي المظاهرة بحجة أنها ليست مرخصة. وامتدت الاعتداءات لتصل إلى أعلى الكوبري الدائري المجاور للمنطقة، حيث قام المتظاهرون بحرق إحدى سيارات الشرطة، في رد فعل على اعتقال ما يقارب من 30 متظاهرا، وحدوث العديد من الإصابات نتيجة إطلاق قنابل الغاز وإطلاق الخرطوش. ولم تختلف الأوضاع بمنطقة آخر فيصل، فلم تستمر المظاهرة أكثر من ساعة ونصف حتي بدأ إطلاق قنابل الغاز من قوات أمن الانقلاب ما أدى إلى تفريق المظاهرة في الشوارع الجانبية، واعتقل 7 متظاهرين وفقا لشهود عيان من المنطقة، واعتقال عدد من النساء المشاركات لبعض الوقت قبل أن يتم الإفراج عنهن بعد ساعة من اعتقالهن. بينما كانت مصادمات منطقة المهندسين الأشد بالمحافظة، حيث بدأت اعتداءات الأمن فور خروج مسيرة حاشدة قادمة من منطقة إمبابة إلى المهندسين مستخدمين كوبري عرابي، وفور نزولهم من الكوبري قامت قوات أمن الانقلاب بإطلاق عشرات من قنابل الغاز، وقام المتظاهرون بقذف قوات الأمن بالحجارة وتراجعت قوات الأمن لمسافة كبيرة بعد خروج طلاب مدينة الطلبة القريبة من المنطقة وحاصرت الأمن مع المتظاهرين. وقامت قوات الأمن باقتحام المدينة بعد وصول التعزيزيات الأمنية، وإستمرت تلك الاعتداءات لقرابة الثلاث ساعت متواصلة، ولم تنته إلا بعد أن أعلن المتظاهرين إنتهاء فعالياتهم. وكذلك منطقة الطالبية كان الحال شبيها لما يحدث على مدار عدة أسابيع في شارع عثمان محرم الشارع الرئيسي بالمنطقة، قامت قوات أمن الانقلاب بإطلاق القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين. وفي مدينة 6 أكتوبر قام المتظاهرون بالتوجه إلي منزل المفتي السابق الدكتور علي جمعة وقام بالهتاف ضده لما اعتبروه بأن له دور كبير في مساندة سلطة الانقلاب، وإطلاقه عدة فتاوي أجازت قتل المتظاهرين بميداني رابعة العدوي والنهضة. ووكانت هناك عدة مظاهرات في أماكن أخري بالمحافظة منها أوسيم والوراق الحوامدية وأطفيح والمنصورية، ولكن لم تشهد تلك التظاهرات أي نوع من الاشتباكات. واستخدام القوة المفرطة من أمن الانقلاب ضد رافضي الانقلاب العسكري السلميين في محافظات مصر اليوم في مليونية "دستورنا 2012" لم يختلف الوضع عن محافظة القاهرة ففي مناطق الألف مسكن وحلوان تجددت اعتدات أمن الانقلاب على ثوار الشرعية وقامت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وسرعان ما تفاقمت الأمور بسماع طلقات الرصاص الحي والخرطوش. وكانت الأجواء بالألف مسكن تشبة ما حدث في فض ميدان رابعة العدوية، حيث قام المتظاهرون بإنشاء مسشتفى ميداني لعلاج المصابين فيما أكد العديد من شهود عيان سقوط الشهيد الثالث للمنطقة خلال أسبوعين، حيث تم الإعلان عن وفاة أحد المتظاهرين برصاصة في الرأس قالوا إنه جاءت من اتجاه قوات أمن الانقلاب. بينما اعتداءت أمن الانقلاب على مسيرات مصر القديمة "مسجد عمرو بن العاص" والمعادي ومدينة نصر والزاوية الحمراء والمرج ومدينة الشروق وعدد أخر من مناطق القاهرة التي كانت أقل وطأة من غيرها. وفي القليوبية المحافظة الثالثة بالقاهرة الكبرى لم تحدث أي اعتداءات على المظاهرات بمراكزها المختلفة، فيما عادة منطقة شبرا الخيمة والتي شهدت مصادمات بين أمن الانقلاب والمتظاهرين وتواردت أنباء عن اعتقال وإصابة العشرات من المتظاهرين.