لم أمنع نفسي من تأييد فارس الإعلام المصري أحمد شوبير في مطالبه المستمرة بعودة النشاط الرياضي ومعه زملائه في القناة الأولى في مصر مودرن. والحقيقة أن العيشة بدون دوري "مرة" فكم اشتاق إلى الاحترافية الكبيرة التي تنقل بها مباريات الدوري الممتاز في القنوات المصرية وخاصة قناة مودرن المفضلة عندي، ومع حديث مذيعيها الدائم عن أن حال 4 مليون مصري "وقف" بسبب توقف الدوري أصبحت على نار لاكتشاف كيف استعدوا لعودة النشاط خلال ال7 أشهر الماضية خاصة وأنهم لم يتوقفوا عن البث يوميا. سرحت بخيالي كثيرا لأتخيل كيف ستقدم لنا قناة مودرن الدوري الجديد، وتوصل عقلي الباطن لقناة مودرن HD التي ستقدم للجمهور المصري "المشتاق" مباريات الموسم. أمسكت بالريموت كونترول وقررت أن أحول خيالي نحو مودرن HD لأتابع من خلالها مباراة في جولة من جولات الدوري. في البداية استقبلتني مذيعة فاتنة الجمال اجتذبتني لمتابعة نشرة الأخبار الرياضية التي تقدمها، ولكن جديتها دفعتني للانتباه أكثر لما تقرأه عن جمالها. لم تهتم باللت والعجن واكتفت فقط بقراءة الأخبار، فهي ليست بالخبيرة أو المتخصصة لتعلق عليها، هي فقط تقوم بدورها تقرأ الأخبار من هنا ومن هناك ليس أكثر ولا تبحث عن نصف ساعة "هوا" زيادة. المهنية التي يتعامل بها معدو البرنامج واحترام عقلية المشاهد دفعهم لذكر مصدر الأخبار المذاعة؛ فهذا جاء عن طريق مراسل القناة، وهذا من صحيفة إسبانية، أما هذا فحصل عليها معدو البرنامج من موقعنا، وخبر آخر من موقع منافس ويجب علي الاعتراف أنه سبق صحفي رائع. الاستوديو التحليلي للمباراة لم يبدأ إلا قبلها بساعة واحدة فقط، فشوبير كعادته لا يحب الكلام الكثير بدون فائدة وضيوفه النقاد الكبار أيضا، فما يميز فارس الإعلام أنه يستضيف نقاد لهم وزنهم حتى لا يشعر ضيفه بضحالة حجمه أمام نائب رئيس اتحاد الكرة – باعتبار ما سيكون-. البرنامج بدأ بالحديث في الكورة، الكورة فقط، فبالرغم من الأحداث السياسية الساخنة إلا أن الرياضة يجب أن تظل بعيدة عن مياة السياسة العكرة وهو ما يدركه العاملون في قناة مودرن HD باحترافية. البداية كانت مع تشكيل الفريقين وتحدث الضيوف عن طريقة اللعب وكيف سيؤدي كل لاعب دوره في الملعب، دون أن يتدخل أحد بطريقة فجة في عقلية المدير الفني لكل فريق. لم يقدم شوبير أو أي من ضيوفه على "العيش" في دور المدرب الفذ وإقناع الجماهير أن المدير الفني كان عليه أن يشرك اللاعب رقم 9 الأكثر جاهزية على حساب اللاعب رقم 10 اللي شبع بطولات. كاميرا البرنامج في الملعب التقطت صور الجماهير في المدرجات تشعل حماس لاعبي الفريقين الذين بدوأ تدريبات الإحماء في الملعب، وطبعا لم يطلب المصور من الجماهير أن تغني باسم شوبير لا سمح الله. في مودرن HD يهتم المسؤولون بإخراج المباراة بأفضل صورة وهو ما يدفعهم لوضع تعليمات صارمة لمعلقيهم بعدم الخروج عن سياق المباراة، وعدم الاستظراف أو مطالبة المسؤولين برصف شارع أو علاج صديق على نفقة الجمهورية أو حتى شكر القوات المسلحة على الاستادات العظيمة التي شيدتها. مع انتهاء المباراة وعودة الاستوديو التحليلي اكتفى كل ضيف بكلمة مختصرة عن رؤيته في أداء كل فريق، قبل الانتقال لنقل المؤتمر الصحفي الذي كان منظما وقد وضع شعار الراعي الرسمي للاتحاد المصري لكرة القدم خلف كل مدرب دون مشكلة أو أزمة بسبب اختلاف الرعاة. وبالرغم من أن نجم الفريق الخاسر رفض الحديث لمراسل البرنامج، إلا أن شوبير وضيوفه الأعزاء احترموا رغبته، لم يخطأوا في حقه، ولم ينتعوه بسبب الخسارة في المباراة وتمنوا له حظا أوفر في المباراة المقبلة. دون تطويل في كلام "ملوش فايدة" انتهى الاستوديو التحليلي استعدادا لبرنامج الزميل العزيز مدحت شلبي، والذي سيهتم بالمداخلات الهاتفية من مدربي الفريقين واللاعبين والجمهور. ودون تكرار ما تم تقديمه في الاستوديو التحليلي بدأ شلبي برنامجه الذي استضاف فيه المعتادين إبراهيم يوسف ومجدي عبد الغني بالمداخلات الهاتفية مع مدربي الفرق التي خاضت مباريات في الدوري في نفس اليوم ولاعبيهم. بعدها اتجه البرنامج لعرض أهداف المباريات التي لم تتم إذاعتها على القناة وتصريحات مختصرة من اللاعبين وبعدها مداخلات من الجمهور حول رأيه في مفاجأت المسابقة. وبالرغم من كم رسائل المدح التي وصلت لشلبي من محبيه إلا أنه رفض إذاعتها على الهواء معتبرا الأمر شخصيا مفضلا أن يحتفظ بها ليقرأها بنفسه و "لنفسه". واستأذن شلبي جمهوره في إنهاء برنامجه مبكرا لأن الجميع سيتجه لحضور حفل زفاف نجل أحد ضيوفه، ولكن ليس لنقلها على الهواء مباشرة. أعلم جيدا أن ما ذكرته سابقا ليس سوى جزء من خيالي وسيظل مدفونا في عقلي الباطن ولن امتلك حتى الجرأة يوما لأطالب به، لأن ليست الصعوبة في تطبيقه ولكن الصعوبة في تغيير عقلية المطالبين بتطبيقه. هذا هو الدوري الذي يستحق أن نطالب بعودته يا حضرات، وغير ذلك لا يتعدى الأمر كونه مسابقة الكل يستفاد منها "بالحب" ونعرف مسبقا من الفائز بها ومن الهابط منها ومن سيكون الحصان الأسود. ملحوظة .. اتجهت لهذا الأسلوب في الكتابة بعدما فاجأني شوبير بمداخلة "ظريفة" بضياء السيد المدرب العام للمنتخب يطلب فيها منه أن يسرح بخياله ليتخيل استفادات مصر من مبارياتها الودية التي ألغيت بسبب همجية الأولتراس –من وجهة نظره-.