تستضيف العاصمة الرومانية بوخارست صراع كروي من نوع خاص بين أتليتك بلباو وأتليتكو مدريدالإسبانيان في نهائي الدوري الأوروبي. فالمباراة لا تحمل جانب المنافسة الكروية فقط ولكنها تمتد لصراع سياسي بين ممثل العاصمة مدريد وبلباو زعيم إقليم الباسك الذي يسعى للانفصال عن إسبانيا منذ سنوات. ورغم امتلاك الفريقين علاقات تاريخية مشتركة بسبب كون أتليتكو أنشأ عام 1903 على يد مجموعة من طلبة الباسك في مدريد لذا يحمل الفريق نفس ألوان وشعار قريب من منافسه إلا أن الأمور اختلفت في السنوات الأخيرة. فالمواجهة تعد صراعا حقيقيا لجماهير الفريقين وأنصارهم بعدما تصاعدت الأزمة السياسية منذ شهور بسبب غضب الأقاليم الانفصالية العارم من تصرفات ملك إسبانيا وحكومته وطريقة إدارتهم للبلاد. وانتقل الصعيد السياسي إلى الكرة بعدما رفض نادي ريال مدريد "الملكي" استضافة نهائي كأس إسبانيا على ملعبه سانتياجو برنابيو لأنه سيجمع بين برشلونة وأتليتك بلباو مما أدى إلى نقله إلى استاد الميستايا الخاص بفالنسيا. نقل نهائي الكأس لم يكن لكيد منافس ريال مدريد برشلونة ولكن كان لمنع اجتماع الانفصاليين من أبناء كتالونيا والباسك على أرض مدريد مما يهدد بهتافات مناوئة للملك في عقر داره. وهو ما جعل جماهير بلباو تطلق صافرات الاستهجان بشدة بعد تتويج ريال مدريد بلقب الدوري على ملعبها مما أخرج البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم الملكي للدخول في مشادات كلامية وتوجيه إشارات غير أخلاقية عقب المباراة.
لورنتي وبجانب البعد السياسي لمواجهة أتليتكو وبلباو يندمج التنافس الكروي خاصة أن الفريقين يبحثون عن فرصتهم في تمثيل الكرة الإسبانية بدلا من احتكار ريال مدريد وبرشلونة لسمعتها. بلباو ظهر أتليتكو بلباو بصورة رائعة هذا الموسم منذ أن تولى الأرجنتيني مارسيلو بيلسا قيادة الفريق في الصيف الماضي. وقد الفريق الباسكي أداء رائعا جذب به الأنظار بشدة وتطور إلى نتائج إيجابية بصورة كبيرة في الدوري الإسباني والأوروبي. وتوهج مستوى بلباو بعدما أطاح بمانشستر يونايتد من الدوري الأوروبي بالفوز عليه ذهابا وإيابا بنتيجة 3-2 و 2-1 في دور ال16، قبل أن يعبر شالكه الألماني بالفوز خارج ملعبه 4-2 والتعادل 2-2 في عقر داره. وواصل الفريق طريقه نحو النهائي بعدما تخطى سبورتنج لشبونة البرتغالي في نصف النهائي بنتيجة 4-3 في مجوع المباراتين. ويعتمد بلباو على الاستحواذ على منتصف الملعب وتبادل الكرات القصيرة في طريقة أشبه بما يقدمه برشلونة، ومن أبرز نجوم الفريق المهاجم فيرناندو لورنتي والجناح الصاعد إيكر مونيان.
فالكاو أتليتكو وعلى الجانب الآخر، يسعى أتليتكو لاستعادة ذاكرة البطولة التي توج بها في الموسم قبل الماضي عام 2010 بعدما حقق العديد من النتائج الإيجابية هذا الموسم. فقد نجح الفريق في تحقيق عشر انتصارات متتالية في الدوري الأوروبي دون تعادل أو هزيمة حتى تمكن من بلوغ النهائي في بوخارست. وتحول الفريق منذ تولى الأرجنتيني دييجو سيميوني القيادة الفنية له في منتصف الموسم الجاري بعد إقالة جريجوري مانزانو ونجح لاعب الوسط الأسبق في تغيير شكل الفريق. ويعتمد سيميوني على طريقة التي تعلمها طوال فترة لعبه وبدايته كمدرب في إيطاليا من الدفاع المنظف والتحول السريع للهجوم. كما يعول المدرب الأرجنتيني الكثير على مهاجميه المتألقين أدريان لوبيز وراداميل فالكاو اللذان سجلا 21 هدفا في الدوري الأوروبي حتى الآن.
