ما فعلته جماعة الإخوان المسلمين هذا الإسبوع لا يختلف كثيرا عن حالة المجتمع المصري بشكل عام والوسط الكروي بشكل خاص، فقد صدمت "الجماعة" المجتمع المصري بكل أطيافه عندما أعلنت عن ترشيح نائب المرشد العام خيرت الشاطر لانتخابات الرئاسة برغم تأكيداتها المستمرة إنها لن ترشح أحدا في الإنتخابات الرئاسية ، لتتواصل صدمات المجتمع المصري على مدار عام كامل. أفضل ما في صدمة جماعة " الإخوان " بترشيح خيرت الشاطر أنها وحدت كل قوى المجتمع المصري بعد أن تفرقت على مدار العام المنقضي، وأصبح الجميع " إيد واحدة " ضد قرار ترشيح الشاطر، كما إنه قسم جماعة الإخوان ، بدليل الاستقالات التي خرجت عقب الإعلان عن ترشيح الشاطر، كما أن المجلس العسكري كان أكثر المستفيدين من قرار ترشيح نائب المرشد العام ، الذي عليه أن يرسل رسالة للجماعة يشكرهم على حسن تعاونها معه بعد أن إقتنع الجميع أن العسكر هم الملاذ الأخير للمجتمع أمام غرور جماعة الإخوان ، وشهوة سيطرتهم على المجتمع بعد نجاحهم في انتخابات مجلسي الشعب والشورى. صدم " الجماعة " في الوسط الكروي خاصة في النادي الأهلي ، في قرار وزارة الداخلية المثير للجدل بعدم إقامة مباراته مع البن الأثيوبي في إياب دور ال 32 لبطولة دوري أبطال أفريقيا بالقاهرة ، بداعي عدم تنفيذ شروط التأمين في ملاعب كرة القدم بحسب ما جاء في نص قرار إحالة النيابة العامة للمتهمين في مذبحة بورسعيد ، قبل أن يتدخل المجلس العسكري في الأزمة ويوافق على إقامتها في إستاد الكلية الحربية بدون جمهور. إقامة لقاء الأهلي والبن بدون جمهور يصب في صالح الفريق الأثيوبي ، لان الأهلي سيحرم من أحد أهم أوراقه وهو الجمهور، في ظل تراجع مستوى الفريق بسبب توقف النشاط منذ أكثر من شهرين. الصدمات في " جماعة " الوسط الكروي المصري مستمرة وكل يوم هناك جديد ، ف " محسن صالح " مدرب المنتخب المصري الأسبق صدم الجميع عندما اتهم المدير الفني للمنتخب المصري باب برادلي ، بالعماله وأنه ينتمي لجماعات التمويل الأجنبي. الزمالك صدم في نجمه محمود عبد الرازق " شيكابالا " عندما رفض اللاعب الانضمام لصفوف الفريق الأبيض قبل المباراة الهامة أمام فريق أفريكا سبور الإيفواري، في إياب دور ال 32 لبطولة دوري الأبطال عقب عودته من السودان بعد مشاركته في لقاء ودي مع المنتخب بالخرطوم بداعي إصابته بنزلة برد، واتضح إنه سليم ، وإن كانت صدمة الزمالك في نجمه ليست جديدة على مسؤولي النادي الذين تعودوا على تهرب اللاعب في الأوقات الصعبة. صدمة المجتمع المصري في جماعة الإخوان المسليمن بترشيحها للشاطر ، التي وضعت المجتمع كله في خلاط كبير ، لا يختلف عن صدمة المجتمع الكروي في طلب المدير التنفيذي لاتحاد الكرة السابق إيهاب صالح، بالعودة من جديد لمنصبه الذي أقيل منه قبل ما يقرب من شهرين، وهو طلب غير مبرر. الصدمات ستتوالى في الوسط الكروي ، إذا ما رفضت وزارة الداخلية إقامة مباريات المنتخب المصري في تصفيات كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية بالقاهرة ، بداعي الأوضاع الأمنية غير المستقرة ، وهنا يثار سؤال من المسؤول عن الانفلات الأمني الذي تتحدث عنه وزارة الداخلية؟ تبقى الصدمة الكبرى فيما فعلته وزارة الداخلية بالنادي الأهلي مدار الأيام الماضية ، بسبب مباراة البن الأثيوبي في إياب دور ال 32 لبطولة دوري الأبطال ، ووصلت الصدمة ذروتها طوال يوم الأربعاء ، وتلاعبت الوزارة بالنادي الأحمر ، ورفضت منحه خطاب التأمين الذي طلبه الكاف. ما فعله الأمن المصري بالنادي الأهلي وجماهيره ، هو لعب بالنار ، لأن الموقف كاد أن يشتعل ويحدث مالا يحمد عقباه ، بسبب تصرفات الأمن ، وترك النادي الأهلي ومن خلفه جماهير واقف على أظافر قدميه حتى مساء يوم الأربعاء ، وما حدث فعل مشين في حق الأمن المصري. الغريب أن وزارة الداخلية التي رفضت منح خطاب تأمين مباراة بدون جمهور وافقت قبل 10 أيام على مباراة الزمالك مع أفريكا سبور الإيفواري ، وهو ما طرح أسئلة عدة ، هل الأمن يفعل ذلك ردا على اعتصام ألتراس الأهلي أمام مجلس الشعب؟ برغم أن إدارة النادي الأهلي ليس لها سلطان على الألتراس ولا يستطيع مسؤول واحد داخل النادي التحدث مع شباب الألتراس. أم إنه فعل ذلك ردا على إلقاء القبض على 9 من قياداته في بورسعيد على خلفية الأحداث الدامية في بورسعيد في الأول من فبراير؟ أم لجأ لهذه الطريقة المشينة ردا على سباب جماهير الألتراس لقيادات الوزارة على مدار عام مضى؟ مهما كانت مبررات وزارة الداخلية ، فلا يصح ولا يجب أن يكون الرد بهذه الطريقة غير المقبولة، فما حدث هو حلقة في سلسلة الإساءة لسمعة مصر. • اتهمت جماهير الأندية المصرية خاصة الزمالك والإسماعيلي، النادي الأهلي بالاستحواذ على البطولات المحلية على مدار السنوات الماضية ، وقالت تلك الجماهير أن الكرة لا يمكن أن تدار من خلال فصيل واحد ، وإنه لابد من تداول البطولات حتى لا تفقد كرة القدم مذاقها وإثارتها. • أتضح أن الأهلي ليس هو الجهة الوحيدة في مصر التي تستحوذ وتبعد البقية عن المشهد ، ف " الجماعة" تؤمن بما أمن به الأهلي منذ سنوات ، مع الفارق بين الحالتين، فبعد ما فعلته "الجماعة" في الأونة الأخيرة فلا لوم ولا ملامه على الأهلي من هنا ورايح!!