تتحكم الدوافع الثأرية في تاريخ مباريات الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد لدرجة أدت إلى انتهاء العديد منها بنتائج كبيرة غير معتادة في حسابات أي دربي على مستوى العالم، بالنظر إلى أن المستوى بين الفرق المتنافسة دائما يكون متقارب. فشهدت مباريات قطبي إسبانبا العديد من النتائج الكبيرة من قبل كان الثأر هو الدافع الأكبر في تحقيقها بشكل ربما يتجاوز مجرد الصراع على قنص بطولة من مخالب الغريم التقليدي. ويستعرض FilGoal.com أبرز المواجهات بين ريال مدريد وبرشلونة والتي انتهت بنتائج كبيرة كانت الرغبة في الثأر هي المحرك الأبرز في تحقيقها. ريال مدريد 11-1 برشلونة (نصف نهائي كأس إسبانيا 1942-1943) شهد نصف نهائي كأس إسبانيا موسم 1942-1943 أكبر نتيجة في تاريخ لقاءات الفريقين عندما فاز ريال مدريد على مضيفه برشلونة 11-1 بالرغم من خسارته 3-0 في الذهاب على ملعب البلوجرانا. وربما كان غياب الفريق الملكي عن المنافسة على البطولات وخسارته في الذهاب بنتيجة يصعب على أحد توقع تخطيها كانا دافعين لتحقيق فوز كبير وتاريخي. وشهد الشوط الأول من اللقاء ثمانية أهداف مدريدية كانت كفيلة لاستسلام الفريق الكتالوني تماما. وبالرغم من تأهل الفريق الملكي لنهائي البطولة إلا أنه خسر الكأس لصالح أتلتك بلباو بعد الخسارة بهدف. ريال مدريد 5-0 برشلونة (دوري 1953-1954) التعاقد مع الأسطورة الأرجنتينية ألفريدو دي ستيفانو جاء ليضع حلا لسطوة البلوجرانا فسجل هدفين في أول كلاسيكو له ليقود فريقه للفوز بخماسية بيضاء. فريال مدريد كان يمر بحالة من التخبط بعد أن فشل في تحقيق بطولة الدوري خلال 20 عاما قابلها أزهى عصور غريمه برشلونة الذي حصد بطولة الدوري أربع مرات في أخر ست سنوات. الغريب أن تعاقد ريال مدريد مع دي ستيفانو جاء بعد أن اقترب المهاجم الأرجنتيني من اللعب بقميص برشلونة قبل أن يتحول بعد ذلك إلى أسطورة ريال مدريد كلاعب وكمدرب. دي ستيفانو أحرز 29 هدفا في هذا الموسم ليقود الفريق الملكي للتتويج بالدوري، ليبدأ الميرنجي حقبة زمنية شهدت سطوته على البطولات الإسبانية في الخمسينات والستينات. برشلونة 5-0 ريال مدريد (دوري 1993-1994) بعد ثلاثة مواسم من السيطرة على بطولة الدوري لم ينقص البلوجرانا سوى فوز كبير على غريمه التقليدي يتوج إنجازات الأسطورة الهولندي يوهان كرويف في تدريب الفريق وهو ما تحقق في الجولة ال18 من موسم 1993-1994. فشهد ملعب الكامب نو الخاص بالفريق الكتالوني خماسية جديدة من برشلونة في مرمى الفريق الملكي في المباراة التي حضرها 110 ألف متفرج. وكان روماريو الوافد البرازيلي الجديد حينها لصفوف برشلونة من إيندهوفن الهولندي هو رجل الليلة بعد أن أحرز ثلاثة أهداف (هاتريك) في مرمى الميرنجي. الشوط الأول من اللقاء انتهى بتقدم برشلونة بهدف روماريو قبل أن يفتتح رونالد كومان حفلة الشوط الثاني بهدف في الدقيقة 47 تبعه الراقص البرازيلي بهدفين في الدقيقتين 56 و81 وأنهى إيفان إجلاسياس الرباعية في الدقيقة 86. روماريو قاد فريقه للتتويج بدرع الدوري للمرة الرابعة على التوالي متصدرا ترتيب هدافي البطولة ب30 هدفا أحرزها في 33 مباراة. ريال مدريد 5-0 برشلونة (دوري 1994-1995) لم يحتج ريال مدريد أكثر من عام للثأر من برشلونة والرد على الخسارة بخماسية فأكرم الفريق الملكي وفادة غريمه التقليدي في سنتياجو برنانبيو كاسرا سطوة البلوجرانا على الدوري. وقاد المهاجم التشيلي إيفان زامورانو بثلاثة أهداف (هاتريك) فريقه لإسقاط ضيفه في الشوط الأول قبل أن يضيف الثنائي لويس إنريكي وأمافيسكا هدفين في الشوط الثاني. وعكس المعتاد من برشلونة في عهد كرويف ظهر الفريق غير ملتحم وجاءت الأهداف بأخطاء دفاعية مشتركة مع الحارس بيسكيتس. واستطاع الفريق الملكي كسر سطوة برشلونة على الدوري متوجا بالبطولة ال26 في تاريخه تحت قيادة الأرجنتيني خورخي فالدانو. برشلونة 5-0 ريال مدريد (دوري 2010-2011) تحدثت وسائل الإعلام أن كلاسيكو الدور الأول سيكون المباراة الأولى بين الفريقين التي يصعب توقع نتيجتها في الفترة الأخيرة ولم يتوقع أكثر المتفائلين من مشجعي البلوجرانا وأكثر المتشائمين من جانب ريال مدريد أن يسقط برشلونة الفريق الملكي بخماسية في كامب نو. فدخل ريال مدريد المباراة متصدرا للدوري الإسباني لأول مرة منذ موسم 2007-2008 الذي شهد أخر تتويج للميرنجي بالدوري ومنتشيا بالروح الجديدة تحت قيادة البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني الجديد للفريق. فرئيس النادي فلورنتينو بيريز أدرك أن التعاقد مع النجوم فقط لا يحقق البطولات فجلب مورينيو المتوج بالثلاثية مع إنتر ميلان الإيطالي لكسر سطوة برشلونة ولكن الكلاسيكو الأول لمورينيو كمدير فني للريال لم يرض أحدا ينتمني للملكي. وربما كان هذا التعاقد هو سبب النتيجة الكبيرة ليس لأسباب فنية ولكن لأسباب تتعلق بالثأر من إقصاء إنتر ميلان لبرشلونة في نصف نهائي دوري الأبطال الأوروبي موسم 2009-2010. ورغم تكافئ في الفرص بين الفريقين في بداية المباراة إلا أن هدفي شابي هرنانديز وبيدرو رودريجيز في الشوط الاول قتلا حماس الضيوف ليسقط أبناء مورينيو تماما في الشوط الثاني فأضاف ديفيا فيا هدفين قبل أن ينهي جيرفين سواريز الخماسية. الفوز منح برشلونة صدارة الدوري الإسباني ولم يخسرها حتى نهاية الموسم الذي شهد أيضا تفوقه على ريال مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا وإخفاقه في نهائي كأس الملك الإسباني أمام الملكي الذي حقق بطولته الأولى تحت قيادة مورينيو.