إذا كانت قرعة دور الثمانية لدوري أبطال العرب قد أوقعت قطبي الكرةالمصرية الأهلي والزمالك في مجموعة واحدة ليلتقيا مرتين في هذا الدوريومي 14 أبريل و11 مايو فإن فارسي جدة سيلتقيان أيضا وجها لوجه في نفس الدور يومي 30 أبريل وأول يونيو .. لكن مواجهة الأشقاء هذه المرة لن تكون أكثر سخونة من المواجهة الأخوية المصرية السعودية والتي ستكون معركة جانبية أخرى تتميز بالحساسية المفرطة والسخونة الشديدة بين الكرة في البلدين . التنافس المصري السعودي على قيادة الكرة العربية واحتلال منصة التتويج والتفوق ليس مجرد هواجس إعلامية أو تفاخر جماهيري فحسب .. بل هو أيضا واقع فعلي فرضته عوامل الجغرافيا والتاريخ والحضارة والثقافة الجديدة .. فانعكست تلقائيا على كرة القدم باعتبارها " اللعبة الشعبية " والمتنفس الانساني الرحب . وتأهل ثلاثة فرق سعودية ومثلها مصرية لدور الثمانية يعكس هذا الواقع انعكاسا واضحا .. فباستثناء الطلبة العراقي من آسيا والصفاقسي التونسي من أفريقيا تأهلت الفرق السعودية والمصرية وحدها وكأنها دخلت الميدان بلا منافس وإن كنا لا ننكر أن بعضها قد خدمته الظروف . مع بداية الانطلاقة الكروية السعودية في الثمانينات والتي قادها الأمير الراحل فيصل بن فهد باعتبارها أحد مظاهر اللحاق بالركب الحضاري العالمي أصبحت الكرة المصرية هي الهدف للمنافسة بحثا عن زعامة المنطقة كرويا . وبدأت سخونة المنافسة باستفتاء جدلي حول " من هو أفضل لاعب عربي" في ذلك الوقت وأشعلت الصحف السعودية الاستفتاء بين محمود الخطيب أفضل لاعب مصري وماجد عبد الله أحسن لاعب سعودي وألقت وقود المنافسة على الاستفتاء بمعاونة بعض الخبراء الذين أسهبوا في تحليل إمكانيات اللاعبين . وظلت المنافسة هادئة نسبيا لأن التفوق الميداني كان مازال لصالح مصر التي كان التاريخ لصالحها .. حتى كانت الهزيمة القاسية لمنتخب مصر في كأس القارات بالمكسيك والتي انفجر بعدها بركان الغضب في الشارع المصري وأسفر عن إجبار اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر على الاستقالة وإقالة الجهاز الفني بقيادة الجوهري . وإذا كان التاريخ لصالح الكرة المصرية فإن الجغرافيا عدلت الميزان لصالح الكرة السعودية .. فأصبح الميدان سجالا .. وفي أول نسخة لكأس السوبر المصري السعودي فاز الاتحاد على الأهلي المصري 3/2 وفاز الهلال على الإسماعيلي 2/1 وفي الجولة الثانية فاز الزمالك على الاتحاد والاتحاد على الإسماعيلي .
والذي لاينكره أي منصف أن الكرة السعودية في السنوات العشر الأخيرة تتطورت بشكل رائع .. ليس فقط على مستوى المنتخبات والفوز بكأس آسيا والتأهل للأولمبياد والمونديال واستضافةكأس العالم للناشئين .. بل أيضا على مستوى الأندية التي تعاقدت مع عدد من أفضل المدربين في العالم كما ساهمت الدولة في دعم الاحتراف وضم لاعبين مميزين عربيا وعالميا . والمتابع للأندية السعودية يجد ناديا مثل اتحاد جدة "العميد " قد وجد لنفسه مكانا في موسوعة جينيس ريكورد بعد أن حافظ على سجله نظيفا من الهزائم محليا وعربيا وأسيويا 33 مباراة وشقيقه في جده الأهلي "القلعة"صاحب سجل رائع من الانجازات تعدى 30 بطولة . وفي الرياض يبزغ الهلال "الزعيم " الذي استحق زعامة الكرة السعودية من خلال سجله الذهبي وإن كان النصر يغيب عن دوري العرب مع الشباب والاتفاق فإن ذلك لا ينكر تألقهما ولأنه لم يكن ممكنا اشتراك أكثر من ثلاثة فرق . وفي المواجهة يبرز الزمالك المصري هذا الموسم كواحد من أبرز الأندية افي المنطقة إن لم يكم أفضلها على الإطلاق واستحق التواجد في سجل الأندية الأفضل عالميا أكثر من مرة وموقفه هذا الموسم مشابه تماما للعميد في السعودية فكلاهما يمكنه الفوز في أي وقت من المباراة وكلاهما يضم أفضل نخبة من اللاعبين في دوري العرب هذا الموسم . الأهلي المصري هو زعيم الأندية العربية تاريخا وبطولات وانجازات ونجوما.. وتأهله لدور الثمانية يؤكد مقولة أن الكبير سيظل كبيرا مهما كانت ظروفه وحاله لا يختلف كثيرا عن أهلي جدة .. والطريف أن قطبي مصر وفارسي جدة رغم تشابهما ابعدتهم القرعة عن بعضهم في هذه الجولة وهو لصالح الأندية الأربعة بلا شك . الإسماعيلي بأدائه المميز يمكن أن يكون فرس الرهان المصري في هذه البطولة برغم وجوده في مجموعة العميد والقلعة فإمكانياته برغم هجرة نجومه أصحاب الخبرة مازالت مميزة وقد يتشابه بعض الشيء مع الهلال الذي وقع مع كبيري الكرة المصرية . دور الثمانية لدوري أبطال العرب لن يحسم المنافسة المصرية السعودية بل سيزيدها اشتعالا وقد يصبح الدورين قبل النهائي والنهائي هو المعركة الكروية المرتقبة لإعلان الزعيم الذي ستوج " مؤقتا علىعرش الكرة العربية .