شارك في التقرير ياسر الشريف من الإسماعيلية وحسام عادل من نادي الزمالك يرتبط نجاح الزمالك في الحفاظ على قمة الدوري الممتاز بمدى قدرة عميد الفريق الأبيض حسام حسن على استغلال نقطة ضعف الإسماعيلي الدفاعية يوم الأربعاء، والتي خلقتها ظروف عمل مدرب هولندي بقواعد مصرية في قلعة الدراويش. فمارك فوتا المدير الفني للإسماعيلي سعى منذ قدومه إلى مصر لتطبيق اسلوب الكرة الهولندية 4-3-3، بالاعتماد في الهجوم على جناحين صريحين أمام ظهيري جنب. لكن إصرار مجلس إدارة الإسماعيلي على عدم نزع الليبرو من الخط الخلفي للفريق طلبا للأمان فتح ثغرة دفاعية في الدراويش، يعمل العميد على اختراقها. هذه الثغرة ظهرت لأن فوتا وجد نفسه مجبرا على نزع لاعب من وسط الملعب لوضع ليبرو في الخط الخلفي، فاستغنى عن لاعب ممن يشغلون أحد الجناحين. وبات الإسماعيلي يلعب بناحية يشغلها جناح مع ظهير، وناحية أخرى فيها لاعب واحد، وتفتقد إما لجناح أو ظهير، وبالتالي تصبح نقطة الضعف في دفاع الدراويش. ورقة العميد ومن متابعة تدريبات الزمالك السابقة للمباراة، يبدو في حكم المؤكد نية حسام حسن الدفع بحازم إمام سواء كأساسي أو كبديل في مركز الظهير الأيمن. وسر المغامرة بلاعب غائب عن المباريات منذ فترة هو أن قدراته الهجومية تستطيع إيقاف أهم مفاتيح لعب الدراويش وهو أحمد سمير فرج، واستغلال ثغرات فريق فوتا. فوتا يعتمد على أحمد سمير فرج في قيادة جبهة يسارية للإسماعيلي على أن يتولى عبد الله الشحات مسؤولية التأمين خلفه كظهير. وسرعة أحمد سمير فرج تجعل انطلاقته خطرة على دفاعات الخصوم، ما يعلمه العميد جيدا ويعد له سلاحا مضادا. السلاح المضاد هو أن يجبر العميد أحمد سمير فرج على الدفاع، وذلك عن طريق إشعاره بأن عبد الله الشحات لا يستطيع وحده الوقوف أمام حازم إمام وشيكابالا. عبد الله الشحات الظهير الأيسر للإسماعيلي ضعيف دفاعيا، وهو ما ظهر في عدة مباريات للدراويش ربما أبرزها أمام إنبي في مواجهته مع وليد سليمان. وليد سليمان نجح في المرور من عبد الله الشحات عدة مرات حتى اضطر الأخير في النهاية لاستخدام العنف مع الجناح البترولي وخرج مطرودا من المباراة. وإن نجح الزمالك في الهجوم من ناحية اليمين بإمام وشيكابالا سيكون لزاما على فرج التراجع لمساعدة الشحات، حينها يفقد الإسماعيلي أخطر أوراقه الهجومية.
سيرجيو راموس هذا الاسلوب قدمته إسبانيا في مونديال2010، وأجبر الظهير سيرخيو راموس مهاجمين بقيمة الألماني لوكاس بودولسكي والهولندي ديرك كاوت للتراجع للدفاع. قواعد المغامرة وليحقق حسام حسن مراده هناك بعض القواعد التي يجب أن يطبقها الفريق الأبيض بشكل سليم. فوجود إمام في مركز الظهير لن ينجح إلا لو خصص حسام حسن مجهود إبراهيم صلاح أو عاشور الأدهم في تأمين الجانب الأيمن، لأن مردود حازم الدفاعي ضعيف. وليحدث ذلك فمن الأفضل للزمالك أن يلعب بثلاثي ارتكاز مثلما حدث في المباريات السابقة بدمج هاني سعيد مع عاشور الأدهم وإبراهيم صلاح. وكون هاني سعيد الأقدر على التمرير السليم بين ثلاثي ارتكاز الزمالك، فإنه الأنسب لدور صانع الألعاب المتأخر والذي يكون جل تركيزه إرسال بينيات وراء الشحات. ولتقريب الصورة أكثر، فإن هاني سعيد مطالب بأن يفعل في الإسماعيلي ما نجح فيه محمد أبو العلا لاعب إنبي خلال مواجهة الفريق البترولي للأهلي الاسبوع الماضي. إنبي ركز هجماته من اليمين ناحية وليد سليمان، وكان اللاعب الأكثر تمويلا للبينيات هو محمد أبو العلا من وسط الملعب كونه كارتكاز دفاعي غالبا ما يكون غير مراقب. وليصبح هاني سعيد بعيدا عن رقابة ثنائي ارتكاز الإسماعيلي، فإن صانع ألعاب الزمالك عليه مع أحمد جعفر أن يتحركا كثيرا ليتسببا في إزعاج دفاع الدراويش. كذلك فإن مغامرة العميد بوضع حازم إمام كظهير أيمن تفيد في حالة تقدم الزمالك بهدف، لأن فوتا حين يتأخر الإسماعيلي في النتيجة يعيد فرج لمركز الظهير الأيسر. أيضا تركيز الزمالك في الهجوم على ناحية اليمين تجبر فرج على الاستقرار في الجبهة اليسرى وعدم اللعب بحرية مرة في اليمين وأخرى في اليسار كما يحب. ففرج حين ينتقل إلى يمين الإسماعيلي تزيد فرصه في التصويب البعيد بيسراه، لكن وجود إمام سيمنعه من ذلك، وسيجعل أحمد صديق وحده في الجبهة اليمنى للدراويش. تدريبات خاصة إذن ماذا عن الإسماعيلي؟ كيف يستطيع فوتا أن يتصرف لإغلاق منافذه أمام الزمالك ومن ثم الإعداد للهجوم على الفريق الأبيض؟ مراسل FilGoal.com في الإسماعيلية رصد من خلال تدريبات الدراويش استعدادا للمباراة، اهتمام فوتا بشكل خاص بالثنائي أحمد سمير فرج وأحمد صديق.
إمام ضد فرج فقد خضع فرج وصديق لحصة تدريبية خاصة تحت إشراف المدرب الهولندي بعد نهاية فترة المران الجماعي، وذلك حتى يتأكد فوتا من جاهزية الثنائي للمباراة المرتقبة. وأجبرت الظروف فوتا على تشكيل دفاعي، بالصدفة هو الأنسب للدراويش في ظل غياب محمد حمص عن الفريق بسبب سفره إلى المملكة العربية السعودية. فغياب حمص يمنع فوتا من وضع أحمد خيري في المركز الذي لا يهضم واجباته اللاعب الدولي حتى الآن كليبرو أمام الدفاع وليس خلفه. خيري سيشترك في وسط الملعب كارتكاز دفاعي إلى جوار عمرو السولية، في حين يعود شادي محمد لمركز الليبرو لتأمين قلبي الدفاع إبراهيم يحيى والمعتصم بالله سالم. وبرغم أن هذه التوليفة الدفاعية تقليدية، إلا أن هذا يقلل من نسبة حدوث أخطاء تمركز أو تغطية من مدافعي الدراويش الذين يتفننون في إهداء خصومهم فرصا للتسجيل. وهناك محاذير يجب على دفاع الإسماعيلي الانتباه لها حتى لا يسقط في فخ الزمالك تتلخص في أربع نقاط. 1) الليبرو شادي محمد عليه أن يميل ناحية اليسار قليلا في تمركزه حتى يصنع عمقا يمنع التمريرات الزملكوية البينية من الوصول لشيكابالا. وليقف أيضا شادي محمد في وجه شيكابالا أو إمام لو نجح أحدهما في المرور من عبد الله الشحات وأحمد سمير فرج. 2) ارتكاز الإسماعيلي الذي يميل ناحية اليسار عليه رقابة هاني سعيد، على أن يهتم الارتكاز الثاني للدراويش بتغطية أحمد صديق. 3) تغطية أحمد صديق تعني رقابة جناح الزمالك ومنتخب قطر حسين ياسر المحمدي. 4) صديق عليه ألا يهاجم إلا حين يتأكد من أن أحد ثنائي الدفاع يراقب أحمد جعفر مهاجم الزمالك، وأن واحد من ثنائي ارتكاز الدراويش قريب من ياسر. أخيرا بحسب التدريبات سيكون النيجيري جودوين نيدبسي المهاجم الأوحد في تشكيل الدراويش على أن يلعب خلفه عبد الله السعيد مع أحمد سمير فرج. ويجب على جودوين أن يتحرك بدون كرة من وقت لآخر في الجانب الأيسر للدراويش، حتى يشعر حازم إمام بأن ظهره غير آمن حين يهاجم. كما سيدعم ذلك فرج في اليسار، بل ويٌفسح له مجالا للتحرك أكثر ناحية اليمين ليصوب بيسراه على عبد الواحد السيد حارس الزمالك الذي سيشارك متأثرا نوعا ما بإصابته.