استقرار أسعار الذهب في مصر ليوم الأربعاء 5 يونيو 2024    بالفيديو.. إطلاق نار علي مبني السفارة الأمريكية في لبنان    الرئيس الأمريكي يصل إلى فرنسا للمشاركة في احتفالات الذكرى ال80 لإنزال النورماندي    اختلال عجلة القيادة.. تفاصيل إصابة 5 أشخاص في تصادم سيارتين بأكتوبر    300 عرض مسرحي تقدمت للمشاركة بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي    البابا تواضروس: عدد كبير من الأقباط طلبوا الهجرة خارج البلاد أيام حكم مرسي    فودة يبحث استعدادات انعقاد الملتقى السنوي السادس للتأمين في شرم الشيخ    «القومية للأنفاق»: السرعة التشغيلية لمترو الخط الرابع 80 كليو في الساعة    المشاط تناقش مع رئيس بنك التصدير والاستيراد الكوري تعزيز سبُل التعاون في ضوء الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين    رئيس جيبوتي: نعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع السعودية    وزير المالية: حققنا مراكز متقدمة ب3 مؤشرات دولية للموازنة    استعداداً لعيد الأضحى.. تطوير ورفع كفاءة 15 مجزراً ونقطة ذبيح بالقليوبية    جامعه الإسكندرية تستقبل وفد «جون مولان 3» الفرنسية لبحث سبل التعاون    «برلماني»: الحكومة الجديدة أمامها تحديات كبيرة    ترامب يطلب رفع حظر النشر بمحاكمته الجنائية    مجلس النواب الأمريكى يوافق على تشريع جديد يعاقب المحكمة الجنائية الدولية    قانونية مستقبل وطن: الدولة المصرية لم ولن تتخلى عن دعم القضية الفلسطينية    ريال مدريد يعلن عن قميصه الجديد، وسر غياب مبابي    عبد الله السعيد: أتمنى انضمام "حجازي ورمضان صبحي" للزمالك.. والأهلي أفضل تجاربي الكروية    رئيس إنبي: اتحاد الكرة حول كرة القدم إلى أزمة نزاعات    مدرب إسبانيا: أرى أجواء استثنائية في المعسكر.. وهذه خطتنا بشأن بيدري    فليك يمنح قبلة الحياة لفيتور روكي مع برشلونة    اعتماد 32 مدرسة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم بالغربية    حجاج القرعة الخدمات المُميزة المٌقدمة للحجاج تؤكد انحياز الرئيس السيسي للمواطن البسيط    «جنايات الزقازيق» تقضي بالمؤبد لعامل بتهمة الإتجار في الأقراص المخدرة    وزير التجارة والصناعة يترأس لجنة اختبارات الملحقين    وزير الصحة يستقبل نظيره الزيمبابوي لبحث سبل التعاون بين البلدين    قافلة طبية مجانية بمركز إطسا بالفيوم لمدة يومين    استطلاع: أكثر من 60% من الألمان لم يستخدموا الذكاء الاصطناعي التوليدي مطلقا    مسئول فلسطيني: مسيرة الأعلام الاستعمارية بالقدس ستؤجج الأوضاع    هالة خليل تكشف سر تعاون «الكينج» معها في أول أفلامها دون مقابل    أحمد عز يبدأ التحضير لمسرحية ملك والشاطر.. تعرف على أبطالها وموعد ومكان عرضها    اختبارات غناء وتمثيل بالإسكندرية ضمن مشروع قصور الثقافة لاكتشاف المواهب    «الري»: إجراءات لتعزيز التعاون المائي مع جنوب السودان ودول حوض النيل    صالح جمعة: كهربا أراد مغادرة الأهلي في يناير    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 5-6-2024 في المنيا    وزير الصحة يطلق المرحلة الثانية لمبادرة الكشف المبكر عن الأورام ب 9 محافظات    الرقابة الصحية: 5 إصدارات جديدة لمعايير المستشفيات والخدمة الطبية لضمان جودتها    ل رجل برج الجوزاء.. كيف يمكن أن تكون جوزائيًا وناجحًا؟    عمر هلال: كتبت فوي فوي فوي فى 3 سنوات والفيلم كوميديا سوداء تعبر عن الواقع    الجمعية الفلكية بجدة تكشف تفاصيل ميلاد ذى الحجة بالمملكة العربية السعودية    تعرف على فضل العشر الأُوَل من ذي الحجة والأيام التي يُحرم فيها الصيام    دار الإفتاء توضح أحكام ذبح الأضحية شرعا وشروطها    ما هو السن الشرعي للأضحية وهل يجوز بالتضحية بالتي لم تبلغ السن المحدد؟    "تصفيات كأس العالم".. جدول مباريات اليوم الأربعاء والقنوات الناقلة    صدمة وبكاء لطلاب الثانوية الأزهرية من امتحان الجبر والهندسة الفراغية.. فيديو    بالمستند.. ننشر عدد الأسئلة وتوزيع الدرجات لمواد امتحانات الثانوية العامة 2024    حملات مرورية على سيارات النقل الثقيل بشارع حسن المأمون تضبط 237 مخالفة    صحة الوادى الجديد: تنفيذ قافلة طبية مجانية بقرى الفرافرة ضمن مبادرة حياة كريمة    النائب طارق عبد العزيز ل"قصواء الخلالي": الرئيس السيسى ركز على مواصلة مسار الإصلاح الاقتصادى    خبير دولي: جهود مصر لدعم القضية الفلسطينية لم تنقطع لحظة واحدة    مصطفى الفقي: وزير التموين من أكفأ الوزراء في حكومة مدبولي    "لوموند": الهند تدخل حقبة من عدم الاستقرار السياسي بعد الانتخابات التشريعية    أسعار البيض اليوم الأربعاء 5 يونيو 2024    «الأهلي» يرد على عبدالله السعيد: لم نحزن على رحيلك    علماء الأزهر: صكوك الأضاحي لها قيمة كبيرة في تعظيم ثوابها والحفاظ على البيئة    البابا تواضروس يكشف كواليس لقائه الأول مع الرئيس السيسي    حظك اليوم| الاربعاء 5 يونيو لمواليد برج العقرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دموع جيان وخطيئة قارة
نشر في في الجول يوم 05 - 07 - 2010

مزقت دموع أسامواه جيان نجم منتخب غانا قلوب كل الأفارقة بعد خروج فريقه من المونديال و ضياع حلم وصول أول منتخب إفريقي للمربع الذهبي لكن المشهد نفسه كان فيه عدالة درامية ربما لأن القارة نفسها ونظام تصفياتها لم يستحق الترقي.
عندما توجه جيان لتسديد ركلة الجزاء في الدقيقة 120 كان يعرف تماما أنه يسطر تاريخا جديدا للقارة وأن هناك ملايين البشر ممن ينتظرون هذه اللحظة وهذا الشعور انتقل له وكل لاعبي فريقه منذ صعودهم إلى دور الستة عشر.
ولأن البطل بشر في النهاية تأثر لجزء من الثانية بهذه المشاعر فحادت الكرة قليلا عن مسارها ليحدث ما حدث بعدها من ركلات ترجيح أدت لخروج غانا، تماما مثلما حدث لأوسكار كاردوزو لاعب باراجواي الذي انهار تحت الضغط النفسي خلال تسديده ركلة جزاء أمام إسبانيا في دور الثمانية، ففي هذه المواقف لا يوجد ما يسمى باختصاصي ركلات الجزاء، هناك فقط الأعصاب والتماسك النفسي الذي يكون أحيانا أكبر من قدرة اللاعب مهما كانت خبرته.
وما غاب عن غالبية المتابعين للمونديال حقيقة بسيطة للغاية أن حلم إفريقيا ببلوغ المربع الذهبي كان ممكنا وبسهولة لو احتل البلد المنظم جنوب إفريقيا المركز الأول في مجموعته وهو أمر طبيعي للغاية لأي بلد يستضيف البطولة لكن ضعف الجيل الحالي لمنتخب "الأولاد" أدى لخروجهم المبكر، ولو احتلوا المركز الأول لصعدوا لمواجهة كوريا أو اليونان أو نيجيريا في دور الستة عشر وكلها منتخبات في متناول اليد حينما تلعب على أرضك ثم يواجهون غانا.
والملاحظة الأخيرة تعني ببساطة أن إخفاق جيان لم يكن مجرد فشل لاعب في تسجيل فرصة مؤكدة لكنها خطيئة قارة تعجز عن إدارة مواهبها وهو ما شرحناه تفصيليا في المقال قبل الأخير عندما توقعنا خروج جميع المنتخبات الإفريقية من الدور الأول.
ولعل القرار الذي اتخذه الرئيس النيجيري بوقف نشاط الكرة في بلاده لمدة عامين بعد عودة النسور الخضر بخفي حنين من المونديال يضرب المثل الأبرز في تخلف إدارة كرة القدم في إفريقيا، وهو قرار سياسي إعلامي لا يهدف سوى للدعاية لأن من المعروف أن عدم مشاركة النسور في البطولات سيستتبع عقوبات دولية ضخمة من جانب الاتحادين الدولي والإفريقي، لكنها "بروباجندا" تكسف الوجه السيئ لإدارة شئون الكرة في إفريقيا .. وهو ما يمكن التعبير عنه بمعادلة : مواهب عديدة + إدارة صفر = طفرات نادرة وناتج عام سلبي.
وإذا كنا بصدد تقييم أداء ونتائج منتخبات القارة السمراء بعد خروج آخر فريق لها ينبغي الإشارة إلى عامل مهم للغاية في إصلاح نتائج المنتخبات الإفريقية مستقبلا وهو نظام التصفيات.

الأولاد لم يؤدوا الدور المطلوب
أعرف تماما أن شهادتي كمواطن مصري مجروحة بحكم فشل منتخب بلادي في التأهل عن طريق نظام التصفيات الحالي لكن بصراحة الأمر يستحق التوقف فعلى مدى السنوات ال15 الأخيرة يتأهل ممثلو إفريقيا بعد توزيعهم على مجموعات يتأهل الأول منها مباشرة للمونديال وهو نظام يطبق في القارة الأوروبية أيضا.
بينما في آسيا وأمريكا الجنوبية واتحاد الكونكاف (أمريكا الشمالية والوسطى) تتأهل المنتخبات الكبرى عن مجموعات مع منتخبات ضعيفة في المرحلة الأولى لتلعب بعد ذلك في دوري لكبار القارة إما في مجموعة واحدة كأمريكا الجنوبية والكونكاف أو مجموعتين كآسيا.
ومميزات النظام الثاني تتمثل في أمرين، الأول هو أن لعب كبار القارة معا في دوري يعني أن المتأهلين هم أفضل منتخبات من حيث المستوى فلا يوجد مجموعات قوية وساخنة وأخرى ضعيفة ومحسومة منذ بدايتها كما يحدث في أوروبا وإفريقيا، وكما يحدث في أي دوري في العالم الأفضل يفوز باللقب ولا مجال لضربات الحظ أو التوفيق في مباراة واحدة، أما الأمر الثاني في أن التصفيات نفسها تكون خير إعداد للمنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم فحينما تلعب مع الكبار أنت تحتاج تشكيلتك الأساسية في كل مباراة وتجبر الفريق على صهر لاعبيه في بوتقة واحدة.
ولذلك دائما ما تقدم قارة أمريكا الجنوبية خير منتخباتها للمونديال ولا أتحدث هنا عن البرازيل والأرجنتين لكن أقصد الفرق التي ترافقهما دوما مثل أوروجواي أو باراجواي أو الإكوادور أو تشيلي أو حتى في الماضي منتخبات كولومبيا وبوليفيا، لأن المتأهل يكون خاض صراعا داميا من أجل بطاقته مع أشرس المنتخبات.
ولا أدري إن كان الجميع يدرك أن البرازيل صعدت إلى كأس العالم بعد جمع 34 نقطة بفارق نقطة واحدة عن تشيلي وباراجواي بينما جمعت الأرجنتين 28 نقطة فقط، ولذلك صعدت منتخبات أمريكا الجنوبية كلها للدور الثاني من المونديال.
بينما في آسيا ساهم النظام نفسه في بقاء القوى الكبرى في مواقع الصدارة مثل اليابان وكوريا الجنوبية ومعهما أستراليا ومن قبل ذلك كانت السعودية وكلها منتخبات صعدت لدور ال16 ولو مرة في تاريخها وبالتالي تقدمت القارة ولو بخطى بطيئة.
أما في أوروبا فسنجد أن نظامها الحالي ساعد منتخبات مثل اليونان وسلوفينيا وسلوفاكيا التي لم تكن لتتأهل للدور التالي سوى بمساعدة إيطاليا المنهارة، بل أن بطل العالم السابق نفسه ومعه وصيفه فرنسا لم يستحقا حتى التأهل بمستواهما الذي ظهر في المونديال إذا لم تساعدهما ترتيبهما المتقدم ووضعهما على رؤوس المجموعات، بل أن اليونان مثلا صعدت بفضل وجودها في مجموعة سويسرا التي تم وضعها على رأس إحدى المجموعات الأوروبية، وفي المقابل غابت منتخبات مثل السويد وكرواتيا وروسيا مع مدربها جوس هيدينك وأيرلندا التي تطورت كثيرا في السنوات الأخيرة.

كاردوزو لم يتحمل الضغط لكن بلاده أدت ما عليها وتأهلت عن نظام إيجابي للغاية في قارتها
والذي يخدم أوروبا على تقديم نتائج جيدة في المونديال هو أنها تضم أكبر عدد من المنتخبات الكبرى في منطقة جغرافية واحدة فمهما تأهل منها منتخبات ضعيفة يبقى لديها أسماء كبيرة كل مونديال فلو فشلت إيطاليا وفرنسا وإنجلترا هناك ألمانيا وإسبانيا وهولندا بدليل أن عدد المنتخبات الأوروبية المتأهلة إلى دور ال16 هو الأقل منذ ثلاثة عقود.
وبالعودة إلى قارتنا الإفريقية سنجد أن نظام تصفياتها الحالي يتسبب كل مرة في مجموعات نارية وأخرى سهلة للغاية (من بينها مجموعة مثل مجموعة مصر بالمناسبة)، لكن تبدأ المفاجآت بعد انطلاق التصفيات إذ يتطور المستوى في بلدان مثل الجابون وتوجو والجزائر وأنجولا لتكتشف أن فريق منها تأهل عن استحقاق وحرم القارة من فريق آخر قوي بينما في مجموعات أخرى يتأهل رأس المجموعة دون أدنى جهد وذلك لأن الفترة الزمنية من آخر مشاركة لهذه المنتخبات في بطولات كبرى أو حتى طبقا لترتيبها في تصنيف الفيفا لا تكون دقيقة بما يكفي.
باختصار إفريقيا تحتاج نظام تأهل جديد يعتمد على وضع الكبار مثل الجزائر ونيجيريا والكاميرون وكوت ديفوار وجنوب إفريقيا وغانا ومصر وزامبيا وتونس والمغرب معا إما في مجموعة واحدة كأمريكا اللاتينية أو في مجموعتين كأسيا ويتأهل الأوائل الخمسة، هذا النظام رغم تكلفته المادية إلا أنه سيزيد عائدات التسويق والبث من مباريات التصفيات لأنها بين منتخبات كبرى كما سيرفع المستوى ويزيد التناغم بين المنتخبات لأقصى حد.
تابعوني على تويتر
http://twitter.com/nasry
أو على فيس بوك
http://bit.ly/cW1B4r


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.