في عام 2000 , أعلن رومان أبراموفيتش أنه أصابه الملل من كثرة المال الذي يملكه , وقال إنه يريد أن يساعد على تحسين مستوى معيشة نحو سبعين ألف فقير في بلده روسيا ممن يعيشون في منطقة شوكوتكا , وهي إقليم ناء في أقصى أطراف البلاد من جهة ألاسكا. وبعد أن قال أبراموفيتش هذه العبارة , نجح بالفعل في تحقيق الفوز بانتخابات حكام الأقاليم الروسية , وأصبح بموجبها حاكما لشوكوتكا , وفور حصوله على المنصب , أنفق ما بين مائتين إلى ثلاثمائة مليون دولار من ماله الخاص على بناء المساكن والمدارس وغيرها من المنشآت الضرورية في المنطقة التي دمرها الفقر. ويقول أبراموفيتش عن هذه التجربة : "لقد كانت تجربة جديدة بالنسبة لي , فلم يكن قد سبق لي قبلها أن شغلت منصب حاكم إقليم في روسيا أو في أي مكان آخر , لم يسبق لي أن تحدثت إلى الناس , لقد أقدمت على التجربة فقط لأرى هل سأحبها أم لا". وبعد ثلاث سنوات فقط , بدا إمبراطور البترول الروسي الثري – 37 سنة – وكأن الملل قد أصابه من السياسة أيضا , فأراد بعد ذلك أن يبث مشاعر المرح والسعادة بين جماهير ملعب ستانفورد بريدج معقل نادي تشيلسي الإنجليزي , على اعتبار أنها كانت نادرا ما تنتابها مثل هذه المشاعر بسبب ندرة انتصارات الفريق وإنجازاته! وفي يونيو 2003 , أصبح أبراموفيتش الذي يملك ثروة تقدر ب5,7 مليار دولار وفقا لمجلة فوربس الشهيرة مالكا لنادي تشيلسي , وعلى الفور , أنفق حوالي 176 مليون دولار في محاولة لتحويل تشيلسي من أحد أندية الوسط في الدوري الإنجليزي إلى فريق يهابه جميع المنافسين في إنجلترا وأوروبا كلها. وسمحت ملايين أبراموفيتش للإيطالي كلاوديو رانييري المدير الفني للفريق بأن يشتري الأرجنتينيين خوان فيرون وهيرنان كريسبو من إنتر ميلان , وأدريان موتو من بارما , وكلود ماكاليلي من ريال مدريد , والآيرلندي داميان داف من بلاكبيرن روفرز الإنجليزي , وعلى الرغم من أن المسئولية الآن باتت تقع على عاتق رانييري ولاعبيه في رسم مستقبل مشروع أبراموفيتش الجديد , فإن أموال الملياردير الروسي الشاب تركت بالتأكيد علامة بارزة لا ينكرها أحد على كرة القدم العالمية في عام 2003. فقد خطف أبراموفيتش الأضواء من النجوم الكرويين التقليديين مثل البرازيلي رونالدو لاعب ريال مدريد الإسباني , وكذلك من الفرنسي زين الدين زيدان , زميله في النادي الإسباني العريق , وهو اللاعب الذي اختاره الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أحسن لاعب في العالم لعام 2003 في استفتائه السنوي , وذلك للمرة الثالثة في تاريخه كلاعب. وللإنصاف , يمكن القول إن صفقة انتقال النجم الإنجليزي ديفيد بيكام من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد مقابل 43 مليون دولار كانت من بين العناوين القليلة التي نافست أخبار صفقات أبراموفيتش في تشيلسي خلال العام المنصرم على الصفحات الأولى للصحف البريطانية , خاصة وأن هذه الصفقة جاءت بعد الخلاف الشهير بين اللاعب وبين مدربه السير أليكس فيرجسون. وعن انتقاله إلى ريال مدريد يقول بيكام : "لم أكن أتخيل ولو للحظة واحدة أن هذا يمكن أن يحدث , لقد شعرت بالانزعاج لأن آمالي كلها كانت متركزة مع فريقي". وعلى صعيد الأحداث الكروية البارزة في عام 2003 , نجح نادي إيه.سي.ميلان الإيطالي في خطف لقب بطولة دوري أبطال أوروبا بعد سباق ركلات الترجي مع منافسه العتيد يوفنتوس , في حين تمكن بورتو البرتغالي من الفوز بكأس الاتحاد الأوروبي بعد تغلبه في المباراة النهائية على سيلتيك الأسكتلندي 3-1 بصعوبة. وعلى صعيد المسابقات المحلية الأوروبية , فاز مانشستر ببطولة الدوري الإنجليزي للمرة الثامنة في أحد عشر عاما فقط , وفاز ريال مدريد باللقب التاسع والعشرين في بلاده , وفاز يوفنتوس باللقب في إيطاليا , بينما فاز بارن ميونيخ بالدوري الألماني للمرة الثامنة عشرة. وفي أمريكا الجنوبية , فاز العملاق الأرجنتيني بوكا جونيورز ببطولة كوبا ليبرتادوريس بعد تغلبه على سانتوس البرازيلي في النهائي , ونجح بعدها في الفوز ببطولة أندية العالم في طوكيو بعد أن هزم إيه.سي.ميلان في النهائي بركلات الترجيح. وكانت أسوأ فضائح العام , تورط لاعب ماشنستر يونايتد ريو فرديناند في قضية المنشطات الشهيرة مما عرضه للإيقاف لمدة ثمانية أشهر بسبب غيابه عن حضور كشف روتيني للمنشطات , كما فرض الفيفا عقوبة الإيقاف لمدة أربعة عشر شهرا على المصري أمير عزمي مجاهد بعد ثبوت عاطيه لمادة الناندرولون المنشطة خلال مشاركته مع المنتخب المصري تحت 20 عاما في بطولة كأس العالم للشباب بالإمارات. ولكن كانت واقعة العام المأساوية بحق , وفاة لاعب الكاميرون الراحل مارك فيفيان فويه الذي سقط على أرض الملعب خلال مباراة فريقه في بطولة القارات الصيف الماضي التي انت