ربما لم يعرف الكثيرون قبل هذا العام , وخاصة في مصر , بوجود لاعب "فذ" فى صفوف فريق اليوفنتوس الايطالى يدعى بافيل نيدفيد ، وذلك على الرغم من أن هذا اللاعب وهو نجم منتخب التشيك , يعد احد أفضل اللاعبين على مستوى العالم حاليا ، ويعتبر امتدادا لسلسلة اللاعبين الموهوبين الذين أنجبتهم أوروبا الشرقية مثل البلغاري خريستو ستويتشكوف والروماني جورجى هاجى. ويعتبر عام 2003 هو أفضل عام فى حياة نيدفيد الكروية ، حيث قاد فيه فريقه اليوفنتوس الى لقب الدورى الايطالى للمرة الثانية على التوالى وال 27 فى تاريخه الموسم الماضى ، كما وصل بالفريق الى نهائى دورى أبطال أوروبا قبل أن يخسر أمام مواطنه ميلان ، بالاضافة الى قيادته لمنتخب التشيك الى التأهل مباشرة الى نهائيات الأمم الأوروبية بعد أن تفوق على المنتخب الهولندى العريق. وكان نيدفيد أبرز المرشحين للقب أحسن لاعب فى العالم فى استفتاء الاتحاد الدولى (الفيفا) الرسمى لهذا العام ، غير أن اختيارات المدربين أجحفت النجم التشيكى حقه وأعطت اللقب للساحر الفرنسى زين الدين زيدان ، وهو الأمر الذى أوضح سطوة الإعلام المسلط بشدة على نجوم أوروبا الغربية ، فى الوقت الذى كان يستحق فيه نيدفيد اللقب دون جدال بعد أدائه الرائع والممتع خاصة فى مباراة اليوفى مع ريال مدريد فى الدور نصف النهائى لدورى أبطال أوروبا الموسم الماضى. أما نيدفيد نفسه , فقد قال مرارا إنه لا تهمه الجائزة بقدر ما يهمه أن يؤدى أفضل ما عنده ليفوز فريقه ، و ليحقق حلمه الشخصى بالفوز بدورى أبطال أوروبا ، وهو اللقب الذى يأتى عنده فى المرتبة الأولى قبل جائزة أحسن لاعب كرة فى العالم. غير أن مجيئه فى المركز الرابع فى الاستفتاء لابد أنه ترك أثرا سلبيا داخل النجم التشيكى ، على الرغم من اختياره من قبل قراء مجلة (وورلد سوكر) الانجليزية كأحسن لاعب فى عام 2003 . كانت بداية نيدفيد ، 31 عاما ، عام 1991 عندما انضم الى فريق دوكلا براج بعد أن بزغ نجمه فى مسقط رأسه بمدينة شيب بالقرب من العاصمة التشيكية براج ، وبعدها سرعان ما انتقل النجم الأشقر الى صفوف أعرق أندية جمهورية التشيك ، سبارتا براج ، فى العام التالى مباشرة. ولعب نيدفيد كرأس حربة فى بداياته مع سبارتا ، قبل أن ينتقل الى خط الوسط الذى وجد فيه ضالته وتألق من خلاله وأحرز 23 هدفا فى أربعة مواسم لعبها فى صفوف بطل التشيك فاز فيها بالدورى ثلاث مرات وبالكأس مرة واحدة. وجاءت نقطة التحول بالنسبة لنيدفيد بعد بطولة الأمم الأوروبية عام 1996 فى انجلترا ، والتى قاد فيها بأدائه الرائع منتخب التشيك الى الوصول الى المباراة النهائية أمام الفريق الألمانى فى مفاجأة غير متوقعة على الاطلاق ، ليختطفه لاتسيو الايطالى بعد منافسة شديدة مع أيندهوفن الهولندى ، ليبدأ نيدفيد رحلة تألقه فى الدورى الايطالى مع الفريق السماوى.
وفى موسمه الأول فى ايطاليا ، أحرز نيدفيد عشرة أهداف مع لاتسيو فى جميع البطولات , وأصبح بعد فترة قصيرة معشوق جماهير فريق العاصمة الايطالية. وفاز نيدفيد بأول بطولاته مع لاتسيو فى موسمه الثانى ، كأس ايطاليا وكأس السوبر الايطالية بفضل أهدافه التى بلغت الرقم 15 ، لكنه لم يحرز فى الموسم الثالث سوى هدفا واحدا فى دورى الدرجة الأولى الايطالى ومثله فى الكأس ، غير أن أربعة أهداف فى بطولة أوروبا للأندية أبطال الكئوس منهم هدف فى المباراة النهائية كان كفيل بجلب الكأس الأوروبية الغالية الى دولاب بطولات لاتسيو. وكان موسم 1999 - 2000 هو الأحلى بالنسبة لنيدفيد مع لاتسيو ، حيث حقق فيه الفريق الثنائية الايطالية ، الدورى و الكأس ، وكان فوزه بالدورى للمرة الأولى بعد غياب دام ربع قرن ، واختتم الموسم بالفوز بكأس السوبر الايطالية على حساب مانشستر يونايتد الانجليزى اقوى فرق أوروبا فى حينه. وبعد مسيرة خمس سنوات حافلة مع الفريق السماوى ، الذى عشقه نيدفيد ورفض من أجله عروض عديدة للانتقال الى أندية الصفوة الأوروبية ، انتقل نيدفيد عام 2001 الى صفوف اليوفنتوس أعرق أندية ايطاليا. ولم يتأثر لاتسيو برحيل هيرنان كريسبو أو خوان فيرون أو كريستيان فييرى ، بقدر تأثره برحيل نجمه التشيكى الكبير ، الذى أصبح أحد اثنين ، ومعه جوزيبى سينيورى نجم بولونيا الحالى ، عشقهما جمهور فريق العاصمة الايطالية. ومع اليوفنتوس ، واصل نيدفيد رحلة إبداعه وقاده فى موسمه الأول الى الفوز بالدورى ، ثم الى الاحتفاظ به فى الموسم الثانى ، بجانب الفوز بكأس السوبر الايطالى مرتين على حساب بارما و ميلان. وكان نيدفيد على وشك تحقيق حلمه بالفوز بدورى أبطال أوروبا الموسم الماضى ، غير أن غيابه عن المباراة النهائية بسبب الإنذار الثانى الذى حصل عليه فى مباراة الدور نصف النهائى أمام