إقالة الأرجنتينى هكتور كوبر من تدريب إنتر ميلان قرار خاطئ و متسرع إتخذه ماسيمو موراتى رئيس النادى . الغريب أن قرار الإقالة جاء و الفريق يسير بخطى واثقة فى دورى أبطال أوروبا خاصة بعد فوزه على الأرسنال الإنجليزى بثلاثة أهداف نظيفة فى عقر داره بلندن و تصدره لمجموعته ، و كان الفريق يسير بشكل جيد فى الدورى المحلى حتى مباراة الدربى أمام ميلان و هى كانت كالقشة التى قصمت ظهر البعير . خسارة الفريق أمام ميلان بثلاثة أهداف لهدف ، ثم التعادل مع بريشيا فى المباراة التالية مباشرة عجلت برحيل المدرب الأرجنتينى ، و هو القرار الذى أعتبره خاطئ تماما . الهزيمة امام ميلان شئ طبيعى ، على الرغم من حساسية المباراة ، فالإنتر خسر أمام ميلان ذهابا إيابا الموسم الماضى فى الدورى ، كما إنهزم أمامه فى الدور قبل النهائى لدورى أبطال أوروبا و لم تتم إقالة كوبر وقتها . كوبر مدرب كبير يملك سجل تدريبى رائع مع جميع الفرق التى تولى تدريبها ، و هو عاد بالإنتر الى صفوف أندية المقدمة فى ايطاليا منذ توليه المهمة قبل موسمين . فالفريق ظل لمدة ثلاث أو أربع مواسم ينهى الموسم دائما فى الترتيب السابع أو الثامن ، و كان لا يستطيع حتى التأهل الى دورى أبطال اوروبا على الرغم من أنه كان فريقا مدججا بالنجوم . الإنتر عاد الى المنافسة مع قدوم كوبر ، و خسر الدورى فى المباراة الأخيرة فى موسم المدرب الأرجنتينى الأول مع الفريق ، و حل ثانيا الموسم الماضى كما وصل الى الدور نصف النهائى لدورى أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ سنوات . مشكلة الإنتر ليست فى المدرب ، و لكنها مشكلة إدارية بالدرجة الأولى . الإنتر لم يفز إلا ببطولة واحدة فقط منذ تولى موراتى رئاسة النادى عام 1995 ، و لم يفز بالدورى مطلقا منذ 14 عاما . قام موراتى فى بداية الموسم ببيع النجم الأرجنتينى الكبير هرنان كريسبو ، و إشترى عدد كبير جدا من اللاعبين متوسطى المستوى ، و على الرغم من إعترافى بأنهم لاعبون جيدون إلا أنهم لا يستطيعوا أن يجلبوا البطولات الى فريق بحجم إنتر ميلان . يجب الإعتراف بأن الإنتر لا يملك اللاعبين الذين يستطيعوا منافسة ميلان أو اليوفنتوس محليا ، فلاعبيه جميعهم عاديون باستثناء كريستيان فييرى و فابيو كانافارو و خافيير زانيتى ، و هو لا يملك مثلا لاعبا بحجم روى كوستا أو فرانشيسكو توتى أو أليساندرو ديل بييرو أو بافيل نيدفيد . أستطيع أن أؤكد أن المدير الفنى الجديد للفريق ألبرتو زاكيرونى لن يأت بجديد مع الإنتر ، فأى نتيجة سيحققها الفريق ، سواء عاد للإنتصارات أو إستمرت الكبوة ، كانت ستحقق فى وجود هكتور كوبر .