"الفريق لم يفتقد للرغبة في الانتصار فقد سيطرنا وخلقنا العديد من الفرص للتسجيل؛ لكنها كرة القدم، أحيانا نستحق الفوز لكن لا نتمكن من تحقيقه" بهذه الجملة وصف المدير الفني لفريق ريال مدريد زين الدين زيدان ظروف فريقه بعد التعادل مع فريق لاس بالماس في الجولة السادسة في الدوري الإسباني. وعلى الرغم من التعادل إلا أن ريال مدريد ظل في صدارة الليجا برصيد 14 نقطة بفارق نقطة عن برشلونة صاحب المركز الثاني. المباراة التي غاب عنها خاميس شهدت العديد من الأمور الفنية وفشل زيدان في تعويض غياب كاسيميرو وتركت استفسار ستجيب عنه الأيام المقبلة في كيفية تعامل المدرب الفرنسي مع رونالدو. FilGoal.com يوضح ملامح المباراة في التقرير التالي.. أزمة تعويض كاسيمرو الموسم الماضي لريال مدريد ينقسم لقسمين، الأول هو عصر ما قبل كاسيميرو والثاني هو عصر كاسيميرو. اللاعب البرازيلي أعطى الفريق التوازن وسد ثغرات الدفاع، وأصبح مهما للغاية، لدرجة أن لعب على حساب الكولومبي خاميس رودريجيز. فريق زيدان دخل الموسم دون بديل لكاسيميرو، والخوف من شبح إصابته أصبح كابوس حقيقي بعد الإصابة في مباراة إسبانيول في الجولة قبل الماضية، فكيف يتم تعويضه؟ كروس يعود للعب أمام رباعي الدفاع، لكن قدرات الألماني لا تقارن في الحالة الدفاعية، فكاسيميرو أتم 57 عرقلة و45 اعتراض للخصم في الموسم الماضي خلال 23 مباراة في الدوري مقابل 49 عرقلة و40 اعتراض فقط لكروس في 32 مباراة. إذا كروس لن يعوض كاسيميرو في مسألة قطع الكرات، لذا يقوم زيدان بتغيير طريقة اللعب ويلجأ للاستحواذ على الكرة بأكبر قدر ممكن لحرمان الخصم من شن الهجمات على مرماه. المشكلة أن هذه الطريقة لا تفلح بالشكل الأمثل مع ريال مدريد بسبب عدم وجود العناصر المناسبة للاحتفاظ بالكرة تحت ضغط، كما أن وصل الفريق الخصم لمرمى ريال مدريد يشكل تهديد حقيقي على المرمى. في مباراة لاس بالماس تسبب كروس في هدفين فريق جزر الكناريا بسبب تمركزه الخاطئ. لاحظ المساحة التي تركها كروس خلفه. هنا راموس يقوم بالصعود للأمام وترك مركزه كقلب دفاع ناحية اليسار لابعاد الكرة لكنه يفشل. صعود راموس وتمركز خط الدفاع بطريقة خاطئة تكلف الريال هدف. نفس الأمر تكرر في كرة الهدف الثاني. يجب على زيدان تغيير الطريقة التي يتعامل بها مع غياب كاسيميرو وتعويضه بلاعب يجيد قطع الكرات. أزمة خاميس صنع خاميس هدف الفوز لريال مدريد أمام سبورتنج لشبونة في دوري الأبطال، وظهر بشكل جيد في مباراة فياريال عندما شارك أساسيا أو بمعنى أدق بدا خاميس وكأنه مفتاح لعب الفريق، فلمس الكرة 98 مرة –لم يتفوق عليه سوى كروس ب 116 لمسة-وصنع 4 فرص للتسجيل. إذا بدأ خاميس في استعادته بريقه والعودة لمستواه. لكن زيدان قرر عدم الدفع به في لقاء لاس بالماس وفضل عليه صاحب ال20 عاما ماركو أسينسيو. قرار غريب بعض الشئ من زيدان، خصوصا وأنه في حاجة لكل عناصره الهجومية القوية لمنع كتيبة المدرب كوكي ستيين من الصعود لمناطق ريال مدريد الهجومية. ما فعله زيدان أعطى رسالة لخاميس أنه غير مهم بالنسبة للفريق، وهو ما سينعكس على الكولومبي بالسلب حال مشاركته. هل فقد الفريق انبهاره بزيدان للمباراة الثانية على التوالي يتعادل الفريق بعد 16 انتصارا متتاليا في الدوري الإسباني. أداء الفريق لم يكن مقنع طوال هذه المباريات، لكن الفريق كان يعرف كيف يفوز، عكس آخر جولتين. فهل فقد الفريق انبهاره بشخصية زيدان؟ هذا السؤال ستجيب عنه الجولات المقبلة. كيف سيتعامل زيدان مع رونالدو؟ لقطة غضب رونالدو وعدم مصافحته لزيدان بشكل أثناء خروجه من الملعب ستثير العديد من التساؤلات في الفترة المقبلة. كيف سيعامل المدرب مع نجم الفريق؟ هل الغضب من قرارات المدرب تضمن للاعبين مركز أساسي؟ أو حتى عدد دقائق أكبر للمشاركة؟ زيدان برر خروج رونالدو بأنه يريده بكامل لياقته في مباراة بورسيا دورتموند في دوري الأبطال يوم الثلاثاء المقبل. لكن أرقام رونالدو في المباراة تؤكد أنه لم يقدم أي شئ يذكر، فلم يكمل أي مراوغة ولم يصنع سوى فرصة واحدة للتسجيل، وصوب 6 مرات، تصدى الحارس فاراس لواحدة منهم و2 كانوا خارج المرمى و3 أبعدهم دفاع لاس بالماس، كما لم يكمل سوى 71% من تمريراته. تعامل "زيزو" مع رونالدو سيضع ملامح موسم ريال مدريد. الهدوء سيضمن للفريق استقرار أكبر وهو ما يريده المدرب والإدارة وإثارة المشاكل ستكلف الفريق عدم المنافسة هذا الموسم. موراتا أفضل من بنزيمة حاليا الدفع بموراتا منذ بداية اللقاء كان القرار الأمثل من زيدان. المهاجم الإسباني لديه الجرأة والشخصية القوية والرغبة في اللعب المباشر على المرمى، عكس الفرنسي الذي يفضل لعب دور مساعد البطل مع كريستيانو رونالدو دائما. فمع هبوط مستوى رونالدو، يظل موراتا الخيار الأفضل نظرا لقدراته الهجومية وشراسته، خصوصا وأن بنزيما لا يمتلك الجرأة على المرمى في وجود البرتغالي إفلاس فني أم قلة خبرة؟ بدأ زيدان اللقاء بطريقة 4-3-3 ثم استخدم طريقة 4-2-4 ثم اختتم اللقاء ب 4-4-2. في الطريقة الأولى أسينسو كان صانع للعب خلف MBC أو موراتا، بيل، كريستبانو رونالدو، ثم انتقل أسينسيو للعب في الجانب الأيسر ورونالدو بجوار موراتا في عمق الملعب وبيل في الجانب الأيمن، ثم اختتم اللقاء لوكاس فاسكيز يمينا وإيسكو يسارا في وسط الملعب وبينهم كروس ومودريتش وفي المقدمة موراتا وبنزيمة. على الرغم من استخدام كل هذه الرسوم الخططية في المباراة إلا أن ريال مدريد لم يهدد مرمى لاس بالماس بشكل فعلي، ولم يسيطر على مجريات اللقاء، فالاستحواذ كان 55% لصالح أصحاب الأرض مقابل 45% للفريق الملكي.