انس كل ما تسمعه عن خشونة ستوك سيتي واعتماده على الكرات العالية وملعبه صعب المراس بريتانيا ستاديوم. الأمر مختلف الآن. مبدئيا، الملعب صار اسمه bet365. أعلن ستوك الاثنين رسميا انضمام رمضان صبحي نجم الأهلي ومنتخب مصر إلى صفوفه مقابل 6 مليون يورو، فكيف سيدخل الشاب الموهوب ضمن خطة المدرب مارك هيوز؟ (طالع تفاصيل عقد ستوك مع رمضان) ثورة ستوك سيتي بين 2006 و2013 كان ستوك تحت قيادة توني بوليس – أول مدرب وصل لنهائي كأس الاتحاد – وفي تلك الفترة اشتهر الفريق باللعب الخشن والكرات الطولية واستغلال رميات التماس. ولكن بعد بوليس وصل مارك هيوز إلى ستوك وتغير من فريق عنيف إلى أخر يلعب كرة قدم ممتعة. التغيير الذي أجراه هيوز كان جذريا فعلا، إذ قال ل"جارديان": "عندما أتيت لستوك، شعرت أن اللاعبين لديهم الإرادة للتغيير. شعرت أنهم لديهم القدرة على اللعب بطريقة مختلفة". الإحصائيات تقول ذلك. في أخر 4 مواسم لبوليس كان ستوك أقل فريق في عدد التمريرات في الدوري الإنجليزي. مع هيوز الأمر اختلف. متوسط طول تمريرات ستوك سيتي 19 متر فقط – أقل بمتر واحد من كل من أرسنال ومانشستر سيتي. مع بوليس - خلال أخر 4 مواسم له أيضا – ستوك لم يحصل على أكثرية الاستحواذ سوى في 5 مباريات فقط من ضمن 152 لقاء. الموسم الماضي، حقق مارك هيوز وستوك معدل استحواذ يبلغ 50%. هيوز يعتمد على خطة 4-2-3-1 في معظم الوقت بوجود جلين ويلان وجيانيللي إيمبولا في وسط الملعب كثنائي يختص بالمهام الدفاعية ونقل الهجمة، أمامه ثلاثي يتوسطه بويان كركيتش على يمينه جيردان شاكيري ويساره ماركو أرناوتوفيتش وأمامه مهاجم قد يكون واحدا جوناثان والترز أو بيتر كراوتش أو خوسيلو. ومازال لدى هيوز مواهب رائعة أخرى يداور بينهم وبين البقية، مثل مامي بيرام ضيوف وإبراهيم أفيلاي. قارن مهارات الأسماء المذكورة أعلاه وأسماء مثل ستيفن نزونزي وكاميرون جيروم وحينها ستستوعب مدى قيمة الثورة التي قام بها هيوز في ستوك. دور رمضان صبحي نحن نتحدث هنا عن فريق يلعب كرة جميلة تعتمد على التمريرات القصيرة والتحرك الكثيف. المتوقع في حال مشاركة صبحي مباشرة مع ستوك هو وجوده على أحد أطراف الملعب وبالتحديد على الجانب الأيسر. ماذا يطلب مارك هيوز من أجنحته؟ رمضان vs أرناوتوفيتش سنتوجه إلى أرناوتوفيتش أبرز نجوم ستوك سيتي في الموسم المنقضي والذي شارك الموسم الماضي على الرواق الأيسر. أرناوتوفيتش أنهى موسمه هدافا للفريق في الدوري ب11 هدفا وأكثرهم صناعة للأهداف ب6 أهداف. كما أنه ثالث أكثر لاعبي ستوك مشاركة في مباريات الدوري في الموسم الماضي ب34 لقاء من أصل 38، خلف لاعب الوسط جلين ويلان صاحب 37 لقاء وشريك أرناوتوفيتش في الجبهة اليسرى الظهير إريك بيترز ب35 لقاء. عودة إلى أرناوتوفيتش، فتأثير اللاعب هجوميا لا غبار عليه. سدد اللاعب النمساوي 70 كرة على مرمى الخصوم وصنع 49 فرصة لزملائه تسببوا في 6 أهداف، ما يعني أن في اللقاء الواحد يسدد أرناوتوفيتش كرتين على مرمى الخصوم، ويصنع ما يعادل فرصة ونصف في اللقاء الواحد. رمضان سدد على المرمى 29 مرة فقط وصنع 6 أهداف لزملائه. التسديد قد تكون هذه نقطة ضعف رمضان في المقارنة مع أرناوتوفيتش وفي الصراع من أجل مكان أساسي داخل تشكيل مارك هيوز. رمضان مقل في تسديداته على المرمى، إلا أنه يتفوق في مناطق أخرى من مهام الجناح في خطة هيوز. أرناوتوفيتش يمر من الخصوم 1.76 مرة في اللقاء. رمضان يفعل ذلك بمعدل 2.3 مرة في اللقاء. لكن ليس للأسباب الهجومية يعد أرناوتوفيتش جناح هيوز المفضل. في اللقاء الواحد، يقوم أرناوتوفيتش باستخلاص الكرة من الخصم مرة واحدة على الأقل – 39 مرة في كل مشاركاته إجمالا - ويقطع الكرة في طريقها 0.82 مرة في اللقاء الواحد – 28 مرة إجمالا- ويخرجها من مناطق فريقه نصف مرة في المباراة -16 مرة إجمالا. الذي نستطيع استخلاصه من الأرقام السابقة هو أن أرناوتوفيتش جناح يدافع بشكل جيد، فماذا يفعل رمضان صبحي في هذا الصدد؟ يتصدر رمضان قائمة أجنحة الدوري المصري في قطع واستخلاص الكرة. رمضان استخلص الكرة في 28 مباراة و2023 دقيقة مع الأهلي في الدوري 56 مرة (مرتين في اللقاء الواحد)، وقطعها في طريقها 39 مرة (1.39 مرة في المباراة). إذا رمضان –مع التأكيد على الفارق بين الدوري الإنجليزي والدوري المصري – يتفوق رقميا على أرناوتوفيتش في الأشياء التي يفضل هيوز الجناح النمساوي بسببها. تناسب أسلوب ستوك مع رمضان كان هذا التحليل الرقمي لفرصة رمضان في الدخول في التشكيل الأساسي في منطقته المفضلة على الجناح الأيسر، ماذا عن طريقة لعب ستوك سيتي، هل تناسب أسلوب رمضان صبحي؟ في المباراة الواحدة، يمرر ستوك 371 تمريرة قصيرة و63 كرة طويلة، الأمر الذي يناسب رمضان الذي يفضل الكرات القصيرة ويمرر منها حوالي 40 كرة في المباراة الواحدة. اللعب في ستوك أيضا سيكون جيدا لرمضان خاصة أن الفريق يسجل 71% من أهدافه من اللعب المفتوح، كما أنه في حال المشاركة الأساسية سيكون – كما كان في الأهلي – محورا أساسيا للعب في فريق يهاجم من الجبهة اليسرى 38% مقارنة بالجبهة اليمنى (35%) وفي عمق الملعب (28%). كما يعتمد ستوك في بناء هجماته على تناقل الكرات بين الظهير والجناح الأيسر ومع الوصول لوسط الملعب يتم تناقل الكرة في وسط الملعب حتى ظهور الثغرة وتحقيق الاختراق من خلالها. رامادونا وثبات تشكيل هيوز إذا دلفت عبر تويتر ستجد مئات الحسابات لمشجعي ستوك سيتي سمت أنفسها بالفعل بإسم "رامادونا"، هذا الأمر قد يكون عامل ضغط على رمضان في ظل التوقعات العالية المبنية على الجناح المصري. ولكن على رمضان استثمار ذلك الأمر لصالحه، الجميع يتوقع منه أشياء رائعة وإذا قدم تلك الأمور سيجد نفسه أساسيا في تشكيل هيوز الذي يحبه ثابتا في معظم الأوقات، فالفريق شارك بتشكيل واحد في 34 مباراة في الدوري في الموسم الماضي. قد يحصل رمضان على مكان أساسي دائم في تشكيل هيوز بالنظر للمعطيات المذكورة في هذا التحليل، فقط عليه استغلال الفرصة الأولى لإثبات لما أطلق عليه لقب "رامادونا" في الأساس.