لا أحد يريد أن يكون مكان المدير الفني للمنتخب الإيطالي أنطونيو كونتي في يورو 2016. تمر إيطاليا منذ فوزها بكأس العالم 2006 بمرحلة تغيير في المنتخب الوطني بسبب اعتزال النجوم الكبار وعدم ظهور أسماء كبرى قادرة على تعويضهم، فظلت إيطاليا في مونديالي 2010 و2014 بعيدة عن المنافسة. الفترة الإنتقالية للأتزوري مستمرة مع كونتي في يورو 2016 ولكن هذه المرة المشاكل أكبر بسبب غياب عناصر الخبرة للإعتزال أو للإصابة أو بسبب اللعب في أمريكا، قبل مواجهة بلجيكا والسويد وجمهورية أيرلندا . كونتي رفض ضم أندريا بيرلو بسبب تواجده في أمريكا وذلك رغم حاجة خط الوسط الإيطالي للاعب بخبراته خصوصا بعد إصابة الثنائي الأفضل إيطاليا ماركو فيراتي وكلاوديو ماركيزيو وتأكد غيابهم عن البطولة. اختيارات كونتي اعتمدت في المقام الأول على الأسماء المفضلة للمدرب الإيطالي دون النظر إلى المستوى في الفترة الحالية، يبدو من الأسماء المختارةعن نية مدرب تشيلسي المقبل في الإعتماد على طريقته المفضلة في الأوقات الحرجة 3-5-2، أو 3-4-3، والتي تضمن له السيطرة على خط الوسط والتأمين الدفاعي. كيف ستدافع إيطاليا؟ لجوء إيطاليا للهجوم يبدو خيارا بعيدا في ظل غياب الجودة الكافية، لذا التحليل سيشرح كيف ستدافع إيطاليا. في البداية، حراسة المرمىمحجوزة لجيانلويجي بوفون في البطولة الأوروبية الأخيرة له مع المنتخب الإيطالي. أمام بوفون، سيتواجد ثلاثي BBC الخاص بيوفنتوس، ليوناردو بونوتشي وأندريا بارزالي وجيورجيو كيلليني. خط وسط إيطاليا ضربته الإصابات واحدة تلو الأخرى، ماركو فيراتي ثم كلاوديو ماركيزيو ثم ريكاردو مونتوليفو، ماذا سيفعل كونتي؟ كونتي يعتمد على ثلاثي في وسط الملعب، محور أمامه لاعبين. تياجو موتا هو الأقرب لأن يكون محور وسط الملعب، مدعوما بأنطونيو كاندريفا يمينا وإيمانويلي جياكيريني يسارا. خط الوسط سيكون مدعوما بظهيرين هما ماتيو دارميان يسارا ودي تشيليو (أو فلورينزي) يمينا، إلا لو قرر كونتي اللجوء لكاندريفا. كيف تتحرك هذه الوحدة؟ الوضع الطبيعي سيكون عدم امتلاك إيطاليا للكرة، سيتراجع ثلاثي الدفاع للخلف ويتكتل أمام المنطقة، فيما يدخل الظهيرين لتغطية الأطراف أمام أجنحة الخصوم. محور الدفاع يعود قليلا ليقترب أكثر من المدافعين ويواجه انطلاق لاعبي الوسط أو لاعب رقم 10 في صفوف الخصم، فيما يقف لاعبا الوسط الأخران لتغطية المسافات بين قلب الدفاع الأيسر والأوسط، والأيمن والأوسط. ماذا يفعل المهاجمين؟ الأقرب لشغل مركزي الهجوم هما جرازيانو بيلي - الوحيد في القائمة الذي يلعب كرأس حربة كلاسيكي الذي تفضله إيطاليا طوال تاريخها- وتشيرو إيموبيلي بديله على الدكة، مدعوما بستيفان الشعراوي أو لورينزو إنسيني. المهاجم الصريح، بيلي، سيتحرك للضغط في منتصف ملعب الخصوم، فيما سيتحرك الشعراوي – أو إنسيني- لاستغلال المساحة خلف ظهيري الخصم المهاجمين، انتظارا لكرة مباشرة بعد نجاح الدفاع في قتل هجمة الخصم. كيف سيهاجم كونتي؟ ما تم شرحه في الفقرة الأخيرة هي مفتاح هجمات كونتي، كرة طويلة في اتجاه الشعراوي الذي يقف خلف الظهير فيما يتحرك بيلي للعمق انتظارا للتمريرة، ولكن ماذا لو استحوذت إيطاليا على الكرة؟ كونتي من نوعية المدربين اللذين يحبون السيطرة على اللعب والكرة في وسط الميدان – الأمر الذي ربما لن يحصل عليه كثيرا في يورو 2016- ولكن إن حدث الأمر سيعتمد على تدوير الكرة لتصل إلى أحد ظهيري الجنب الذي سيستغل وجود ثنائي دائما داخل منطقة الجزاء.