السؤال الأبرز الذي تطرحه صفقة انضمام جرانيت جاكا لأرسنال - بالنسبة للمتابع المصري – هو موقف محمد النني من المشاركة الأساسية مع أرسنال بعدما استطاع حجز مكانا دائما في تشكيل أرسين فينجر منذ مارس الماضي. إجابة السؤال تستوجب تحليلا لما قد يكون عليه دور جاكا في هذا الموسم مع أرسنال. خسر أرسنال مع نهاية موسمه 3 لاعبين في وسط الملعب، ميكيل أرتيتا وماثيو فلاميني وتوماس روزيسكي، التعويض صار حتميا. من غير المعتاد بالنسبة لفينجر الدخول في سوق الانتقالات مبكرا. مشجعو أرسنال يتذكرون 48 ساعة أخيرة في موسم انتقالات صيف 2011 جلب فيها فينجر 5 صفقات شكلت نواة للفريق مثل بير ميرتيساكر وسانتي كازورلا وأرتيتا نفسه. الدخول مبكرا في موسم الانتقالات يعد أمرا جديدا بالنسبة للبروفيسور الفرنسي. فينجر احتاج للتعويض، صفقة جاكا – التي كلفت أرسنال 30 مليون جنيه إسترليني - جلبت له لاعب وسط "2 في 1"، بعد أن شاهده كشافو أرسنال أكثر من 20 مرة هذا الموسم. يمكن مقارنة هذه الصفقة جلب فلاميني وأرتيتا – وقت أن كانا في مستوى يسمح لهما باللعب في الدوري الإنجليزي – وبعمر ال23 عاما فقط. 4-2-3-1؟ نشرت صحيفة "مترو" الإنجليزية تقريرا توضح فيه بعض التشكيلات الممكنة لأرسنال في حضور جاكا، تشكيلان فقط من أصل 5 تشكيلات ظهر فيها اسم النني. حيرة جميلة سيعاني منها فينجر في الموسم المقبل في ظل خيارات عديدة ومتنوعة في وسط ملعبه. فينجر متمسك بطريقة 4-2-3-1، وأحيانا 4-3-3 بواجبات متدرجة لثلاثي وسط الملعب (وسط مدافع – وسط مساند – وسط هجومي)، وجود ميسوت أوزيل في التشكيل لا شك فيه كأفضل لاعبي أرسنال في الموسم المنقضي. غلطة 2014 فينجر وضع أوزيل على الجناح في الموسم قبل الماضي، مركز وضع أوزيل تحت ضغط كبير بسبب عدم تقديمه الأداء المنتظر منه كأغلى صفقة في تاريخ المدفعجية، تلك الغلطة تداركها فينجر في الموسم الماضي ووضعه خلف المهاجم ومنحه حرية الحركة في عمق الملعب، بالتالي قدم أوزيل موسما رائعا. لماذا تلك المقدمة الطويلة؟ هذه المقدمة هدفها في الأصل إلغاء فكرة لعب فينجر ب3 لاعبين في وسط الملعب، فينجر العنيد لن يغير طريقته. كازورلا وماتيتش في لاعب واحد يقول أوتمار هيتزفيلد المدرب القدير لبايرن ميونيخ عن جاكا إنه يرى فيه تشابه مع باستيان شفاينشتايجر، الذي صعده هيتزفيلد نفسه لفريق البافاري الأول عندما كان لاعب مانشستر يونايتد الحالي في ال18 من عمره. وقال هيتزفيلد: "هو ناضج للغاية. وذكي أيضا، يقرأ المباراة بشكل جيد كما أنه مهاري". كلمات هيتزفيلد توحي بأننا أمام لاعب وسط "مبدع" أو صانع للعب، ولكنك عندما تراجع أرقام جاكا تجده يقوم بخمسة تدخلات دفاعية في المباراة الواحدة. المدافع الأقوى في خط وسط أرسنال – فرانسيس كوكلين – يقوم ب4 تدخلات فقط، مثله مثل محمد النني. جاكا أيضا يخرج منتصرا في 79% من مراوغاته في 34 مباراة في الدوري الألماني. 2 في 1 كما سردنا من قبل. يمكننا أن نقول إن أرسنال وجد سانتي كازورلا ونيمانيا ماتيتش ارتكاز تشيلسي في لاعب واحد. ماذا سيريد فينجر من جاكا؟ فينجر وجد في جاكا ما فقده منذ رحيل باتريك فييرا. السؤال هنا، هل سيستعمل فينجر جاكا كقاطع كرات ملتزم فيكون شريكه الأفضل آرون رامسي أو سانتي كازورلا؟ أم يفكر فينجر في أن يكون جاكا هو الممرر من وسط الملعب بجانب قاطع الكرات، فتكون شراكته مع كوكلين؟ أم يفكر في ثنائي حامي لرباعي الدفاع ويستطيعوا القيام بأدوار مماثلة في قطع الكرات وإمداد الخطوط الأمامية؟ هنا سيكون شريك جاكا الأفضل هو محمد النني. ما على النني فعله؟ النني رحل إلى بازل قادما كبديل لجاكا عندما رحل السويسري إلى مونشنجلادباخ. جاكا يتفوق على النني بشكل طفيف في صناعة اللعب والتدخلات الدفاعية، ولكن النني يتفوق في كونه ذو مجهود أوفر وقدرة على تغطية مساحات في الملعب بشكل أكبر. هنا على النني العمل على جعل تلك الميزة أهم لأرسنال – وهو ما نجح في فعله بالمناسبة في الربع الأخير من الموسم – كونه دخل تشكيل أرسنال الأساسي ولم يخرج منه. وجود جاكا، بجوار أحد غير النني، سيعيد أرسنال لDestroyer – Creator Model (نموذج المدمر والمبدع) بوجود ثنائي مختلف الأدوار في وسط الملعب، واحد يقطع الكرة والأخر ينقلها للأمام. ولكن وجوده بجوار النني سيعطي أرسنال بعدا جديدا بوجود ثنائي يستطيع دفع الفريق للأمام مع قدرته على استخلاص الكرة من الخصم. بدلا من أن تقسم أدوار وسط الملعب بين لاعبين – وهذا بالمناسبة ما قام به فينجر طوال العام الماضي الذي خسر فيه دوري كان في المتناول – يمكن لفينجر إشراك ثنائي يستطيع تقديم المهمتين، في شكل متكامل الأدوار بكفاءة أفضل من تقسيم المهمتين على لاعبين. أمام فينجر الفرصة لأن يكون لديه ثنائي يستطيع الدفاع وحماية رباعي الدفاع، ويستطيع أيضا التمرير للأمام والخروج بالكرة مع قدرة على تهديد المرمى من بعيد أيضا.