لا تغير في الخطة ولا تغير في استراتيجية عمل النادي.. هذه السياسة أنقذت ليستر سيتي من الهبوط إلى الدرجة الأدنى في الموسم الماضي، وتوجته بالدوري الإنجليزي الممتاز في 2015-2016! هكذا يرى جونثان ويلسون المحلل البريطاني الشهير حال ليستر سيتي مع المدير الفني الإيطالي كلاوديو رانييري. رانييري لم يغير أي شيء داخل ليستر.. "لم يفعل أي شيء مختلف عن العادي" فكانت النتيجة تحقيقه لأول لقب دوري في تاريخ النادي الإنجليزي وفي تاريخه كمدير فني إيطالي عجوز. . عن جونثان ويلسون.. المهتمون بأمور التكتيك والخطط بالتأكيد يعرفون جوناثان ويلسون، فهو مؤلف كتاب"Inverting the Pyramid" أو "الهرم المقلوب" الشهير. ويلسون يكتب مقالا دوريا لجريدة "جارديان" الإنجليزية، وفي هذا الأسبوع اهتم ويلسون بتحليل أحد أهم أسباب فوز المدير الفني الإيطالي كلاوديو رانييري بلقب الدوري الإنجليزي مع ليستر. FilGoal.com ترجم مقال ويلسون عن رانييري والذي كتب فيه ما يلي: . رانييري القديم الجميع يعرف كيف انتهى عصر رانييري مع تشيلسي.. في مونتي كارلو عام 2004 أقيم نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين تشيلسي وموناكو في مباراة انتهت بخسارة الفريق الإنجليزي 3-1. كان كلاوديو رانييري مديرا فنيا لتشيلسي، ولم يفهم أحد وقتها لماذا استبدل المدرب الإيطالي في تشكيلة فريقه ماريو ميلكيوت بجيمي فلويد هاسيلبانك.. وقتها تساءل المحللون: ما الذي يفعله رانييري؟ تشيلسي كان على مقربة من الفوز بالبطولة. الطريق كان مفتوحا بالنظر إلى أنه سيواجه منافسا هزيلا مثل موناكو، وباقي عناصر دور الأربعة بورتو وديبورتيفو لاكورونيا! موناكو دهس تشيلسي حتى قرر رانييري في تلك اللحظة أن يدافع وأشرك روبرت هوث - مدافع تشيلسي في ذلك الوقت - بدلا من لاعب الوسط سكوت باركر، لكن هذا لم يكن كافيا وخسر البلوز. وكتب جلين مور صحفي بصحيفة "إندبندنت" في ذلك الوقت عنوانا يقول: "سلسلة من تبديلات رانييري أصابت تشيلسي بالشلل". وفي المؤتمر الصحفي بعد المباراة صرح رانييري "لقد كانت غلطتي، بعد 30 عاما في كرة القدم أعرف أن علي تقبل ذلك الأمر". تلك الغلطة كلفت تشيلسي كل شيء.. وجاءت من مدرب وقتها كان عنيدا للغاية وخارج عن السيطرة. كان رانييري يتبع سياسة التدوير بلا أي فكرة واضحة على الإطلاق. مقارنة بالموسم الجاري، رانييري قام ب27 تبديلا فقط في تشكيلته التي يبدأ بها المباريات. رانييري أكبر في السن حاليا وربما بات أكثر حكمة. رانييري أدرك هذه المرة مع ليستر أن عليه ألا يبدل كثيرا. عليه ألا يفعل أي شيء مختلف. . رانييري الحكيم كان هناك حديثا يدور في بداية الموسم بأن رانييري يحصد ما زرعه نيجل بيرسون المدرب السابق لليستر سيتي. "لقد فهم الطريقة التي نتجنب بها الهبوط وأراد الاحتفاظ بالتركيبة نفسها.. فقط أضاف رانييري القليل في الجانب التكتيكي حينما نستحوذ على الكرة". ويس مورجان لاعب ليستر سيتي. فعل لا شيء هو أفضل شيء لتفعله.. هكذا فهم رانييري. وحينما يكون هناك حاجة لبعض التعديلات في ليستر فإن رانييري يقوم بها، ضد سوانزي سيتي ومن دون جيمي فاردي كان مجبرا على الدفع بليوناردو أولوا. لكن رانييري قام بتبديل أخر هو استبعاد مارك ألبرايتون الذي لعب 33 من أصل 34 مباراة في ذلك الوقت ودفع بجيفري شلوب. من دون فاردي شعر المدرب الإيطالي أنه بحاجة للسرعة في مكان أخر على الطرف ليؤكد أن فريقه لازال قادرا على خلق نفس التهديد في الارتداد الهجومي، ولمنع سوانزي من الضغط العالي على الدفاع ووسط الملعب، لقد كان قرارا صائبا. ربما لا توضح مواجهة موناكو في 2004 وسوانزي في 2016 أي شيء أكثر من أنه من السهل أن تتخذ قرارات جيدة حينما تسير الأمور بشكل جيد. وربما تألق رانييري مع ليستر سيتي وليس تشيلسي يثبت أنه مدرب بحاجة لناد لديه القليل من الطموحات. أو ربما رانييري هو مدرب تكتيكي جيدا أفضل من السابق لكنه لم يأخذ ما يستحق في أخر مواسمه مع تشيلسي عام 2004.