نهاية سعيدة، هكذا كان المشهد الختامي لمسلسل مكسيكي طويل شاهده جمهور رينجرز الاسكتلندي العريق أحد أعرق الأندية البريطانية بشكل عام وليس فقط في بلاده. عاد رينجرز من جديد للدوري الممتاز بعد 4 سنوات في رحلة من القاع إلى القمة، من الدرجة الرابعة تحديدا حتى وصل أخيرا للنور. رينجرز ليس مجرد فريقا كبيرا في اسكتلندا بل هو أكثر الأندية تتويجا ببطولة الدوري 54 مرة وثانيها في بطولة الكاس المحلية ب33 لقبا بالإضافة لبعض البطولات الأخرى مثل كأس رابطة المحترفين 27 مرة كرقم قياسي أيضا. كيف هبط رينجرز الأزمة المالية ضربت رينجرز بقوة في مطلع الألفية الثالثة لتستمر حتى عام 2009 إذ أعلن بشكل رسمي أن النادي يدين ب30 مليون إسترليني تقريبا لمجموعة بنوك لويد ليقرر مالك النادي ديفيد موراي عام 2011 بيع حصته البالغة 85.3% لكريج وايت مقابل جنيه إسترليني واحد على أن يقوم الأخير بتسديد الديون. لكن الأمور ساءت أكثر تحت قيادة وايت ودخل النادي تحت حكم الإدارة لدائنين بسبب الديون المتراكمة عليه والتي بلغت 134 مليون جنيه إسترليني بعد عام واحد من امتلاك وايت، الأمر الذي دفع موراي للشعور بالندم على بيع العملاق الاسكتلندي.. خاصة وأن الاستثمارات التي تحدث عنها وايت لم يكن لها أي وجود. في الملعب كان رينجرز ينافس بقوة على لقب الدوري على الرغم من ذلك لكن في فبراير من عام 2012 تم خصم 10 نقاط منه والحرمان من اللعب في أوروبا الموسم التالي بسبب دخوله تحت حكم الإدارة لدائنين ويقترب اللقب لغريمه التقليدي سيلتك. بعدها ب4 أشهر تم الاستقرار رسميا على تصفية الشركة التي تمتلك رينجرز في النهاية ونتيجة لذلك تم إلغاء سجلاته من الدوري الممتاز والاتحاد. محاولة جديدة قد يتساءل البعض لماذا لم يتدخل رجل أعمال ثري لينقذ النادي، الأمر ليس بهذه السهولة بل أن أحدهم حاول تنفيذ هذه الخطة. رجل أعمال إنجليزي يدعى تشارلز جرين قام بشراء أصول النادي مقابل 5.5 ملايين جنيه إسترليني وقام بتسجيل شركة جديدة لرينجرز. لكن الشركة الجديدة التي تمتلك رينجرز كان يجب التصويت بالموافقة عليها من أجل العودة للعب في الممتاز من قبل الأندية التي تلعب في الدرجة الممتازة لكنه قوبل بالرفض من قبل 10 أصوات مقابل صوت موافقة من نادي كيلمارنوك. المحاولة الثانية كانت انضمامه لدوري الدرجة الأولى لكن هذه الفكرة لم تحظى أيضا بموافقة الأندية إذ رفض 25 فريقا من أصل 30 الأمر ليضطر للعب في الدرجة الثالثة التي تساوي الدرجة الرابعة في هرم دوريات اسكتلندا. رحلة العودة رحلة العودة لم تكن سهلة على الإطلاق، اللاعبون بدأوا في الرحيل عن رينجرز واحدا يلو الآخر، لكن هذا الأمر لم يمنع الجماهير من المؤازرة لفريقها وفي أول مباراة للزرق في دوري الدرجة الرابعة حضر قرابة 50 ألف مشجع مباراة الفريق أمام إيست ستيرلنجشاير لتسجل أعلى حضور في تاريخ مسابقات الدرجة الرابعة في العالم. الموسم لم يكن صعبا وأنهى رينجرز الأمر بالصعود للدرجة الأعلى، وفي موسم 2013-2014 لعب بالدرجة الثالثة وأنهاه دون خسارة ليصعد إلى الدرجة الثانية في الهرم في الموسم الماضي. لكن موسمه لم يكن طيبا إذ خسر بطاقة الصعود أمام موذرويل بنتيجة 6-1 في المباراتين ليلعب من جديد الموسم الجاري وينجح في الصعود هذا الموسم بعد أن ابتعد ب17 نقطة قبل 4 جولات من النهاية. لاعب واحد من بين لاعبي رينجرز الذين صمدوا معه في الدرجة الرابعة لم يستمر معه لاعب واحد من القاع للقمة سوى قائده لي والاس صاحب ال28 عاما. لي والاس كان لاعبا دوليا ولم يمنعه اللعب في الدرجات الأدنى من الانضمام للمنتخب إذ شارك مع بلاده اسكتلندا وهو في الدرجة الرابعة والثالثة. والاس أيضا كان محل اهتمام من أندية بالدوري الإنجليزي الممتاز والدرجة الثانية أبرزها وست هام لكن في الأخير لم يرحل عن رينجرز.