(إفي): حفر الجيل الذهبي لتشيلي اسمه في التاريخ الكروي للبلاد وقارة أمريكا الجنوبية بعدما توج بلقب بطولة كوباأمريكا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه على الأرجنتين بركلات الترجيح في النسخة الرابعة والأربعين من البطولة. لاعبون أمثال أليكسيس سانشيز وأرتورو فيدال وجاري ميديل وكلاوديو برافو، وهم جزء من الجيل الذهبي لتشيلي، استحقوا هذا اللقب الذي جاء بعد طول انتظار وبعد نحو قرن من تاريخ البطولة، التي ستحتفل العام المقبل بمئويتها، وذلك تحت قيادة المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي. كانت هذه النسخة التي استضافتها تشيلي، ربما تكون الفرصة الأخيرة لهذا الجيل للحصول على لقب كبير للتاريخ، وليبقى في أذهان جماهير كرة القدم التي لن تنسى هذه المجموعة الرائعة من اللاعبين. وفي نهائي البطولة أمام الأرجنتين تعين على نجوم تشيلي تخطي ركلات "المعاناة" الترجيحية التي قادتهم نحو النصر، وهي نفس الركلات التي أطاحت بهم العام الماضي من ثمن نهائي مونديال البرازيل أمام أصحاب الأرض بملعب مينيرو في بيلو هوريزونتي. وكان أليكسيس سانشيز مهاجم برشلونة السابق وأرسنال الحالي، الذي أهدر تسديدته لركلة جزاء أمام السيليساو، هو صاحب ركلة الفوز الحاسمة أمام الأرجنتين وفعلها هذه المرة على طريقة "بانينكا" لتتهادى في شباك الحارس سرخيو روميرو. كان التتويج بالبطولة قد أصبح هاجسا وطنيا للاعبين والإدارة الفنية وفي كل أنحاء تشيلي تقريبا، حيث عاش المجتمع التشيلي ملحمة وطنية حقيقية سواء في الشوارع أو في الملاعب لتشجيع "لاروخا". وحضرت الرئيسة التشيلية، ميشيل باشليه، مباريات منتخب بلادها الست من ملعب سانتياجو الوطني، وهنأت بنفسها اللاعبين في غرف خلع الملابس في أكثر من مناسبة على مدار البطولة، قبل أن تستقبلهم في قصر لامونيدا للاحتفال بإنجازهم بعد ساعات من انتهاء المباراة النهائية. وتعامل المنتخب بكل كفاءة وتصميم على نيل اللقب، ليرد بأفضل شكل على التفاؤل الذي ساد شوارع تشيلي. فقد أنهى المنتخب التشيلي مجموعته في الصدارة من فوزين على الإكوادور 2-0 وبوليفيا 5-0 وتعادل أمام المكسيك 3-3 ، وشهد فضيحة خروج اللاعب أرتورو فيدال من أحد الملاهي الليلية وقيادته السيارة مخمورا أثناء عودته للعاصمة سانتياجو ليتعرض لحادث سير يسفر عنه تحطم سيارته. وساعد ندم وبكاء فيدال وقرار المدرب سامباولي المفاجئ بعدم معاقبته في نسيان هذه الحادثة، لتنجح تشيلي في التفوق على أوروجواي التي كانت تدافع عن لقبها في 2011 بهدف لماوريسيو إيسلا. ورغم الفوز الضئيل إلا أن تشيلي كانت الأفضل في اللقاء الذي شهد واقعة أخرى مؤسفة لمدافع "لاروخا" جونزالو خارا الذي قام بفعل مشين تجاه مهاجم السيليستي، إدينسون كافاني، قبل أن يسقط على الأرض بطريقة مسرحية عندما رد عليه الأخير بضربة خفيفة ليتعرض كافاني للطرد. وفي نصف النهائي حققت تشيلي فوزا صعبا على بيرو بهدفين لواحد، في مباراة شهدت طرد للاعب بيرو، كارلوس زامبرانو (ق20) لتدخله العنيف مع تشارليز أرانجيز. تألق في البطولة من جانب تشيلي الحارس كلاوديو برافو، الذي واصل إضافة الألقاب لموسمه الرائع مع برشلونة الإسباني صاحب ثلاثية الليجا والكأس ودوري الأبطال الأوروبي، ليفوز برافو بجائزة أفضل حارس في البطولة. أيضا جاري ميديل لاعب إنتر ميلان الذي كان من أفضل مدافعي البطولة، إضافة لأرتورو فيدال لاعب يوفنتوس، الذي كان قائدا في خط الوسط، ومعهم تشارليز أرانجيز المحترف بالبرازيل. وفي الهجوم كان أليكسيس حاضرا رغم ابتعاده عن مستواه مع أرسنال، بينما تكفل إدواردو فارجاس لاعب كوينز بارك رينجرز بمسئولية تسجيل الأهداف (أربعة أهداف).