عانى فيسنتي ديل بوسكي مدرب منتخب إسبانيا منذ بداية فترة ولايته من امتلاكه قاعدة ضخمة من اللاعبين المتألقين محليا وأوروبيا كانت كفيلة بصناعة منتخبين أو ثلاثة قادرين على المنافسة في كبرى البطولات. وكان ديل بوسكي مضطرا لاستبعاد لاعبين بارزين في فرقهم بسبب تخمة النجوم في كل مركز بتشكيلته، أو الإبقاء على آخرين على مقاعد البدلاء ومنحهم دقائق قليلة للعب، لكن هذا لا يبرأه دائما من ظلم بعض اللاعبين الواعدين وتفضيله لأصحاب الثقة. لكن الإخفاق المونديالي الأخير على أرض البرازيل وفضيحة الخروج من الدور الأول ألزمت ديل بوسكي على إحداث ثورة داخل المنتخب، وساعده على ذلك اعتزال عدد من المخضرمين الموثوق بهم دائما مثل الثلاثي شابي الونسو وشابي هرنانديز وديفيد بيا. واستدعى المدرب العجوز العديد من اللاعبين الجدد والشباب في قائمته لمباراتي فرنسا الودية ومقدونيا الرسمية في مستهل مشواره بتصفيات يورو 2016، فخسر الأولى 0-1 في باريس، وفاز في الثانية باكتساح 5-1 في فالنسيا. وكان الاسم الأبرز الذي استدعاه ديل بوسكي، بخلاف منير الحدادي الذي شارك لنحو ربع ساعة أمام مقدونيا، هو مهاجم فريق فالنسيا الشاب باكو ألكاسير، الذي قدم أوراق اعتماده ليكون رقم 9 الأساسي في تشكيل الماتادور. ظهر اسم ألكاسير (كلمة إسبانية مشتقة من اللغة العربية وتعني القصر) على الساحة بقوة في الموسم الماضي، مستغلا رحيل روبرتو سولدادو الى توتنام الإنجليزي، كما سحب البساط من البرازيلي جوناس والبرتغالي هيلدر بوستيجا والكولومبي بابون وسجل حصيلة جيدة من الأهداف، ليصبح مهاجم "الخفافيش" الأول ويفتح الباب أمام رحيل منافسيه الثلاثة هذا الصيف. وبالفعل نجح باكو في تسجيل 8 أهداف بالليجا و7 في الدوري الأوروبي وهدف في كأس الملك خلال موسمه الأول مع فالنسيا (16 هدفا في 39 مباراة) منهم هاتريك أمام بازل السويسري منح به فريقه بطاقة التأهل لنصف نهائي الدوري الأوروبي.
استعد باكو للموسم جيدا بتسجيل هدف رائع خلال فترة الإعداد الصيفي من منتصف الملعب هز شباك مواطنه دييجو لوبيز حارس ميلان الإيطالي الجديد أظهر خلاله تحفزه للإبداع خلال الموسم الجديد. وكان ألكاسير أحد أبرز نجوم منتخب إسبانيا تحت 21 عاما وساهم في تتويجه ببطولة أوروبا عام 2011، مما دفع برشلونة لتقديم عرض له بثلاثة ملايين يورو تم رفضه من قبل فالنسيا، ليعيره الى خيتافي ثم يمنحه عقدا يمتد حتى 2016 بشرط جزائي قيمته 18 مليون يورو. رقم 9 كان مركز رأس الحربة أكثر من شهد عدم الاستقرار في عهد ديل بوسكي، فتناوب عليه أسماء عديدة مثل ديفيد بيا وفرناندو توريس والفارو نجريدو وفرناندو يورينتي وروبرتو سولدادو واخيرا دييجو كوستا، ولعب به أيضا بيدرو رودريجز وسيسك فابريجاس، لكن ألكاسير يتطلع لتثبيت قدميه بهذا المركز لسنوات طويلة قادمة. لعب باكو، ابن ال21 ربيعا، مباراته الدولية الأولى أمام فرنسا، دون أن يقدم منتخب لاروخا بأكمله مردودا جيدا، ثم راهن عليه ديل بوسكي للعب أساسيا أمام مقدونيا وأثبت نجاحه وسجل هدفه الدولي الأول في نفس المدينة التي ينتمي لها "فالنسيا"، واستبدل بإسكو في الدقيقة 56. وبوجود باكو بجوار دييجو كوستا، صار ديل بوسكي يملك تنوعا في الهجوم، بين لاعب مهاري سريع متعاون أكثر مع زملائه بالوسط، وبين آخر أكثر قوة بدنية وحسما في التسجيل ويجيد استلام الكرة تحت ضغط المدافعين. وأصبح باكو أمام تحديات كبيرة هذا الموسم لاستكمال بناء قاعدة نجوميته، حيث سيجد منافسة شرسة في هجوم فالنسيا مع الوافدين الجديدين نيجريدو ورودريجو، ليثبت جدارته بثقة ديل بوسكي الذي فضله على يورينتي وأدوريز أمام مقدونيا.