الخطة ستتغير، المايسترو لن يكون لوكا مودريتش بعد رحيل شابي ألونسو، وشخصية جيمس رودريجز ستختلف.. هذه جزء من أفكار كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد للثورة على البداية الرديئة للميرنجي في الليجا. تزامن الاحتفال بمرور 100 يوم على تتويج ريال مدريد الإسباني باللقب العاشر في بطولة دوري أبطال أوروبا مع تعرضه لخسارة مهينة امام ريال سوسييداد على ملعب أنويتا 2-4 في ثاني جولات الليجا، لتدق ناقوس الخطر داخل النادي الملكي، وتتعالى الأصوات بضرورة إحداث تغيرات. وأقر المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي وقائد الفريق إيكير كاسياس ونائبه سرخيو راموس وكذلك ألفارو أربيلوا بوجود خلل وبحتمية البحث عن حلول وتغييرات مبكرة في المنظومة بعد الانطلاقة السيئة للموسم. وباستثناء التتويج بالسوبر الأوروبي على حساب سيفيليا، خيب ريال مدريد آمال جماهيره بخسارة السوبر المحلي أمام الجار اللدود أتلتيكو، وبدأ الليجا بفوز باهت على كوردوبا، الصاعد حديثا للدرجة الأولى، أعقبه الخسارة المدوية برباعية ملعب أنويتا. وأصبح أنشيلوتي مجبرا على استعادة التوازن في الفريق بعد رحيل اثنين من أبرز أعمدته الأساسية في خط الوسط: أنخل دي ماريا وشابي ألونسو، وإدماج الصفقات الجديدة بقدامى اللاعبين، وخاصة الوافدين توني كروس وجيمس رودريجز. ويراهن أنشيلوتي بهدوئه ورزانته المعروفة على عامل الوقت لكي يصل فريقه الى "التوازن"، وهي كلمة طالما استخدمها في مؤتمراته الصحفية، ويقصد بها الهجوم بضراوة والدفاع باستماتة على نفس القدر دون خلل، مستعيدا كيف كان الأداء غير مرض في بداية الموسم الماضي، لكنه أنهاه على أروع ما يكون بالتتويج بدوري الأبطال العاشرة وكأس الملك. وذكرت صحيفة (ماركا) بعض أفكار أنشيلوتي التي يسعى لتطبيقها لإعادة هيبة الفريق، وتبديد حالة التشاؤم التي سادت بين جماهيره: - دور أكبر لإيارا وإسكو: تعويضا لرحيل شابي ودي ماريا، ولكاسيميرو ايضا، ومع اتضاح الحلقة المفقودة في الوسط بين مودريتش وكروس، فإن سامي خضيرا بات وجوده حتميا بجانبهما، لكن في ظل إصابته الحالية التي قد يغيب بسببها لشهر عن الملاعب، فإن الحل يتمثل في إعطاء الثقة للشاب أسيير إياراميندي، مع أن الاخير لم يقنع جمهور الميرينجي في الموسم الماضي رغم أنه حضر من سوسييداد بنحو 40 مليون يورو. كما يسعى أنشيلوتي لمنح الاستقرار لإسكو، أفضل لاعب صاعد في أوروبا قبل عامين، والذي أصبح تائها بين مراكز الوسط والهجوم مما أفقده الكثير من بريقه، وقد بات خيارا امام كارلو لتثبيته بخط الوسط مع مودريتش وكروس، على أمل أن يتطور أدائه مثلما حدث مع دي ماريا الموسم الماضي في الموازنة بين الأدوار الدفاعية والهجومية، وهو خيار مستقبلي جيد تحسبا لرحيل خضيرا الصيف المقبل بعد انتهاء عقده. وبات أنشيلوتي مضطرا لإفساح مجال أكبر امام إيارا وإسكو بعدما تغاضت إدارة فلورنتينو بيريز عن تحقيق مطلبه بالتعاقد مع البرازيلي راميريز أو التشيلي أرتورو فيدال، حيث اعتبر أي منهما عنصرا مثاليا في خطة 4-3-3. - خضيرا.. المايسترو الجديد يبحث المدرب الإيطالي أيضا عن نائب له داخل الملعب ليقوم بدور "المايسترو" في تنبيه زملائه وتوجيههم وشحنهم معنويا، وسربت (ماركا) محادثة لأنشيلوتي مع أحد أصدقائه قال خلالها أن شابي أهم للفريق من كريستيانو رونالدو، وذلك بسبب الجانب المعنوي الذي يضيفه لزملائه بخلاف قدراته الفنية. ولم يبالغ أنشيلوتي في وصف انتقال شابي لبايرن ميونخ الألماني ب"المفاجأة"، فقد ترك فراغا في مركز القائد الذي يثير حماس زملائه، وفي ظل اتسام سرخيو راموس وبيبي بالتهور، وطبيعة شخصية مودريتش الهادئة، فإن خضيرا، بطل العالم مع المانشافت، قد يلعب هذا الدور، مما يوحي بأن اللاعب التونسي الأصل سيكون رجل المهام الصعبة في الموسم الجديد. - تغيير الخطة: - يعتزم أنشيلوتي تغيير خطة اللعب من 4-3-3 الى 4-2-3-1 أو 4-4-2بحسب طبيعة المباراة، مع إلزام رودريجز بالمشاركة في الواجبات الدفاعية، والتي لم يقم بها على النحو الأمثل في مبارياته التي لعبها. - إعادة الهدوء لريال مدريد تصريحات نجم وهداف الفريق الأول البرتغالي كريستيانو رونالدو التي اعترض خلالها على ما قام به الرئيس بيريز بترحيل عناصر هامة بالفريق، أثارت التوتر، ورد عليه سرخيو راموس بضرورة احترام قرارات الإدارة والتركيز في اللعب فقط، هذا يتطلب تدخلا من أنشيلوتي لإزالة أي توتر، خاصة بعد حل مشكلة حراسة المرمى العويصة بمنح كاسياس مركزا أساسيا، والإبقاء على الوافد الجديد الكوستاريكي كيلور نافاس احتياطيا عقب رحيل دييجو لوبيز الى ميلان الإيطالي. كل تلك الأفكار تدور بذهن أنشيلوتي الذي يحضر حاليا فعاليات منتدى المدربين الأوروبيين بمدينة نيون السويسرية، ويأمل في إيجاد حلول فعالة قبل أن يتعرض لضربة جديد في دربي مدريد يوم 13 سبتمبر المقبل.