"لكن يا ريس نحن لم يسبق لنا التعامل فى هذا النوع من البيزنس , وأنا لا أفقه فيه شيئا تقريبا" .. بهذه الكلمات استقبل يوجين تينيبوم مدير أعمال الملياردير الروسى رومان أبراموفيتش الفكرة التى عرضها رئيسه عليه بشراء نادى تشيلسى الانجليزى فى صيف عام 2003. والمثير ان تينيبوم كان محقا فى كلماته وقتها , حيث لم يسبق لأبراموفيتش امبراطور البترول الروسى وثانى أغنى رجال العالم تحت اربعين عاما ان استثمر أن من أجزاء ثروته البالغة 5,7 مليار دولار أمريكي فى مجال كرة القدم , وعلى الرغم من ذلك فقد شهد نادى تشيلسى خلال عام واحد تغييرات لم يشهدها أي ناد فى العالم من قبل. ولا يوجد ما يدل على ثورة التغيير التى قادها ابراموفيتش فى تشيلسى سوى شرائه ل 18 لاعبا خلال عام ميلادى واحد بلغت تكلفتهم351 مليون دولار , وهو ما جعل النادى اللندنى شريكا فى ثمان من اغلى عشر صفقات تم اجراؤها بواسطة الاندية الانجليزية خلال مدة لا تتجاوز 12 شهرا. ولأن ابراموفيتش يستطيع ان يشترى اللاعبين تماما كما تفعل انت عندما تنتقى نوع الجبن المفضل لك فى السوبر ماركت , خرجت الصحف الاوروبية بعد يومين من شراء النادى لتربط بين "تشيلسكى" - إمعانا فى التأكيد على هويته الروسية - وكل من نستا وكلويفرت وكيويل وداف وجوتى وهنرى وماكاليلى وكريستيان كيفو ودانى ميلز وتشيفشينكو وريفالدو ورونالدينيو وسالاس وديفيدز وفييرا وجو كول. وقال تينيبوم : "توقعنا أن تدوم هذه الضجة لأربعة ايام على الاكثر"! لكن يبدو ان كلمة ضجة لم تكن دقيقة حيث لم يعد هناك ناد فى اوروبا يستطيع الحفاظ على نجومه او ابعادهم عن تشيلسى مثلما حدث مع ماكاليلى الذى رفض ريال مدريد رفع اجره فانتقل الى لندن ومع روبن عندما تباطأ مانشستر يونايتد فى ضمه فخطفه بيتر كينيون. اما اطرف تعليق على هذا الهوس فجاء من طرف جيان فرانكو زولا المع نجوم تشيلسى عبر تاريخه والذى قرر الانتقال الى نادى كاليارى الايطالى قبل شراء ابراموفيتش لتشيلسى بأيام , وعندما طالبه مسئولو الفريق بالعودة الى لندن كان رده : "لقد أعطيت كلمتى الى مسئولى كاليارى , ولكن اذا كان ابراموفيتش بين ممتلكاته فليشترى كاليارى كله , إن سعره لا يتجاوز 20 مليون دولار"! والغريب ان ذلك العدد الهائل من اللاعبين لم ينجح فى ايجاد تأثير كبير على اداء الفريق كما فعل لاعبى تشيلسى القدامى مثل جون تيرى وفرانك لامبارد وجيمى فلويد هاسلبانك وايدور جودنسون حيث كانوا اصحاب الفضل فى قيادة الفريق للمركز الثانى فى الدورى الانجليزى والدور قبل النهائى لدورى ابطال اوروبا.
دروجبا بل واثبت اللاعبين الذين اعارهم تشيلسى الى منافسيه انهم كانوا الافضل ممن اشتراهم مثل ميكائيل فورسل رابع هدافى الدورى مع برمنجهام وبودوين زندين الفائز مع ميدلسبره بكأس رابطة المحترفين وكارلتون كول مهاجم تشارلتون. ولم يكن اللاعبون وحدهم هم المستهدفون بواسطة ابراموفيتش بل كانت اقصى ضرباته ايلاما لمانشستر يونايتد حينما تعاقد مع بيتر كينيون المدير التنفيذى للشياطين الحمر , وعلق تينيبوم على هذه الصفقة قائلا : "الاندية الاخرى كانت تعاملنا كما لو كنا بنكا متحركا وكان من اللازم ان نستعين بشخص ذو خبرة فى مجال البيع والشراء". وفى منتصف الموسم جاء الدور على كيفن بيتس الرئيس السابق للنادى الذى استقال من منصبه الشرفى اعتراضا على سياسات كينيون , ومن سخرية القدر ان بيتس نفسه اشترى الفريق منذ عشرين عاما ليصنع منه طرفا منافسا على البطولات فى فترة التسعينيات ثم كان المسئول عن بيع النادى لابراموفيتش بعد عشاء عمل فى فندق دوركستر فى لندن لتسديد ديون الفريق. ثم جاءت الاطاحة فى نهاية الموسم بكلاوديو رانييرى المدير الفنى للفريق والذى كان اول المغادرين فى الواقع حيث سعى ابراموفيتش لمفاوضة زفين اريكسون مدرب انجلترا منذ بداية الموسم وهو ما وضع المنتخب الانجليزى على صفيح ساخن قبل انطلاق كأس الامم الاوروبية الاخيرة , ثم اتجه الاختيار الى البرتغالى خوزيه مورينو الفائز بدورى ابطال اوروبا مع بورتو ليكون الوريث المثالى لهذه التركة المثقلة بالنجوم. وعلى مستوى انجلترا , اتسعت دائرة المنافسة على الدورى الانجليزى لتشمل تشيلسى الى جوار مانشستر يونايتد وارسنال بعدما كان تشيلسى عاجزا عن المنافسة الجادة منذ عام 1952 , لكن فى المقابل زاد فارق النقاط بين ثلاثى المقدمة وباقى فرق المسابقة الى 15 نقطة وهو رقم لم يتكرر منذ سنوات عديدة. ويكفى ان تشيلسى جرد منافسيه من اقوى اسلحتهم حيث بدا التأثير الواضح لغياب داميان داف عن بلاكبرن وسكوت باركر عن تشارلتون وكل من جو كول وجلين جونسون عن وستهام وواين بريدج عن تشيلسى وفيرون من مانشستر يونايتد وكان مصير اغلبهم الجلوس على دكة الاحتياطى.