26 يناير 2013 .. يوم لن ينسى لمجموعة "أولتراس أهلاوي" بعد الحكم بإحالة أوراق 21 متهما في مذبحة بورسعيد إلى فضيلة المفتي، وأيضا لبورسعيد التي استقبلت الحكم بشكل مختلف. شاهد ايضا * إكرامي: القصاص أصبح إنجازا .. وكنت منتظر الحكم بشكل شخصي * ارتفاع ضحايا اشتباكات اليوم ببورسعيد إلى 3 قتلى و436 مصابا * الأهلي: لن نحتفل بحكم الإعدام * السيد حمدي: دماء بورسعيد حرمتني من الفرحة بالقصاص * المحالون للمفتي في مذبحة بورسعيد .. 5 هاربين ومثلهم مخلى سبي... فاقتحام جماهير المصري لمدرجات جماهير الأهلي بعد مباراة الأول من فبراير 2012 مع اتهامات بتواطوء أجهزة الأمن في القيام بعملها وحماية الجماهير، أسفر عن حمام دم شهده استاد بورسعيد. وجاء الحكم السبت بإعدام 21 من أصل 61 متهم من جماهير المصري، في انتظار الحكم على تسعة من رجال وزارة الداخلية وثلاثة من مسؤولي النادي المصري يوم التاسع من مارس المقبل الذي سيشهد النطق بالحكم النهائي لجميع المتهمين. ولكن كانت مدينة بورسعيد على موعد مع حمام دم جديد بسبب اشتباكات اختلفت أطرافها، مع اقتراب الذكرى الأولى للمذبحة. ويستعرض FilGoal.com أحداث ثلاثة أيام دامية عاشتها بورسعيد .. البداية كانت من أمام سجن بورسعيد، حيث اعتصم الأهالي هناك بصحبة أفراد من مجموعة "أولتراس جرين إيجلز" منذ ليلة الجمعة بعدما أثيرت أنباء مغلوطة عن وجود نية لترحيل المتهمين لحضور جلسة النطق بالحكم في أكاديمية الشرطة. رفض الأهالي والمجموعة المنتمية للنادي المصري البورسعيدي لترحيل المتهمين خشية تعرضهم للإيذاء في حالة صدور حكم لا يشفي غليل مجموعة "أولتراس أهلاوي" وأهالي الشهداء دفعهم للمبيت أمام السجن في انتظار جلسة صباح السبت. ولم يشهد الاعتصام أي اشتباكات بين الأهالي والشرطة، أو أي تجاوزات تنذر بأحداث عنف دامية ستشهدها المدينة. يوم السبت العاشرة صباحا .. قضت المحكمة بإحالة أوراق 21 متهما من أصل 73 في مذبحة بورسعيد إلى فضيلة المفتي، وحددت جلسة التاسع من مارس للنطق بالحكم على باقي المتهمين. وفي الوقت الذي انشغل فيه الجميع باحتفالات أولتراس أهلاوي بأول خطوات القصاص، أذاع التليفزيون المصري نبأ محاولة اقتحام سجن بورسعيد من جانب أهالي المتهمين الذين رفضوا الحكم. وكانت وزارة الداخلية أول من أعلنت عن سقوط ضحايا، بعدما كشف أسامة إسماعيل مدير العلاقات العامة بوزارة الداخلية عن استشهاد الضابط أحمد البلكي وأمين شرطة بالرصاص الحي أمام السجن. قبل أن تبدأ الاشتباكات الدامية بين الشرطة والأهالي وتبدأ مستشفيات بورسعيد في استقبال حالات إصابة بالرصاص الحي والخرطوش. وفي الوقت الذي كانت فيه وزارة الداخلية تؤكد أن مثيري الشغب من المعتصمين هم من أطلقوا الرصاص بشكل عشوائي، كان الطرف الآخر يتهم الشرطة بعدم ضبط النفس والبدء باستخدام العنف. وأعلنت مستشفيات بورسعيد حالة الاستنفار بعد استقبال عدد كبير من الإصابات، وطلبت الدعم من المدن المجاورة لضعف التجهيزات الطبية. وامتدت الاشتباكات لتخرج من محيط السجن وتصل إلى أغلب مناطق بورسعيد، وهو ما تسبب في انفصال المدينة بعد غلق المداخل والمخارج وتوقف حركة معديات قناة السويس بين بورسعيد وبورفؤاد. ومع توارد الأنباء عن زيادة عدد ضحايا الاشتباكات بين الشرطة والأهالي، امتد الغضب لتُحاصر أقسام شرطة بورسعيد لتصبح الشوارع خالية من أي تواجد أمني، لتظهر عمليات النهب والسرقة التي امتدت لكليات جامعة بورسعيد وبعض المحال التجارية الشهيرة. وفي ساعات استعادت المدينة مشهد الإنفلات الأمني الذي ظهر في ثورة 25 يناير، ليقتحم مجهولون ميناء بورسعيد ويطلقون النيران بشكل عشوائي على السفن المارة. وذكر مراسل قناة العربية أن سفينة يوناينة قررت مغادرة ميناء بورسعيد بعدما أصيبت بطلقات نارية. فشل الشرطة في استعادة دورها في حماية الشارع، دفع لتحرك الوحدات التابعة للجيش الثاني الميداني إلى محافظة بورسعيد بهدف تأمين المنشأت الهامة مع الظهيرة. ونجحت قوات الجيش في فرض سيطرتها على المنشآت الحيوية، وتأمين مبنى المحافظة ومبنى هيئة قناة السويس ومحكمة بورسعيد. مع تدخل الجيش، استعادت المدينة هدوءها مع الساعات المتأخرة من يوم السبت، ولكن ظلت الشوارع خاوية من المارة. وأعلنت وزارة الصحة أن عدد المتوفين في الاشتباكات مع نهاية اليوم وصل إلى 32 شخصا، بالإضافة إلى إصابة 322 آخرين. ومن بين الضحايا تامر الفحلة حارس مرمى فريق المصري السابق الحاصل مع الفريق على كأس مصر 1998، وكذلك محمد الضظوي لاعب المريخ البورسعيدي. وكشف تقرير مشرحة بورسعيد لجثث القتلى عن أن أسباب الوفاة تنوعت بين الإصابة بطلقات نارية في الرأس والبطن. فيما قرر محافظ بورسعيد منح العاملين بالقطاع الحكومي إجازة رسمية يوم الأحد، باستثناء العاملين في مديريتي الصحة والتموين. وفرض الجيش سيطرته تماما على المدينة مع أخر ساعات من ليلة السبت، وقامت طائرات الهليكوبتر بالتحليق في سماء المدينة بصورة مستمرة. وبدأت إدارة سجن بورسعيد في التفكير في نقل المتهمين إلى محافظة أخرى، من أجل استعادة السيطرة على الأوضاع في المدينة الساحلية الصغيرة. جنازة دامية عادت الحياة يوم الأحد إلى طبيعتها بشكل عادي، واتجه الآلاف من سكان المدينة إلى مسجد مريم الذي سيشهد تشييع جثامين ضحايا أحداث عنف السبت. وفي الوقت الذي ظن فيه الجميع أن الأمور ستعود لطبيعتها بعد دفن جثث الضحايا، تعرضت الجنازة لإطلاق نار عشوائي من ملثمين دون سابق إنذار. واضطرت الشرطة لإطلاق قنابل الغاز لتفريق الجموع، وهو ما أسفر عن سقوط إصابات جديدة. وفي لحظات، استعادت الفوضى مكانها في شارع 23 يوليو الذي يعد من أهم شوارع بورسعيد، ووصلت سيارات الإسعاف لنقل المصابين. ودون الوصول لهوية مطلقي الرصاص على المشيعين، اقتحمت أعداد كبيرة فندق الشرطة الذي أطلقت منه قوات الأمن قنابلها المسيلة للدموع وأحرقوه. قبل أن تعود الاشتباكات إلى أنحاء المدينة من جديد وبصورة أكثر فوضوية من يوم السبت. ونجحت أعداد أخرى في اقتحام نادي وعمارات القوات المسلحة وإحراقه بالكامل. وانتشرت أنباء عن نية عدد من أهالي المتهمين تهريبهم من سجن بورسعيد، واتجاه أربعة أوناش إلى محيط السجن لاقتحامه. فيما اتجهت مجموعات مسلحة إلى قسم شرطة العرب، الذي شهد تبادل لإطلاق النار بين قوات الشرطة والبلطحية. ومن بين مؤيد ومعارض لقرار رئاسة الجمهورية بإعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال من التاسعة مساء حتى السادسة صباحا لمدة شهر، قضت بورسعيد ليلتها الثانية بعد النطق بالحكم. وأعلنت وزارة الصحة عن وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة 436 آخرين في أحداث اليوم الثاني. ووسط هدوء حذر، شيعت المدينة ضحايا اليوم الثاني بسلام.