«أقسم بالله العظيم أن أقول الصدق والله على ما أقوله شهيد» القسم يتلوه الشاهد أمام المحكمة، يعلم أن شهادته لوجه الله تعالى، لا يتقاضى عنها سوى ثواب إبعاد نفسه عن شبهات «الساكت عن الحق شيطان أخرس».. الثورة التى غيرت مزاج المصريين غيرت معها عاداتهم أيضاً، أصبحوا أكثر ميلاً للحق، يبحثون عنه حتى وإن لم يمارسوه، لذا لم يكن غريباً أن يذهب كل منهم للإدلاء بصوته فى الاستفتاء على الدستور حاملاً أدواته، وهى هنا كل ما يوثق به تجربته «إن مر التصويت بسلام»، وشهادته «إن شاب التصويت تزوير أو مخالفات».. الأدوات هنا لم تزد عن «كاميرا موبايل» يسجل من خلالها المواطن شهادته عن الاستفتاء الذى قاطعه إشراف القضاة. تغطية «الوطن» للاستفتاء جعلتها شاهدة هى أيضاً على وقائع تزوير ومخالفات، نُشر بعضها فى حينه، ويُنشر الباقى فى هذا الملف كشهادات من مواطنين تعرضوا بأنفسهم أو تعرض ذووهم لمخالفات انتخابية من شأنها إبطال أصواتهم أو تغيير إرادتهم، مما جاء فى مجمله لصالح التصويت ب«موافق»، التى توافق هوى تيار الإسلام السياسى وجماعة الإخوان المسلمين وحزبها «الحرية والعدالة» الذى كثف من حشده لها أمام اللجان، وهو ما سجله عدد كبير من المواطنين فى شهاداتهم عن مخالفات الاستفتاء. يروى هؤلاء شهاداتهم عن المرحلة الأولى، وهم يعلمون، ونحن أيضاً، أن ما قيل هو قطرة فى بحر ما حدث بالفعل، يروونها وهم يعلمون، ونحن أيضاً، أن المرحلة الثانية ستكون أشد عنفاً وقسوة فى تزويرها ومخالفاتها، باعتبارها «مرحلة مصيرية» بالنسبة لواضعى الدستور المروجين له، لكنهم يروون الشهادات على أمل أن تغير فى وعى المواطنين شيئاً، وأن يكونوا على استعداد لمواجهة هذه المخالفات إن تعرضوا لها فى المرحلة الثانية.. وسيتعرضون. أخبار متعلقة: شهادات حية من داخل «لجان التزوير» بالمرحلة الأولى للاستفتاء «ياسمين» جاء من «الدويقة» للتصويت فى «الدرب الأحمر» فقال لها القاضى: «يا حاجة أنتى خدتي ورقتك» «فياض»: كشفت للقاضي مخالفات «الملتحين» الذين يساعدونه فقال لي: «أنت ناخب وخلاص» الأسطى «ماهر»: «حد بصم وصوّت مكانى.. ورقم البطاقة متغير» «عماد» المسيحى انتصر على خوفه من السلفيين.. ولكن طابور اللجنة «لم يتحرك» «الزناتى»: القاضى كان يشرف على «التصويت الجماعى» يوم في حياة «مراقب».. شاهد على التجاوزات «ثروت».. «بطاقات غير مختومة.. وبلطجية عطلوا لجنة رافضة للدستور» «عاطف»: حاولت الذهاب للتصويت ب«لا» مرتين.. «والدولة منعتنى» فى مدرسة «باب البحر» أخذوا بطاقة خالد وقالوا له: «اتفضل.. إنت كده عملت اللى عليك» «مجدى»: «شائعة» مد التصويت لليوم الثانى منعت المئات من التصويت «عادل»: القاضى استعان ب«الأهالى» بعد غياب الموظفين «خلف»: الإخوان كانوا داخل اللجان.. وضللوا الأقباط لمنعهم من التصويت