اشتعلت المعركة الدائرة بين المؤيدين لمشروع الدستور من قوى التيار الإسلامى، والمعارضين له من جبهة الإنقاذ الوطنى بالبحيرة، مع قرب الاستفتاء على مسودة الدستور السبت المقبل، حيث يكثف كل طرف من تحركاته وأنشطته لحشد المواطنين لصالحه، أملا فى كسب معركة السبت المقبل. نظمت جبهة الإنقاذ الوطنى التى تضم أحزاب التجمع، والتحالف الشعبى الاشتراكى، والجبهة الديمقراطية، والوفد، والمصريين الأحرار، والمصرى الديمقراطى الاجتماعى، والدستور، والتيار الشعبى المصرى، والناصرى، والكرامة، وحركات 6 أبريل، وكفاية، وشباب من أجل التغيير، مساء أمس، مسيرة جابت شوارع وميادين مدينة دمنهور انتهت بوقفة احتجاجية بميدان الساعة، للتأكيد على رفض الدستور وأعمال التزوير التى شابت المرحلة الأولى من الاستفتاء، رافعين اللافتات المعبرة عن موقفهم "لا للدستور"، و"لا لدستور المرشد"، و"دستور الإخوان باطل"، و"يا دمنهور ثوري ثوري .. الدستور مش دستوري". قال الدكتور زهدى الشامى أمين حزب التحالف الشعبى الاشتراكى بالبحيرة، إن الاستفتاء على مشروع الدستور "توفي إكلينيكيا، وعلى ضوء ذلك، بات من الواجب على جبهة الإنقاذ الوطنى أن تعلن هذه الوفاة للشعب بدلا من التستر على موت المريض". وأشار إلى أن "النظام الحاكم فى مصر لا يفرض فقط استفتاء بالإكراه، ويجريه فى أجواء الإرهاب، بل أيضا فى ظل تفكيكه للدولة المصرية التى نشأت تاريخيا قبل كل الدول الأخرى منذ خمسة آلاف سنة". وقال أمين التحالف الشعبي ل"الوطن"، إن التزوير الفاضح "سبقته العشوائية التى لا سابق لها، والفوضى والعشوائية ستتزايد فى المرحلة الثانية بعد انسحاب القلة من القضاة الذين كانوا قد وافقوا بشروط على الإشراف على الاستفتاء، بعد أن تأكدوا من عدم وفاء النظام بتعهداته كالعادة. قال محمود دوير أمين تنظيم حزب التجمع، أن جبهة الإنقاذ الوطنى ستتابع وتراقب جيدا عملية الاستفتاء فى المرحلة الثانية بجميع لجان المحافظة، "لرصد أية أعمال من شأنها تؤثر على سلامة الاستفتاء، مثلما حدث فى المرحلة الأولى"، مشيرا إلى "استمرار الجبهة فى تكثيف فعاليات توعية المواطنين بالتصويت ب" لا " على الدستور، من خلال توزيع المنشورات والبيانات التى تؤكد خطورة مشروع الدستور الجديد. وأشار محمود دوير إلى أن إجراء الاستفتاء على مرحلتين "أمر غير بريء، فقد وضعوا معظم المحافظات التى أعلنت رفضها لمرسى فى انتخابات الرئاسة، فى المرحلة الأولى، ثم جاءت معظم المحافظات التى أيدته فى المرحلة الثانية"، مضيفا أن هذا التقسيم سيتأكد عدم صحته، فقد جرت فى النهر مياه كثيرة منذ انتخابات الرئاسة، وسوف تقول محافظات الجولة الثانية "لا" للدستور". وفى إطار حملة "دستوركم لا يمثلنا" التى أطلقتها حركة شباب 6 أبريل بالبحيرة "جبهة أحمد ماهر"، المضادة لحملة الترويج التي دشنها التيار الاسلامي، لحشد الشارع من أجل التصويت ب"نعم" على الدستور مستخدمين شعارات دينية، تداعب مشاعر الجماهير باسم الحفاظ على الشريعة والاستقرار على حد وصفهم، قامت الحركة أمس بتوزيع 20 ألف نسخة من البيان رقم 2 للحملة بمراكز دمنهور وحوش عيسى وأبو المطامير وكوم حمادة وأبو حمص وكفر الدوار وإدكو والرحمانية والدلنجات. قال إسلام عادل المتحدث الإعلامى باسم الحركة، إننا نهدف من البيان الوصول لأكبر حشد رافض لهذا الدستور، وتكوين رأي عام واع للحيلولة دون تمريره نظرا لاستشعار الحركة مدى خطورة هذا الدستور على مطالب الثورة، وعلى رأسها التعددية وتداول السلطة والعدالة الاجتماعية الغائبة في هذا الدستور"، مشيرا إلى أن "أعضاء الحركة قاموا على مستوى المحافظة برسم عدد من الجرافيتى على الحوائط ووضع بعض الملصقات على الجدران والأعمدة، والتى دعت فيها الحركة أبناء المحافظة بالذهاب الى الاستفتاء والتصويت ب"لا " . وناشد عادل جموع المصريين للاصطفاف ضد تمرير هذا الدستور، والتصويت بالرفض لدستور الذي لا يمثلنا، مؤكدا أن الحركة فى البحيرة مستمرة فى فاعليتها حتى صباح يوم الاستفتاء وأنها لن تقبل أى تزييف فى ارادة الناخبين بحجة الاستقرار أو الدفاع عن الشريعة وأن التزام الحركة فى المقام الأول هو للوطن وحرصنا على دستور حقيقى يمثل جميع طوائف الشعب المصرى. فى المقابل تواصل جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة والدعوة السلفية وحزب النور ، تكثيف تحركاتهم لحشد المواطنين للتصويت ب"نعم" على مسودة الدستور، فى حوش عيسى نظمت الدعوة السلفية مسيرة جابت شوارع المدينة ، لتأييد الدستور ودعوة المواطنين للمشاركة قى الاستفتاء السبت المقبل والتصويت ب"نعم"، حاملين لافتات وأعلام مصر ، كما قامت أمانة الشباب بحزب الحرية والعدالة بحوش عيسى، بجولة بسوق الخضار بالمركز ، لتعريف المواطنين بالدستور وشرح مواده ودعوة تجار ورواد السوق للمشاركة فى الاستفتاء والتصويت ب"نعم". ونظمت الوحدة الحزبية لحزب الحرية والعدالة بأبو الريش بدمنهور، عرض "داتا شو" المعروف بسينما الشارع ، بقرية "دمتيوه " الكائن بها قبر الحاخام اليهودى "أبو حصيرة"، كما نفذت حملة طرق الأبواب لتوعية أهالى القرية بالدستور الجديد وأهميته . وبدأت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، إقامة عدد من مقرات "اعرف لجنتك" خاصة بالقرى ،لمساعدة الأهالى فى تحديد لجانهم التى يدلون فيها بأصواتهم خلال الاستفتاء ، إضافة إلى الرد على ما يثار حول الدستور .