أكد الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أن إعادة بناء الدول العربية بعد الثورات والأحداث التي مرت بها مؤخراً، يحتاج لجهد مكثف من كل أبناء الأمة العربية في الداخل والخارج، مشيراً إلى أن الوطن العربي لديه ذخيرة كبيرة من الكفاءات المهاجرة تصل إلى ثلث هجرة الكفاءات من البلاد النامية، ومشدداً على حرص الجامعة العربية على إنشاء روابط وصلات قوية بينهم وبين أوطانهم في العالم العربي. وأوضح «العربي»، خلال كلمته الافتتاحية لمؤتمر العلماء العرب المغتربين، الذي انعقد اليوم بالقاهرة تحت عنوان "عندما تتكامل العقول العربية"، أنه من المفترض أن تُعرض المشروعات التي سيخرج بها المؤتمر على القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية الثالثة، والتي ستعقد بمدينة الرياض في يناير المقبل، إلا أنه نظراً لضيق الوقت بين الفعاليتين، ستسعى الجامعة العربية لعرضها على القمة العادية في دورتها القادمة في مارس. وتابع العربي، خلال كلمته في المؤتمر الذي يتزامن موعد انعقاده مع احتفالات الجامعة العربية بيوم المغترب العربي، أن أبناء الأمة العربية المقيمين في الخارج من العلماء يعكسون صورة إيجابية عن العرب أمام المجتمعات التي يعيشون فيها. واعتبر العربي أن هجرة العقول والكفاءات العلمية والفنية خلقت تفاعلاً خلاقاً بين الحضارات منذ القدم، فهذا النوع من الهجرة له جانب سلبي يتمثل في هجرة العقول التي يمكن أن تؤثر على التقدم العلمي في الدول النامية. وأشار العربي إلى أن منظمة العمل العربية أعلنت أن أكثر من 450 ألفاً من حَمَلة الشهادات العليا الحيوية للاقتصاد استقروا في السنوات العشر الماضية في الولاياتالمتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول مثل أستراليا. وقد نُشرت مؤخراً إحصائية تقول إن 34 بالمائة من الأطباء الاختصاصيين في بريطانيا ينتمون إلى الجاليات العربية. كما يؤكد جهاز الإحصاء المركزي في مصر أن هناك 600 عالماً مصرياً من التخصصات النادرة موجودين في الغرب، وأن عدد العقول المهاجرة من مصر وحدها وصل إلى 854 ألف عالم وخبير، أما من جميع البلدان العربية فالأعداد تتجاوز الأربعة مليون من خيرة الكفاءات العلمية. ودعا العربي إلى ضرورة الاهتمام بتطوير التعليم العالي من خلال انتهاج استراتيجيات للتعليم قائمة على الجودة في مخرجاتها من خلال إكساب الطلاب المهارات المعرفية والعلمية وتزويدهم بما يحتاجوا إليه خلال المرحلة التعليمية ليساهموا في نهضة الأمة. واختتم العربي كلمته قائلا: «ونحن نعول على الكفاءات المقيمة فى الخارج بصفة خاصة للمساعدة في البناء في المرحلة القادمة والمساهمة في عبور هذه الفترة الصعبة واتخاذ الخطوات الأولى في طريق النهضة والتنمية الشاملة».