ترصد «الوطن» حرب الساعات الأخيرة بين المؤيدين والمعارضين لمسودة الدستور الجديد، الذى يبدأ الاستفتاء عليه صباح اليوم «السبت» ب10 محافظات فيما يُستكمل بباقى المحافظات السبت 22 ديسمبر، حيث اشتدت المنافسة ويحاول كل فريق حشد الجماهير للتصويت بما يتناسب مع وجهة نظره، بالإضافة إلى رصد استعدادات القوات المسلحة والشرطة لتأمين مقار الاستفتاء بالمحافظات. تصدرت القرى فى كفرالشيخ مشهد المعارضين للاستفتاء على الدستور وقرارات الرئيس، حيث خرجت مظاهرات بقرى الزعفران بالحامول، والشيخ مبارك ببلطيم، والجرايدة ببيلا، والعجوزين بدسوق، وإصلاح شالما بسيدى سالم، والحصفة بالرياض، وميت الديبة بقلين عقب صلاة الجمعة من أمام المساجد، مرددين الهتافات المنددة بالدستور والاستفتاء، ورافضين لمشروع الدستور وقرارات الدكتور مرسى. وقال عبدالله مصباح، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، إن مقر الوحدة الحزبية بحى ميت علون بمدينة كفرالشيخ تعرض فجر أمس، لمحاولة حرقه، عن طريق سكب البنزين من مجهولين، أسفل الباب الخارجى للمقر، ولكن أهالى العمارة والمنطقة تغلبوا على الحريق وقاموا بمنع امتداده لداخل المقر، ولم يسفر عن خسائر بالأرواح أو الممتلكات. وأصدر حزب مصر القومى بياناً بشأن الموقف من المشاركة فى الاستفتاء على الدستور، جاء فيه «ما زلنا حتى هذه اللحظة نعتبر مسودة الدستور التى بدأ استفتاء الشعب المصرى عليها معيبة وبها الكثير من المواد التمييزية والانتقامية والمقيدة للحقوق والحريات والغافلة للعدالة الاجتماعية ولحقوق المرأة والطفل». وصعدت الجبهة الوطنية للإنقاذ بالبحيرة من أنشطتها المنددة والرافضة لمشروع الدستور المطروح للاستفتاء، فى محاولات مكثفة لتوعية المواطنين بخطورة الدستور الجديد، وأهمية التصويت ب«لا» من أجل مستقبل أفضل لمصر والمصريين، مؤكدة أن الدستور الجديد يعبر فقط عن فصيل سياسى واحد، ولا يعبر عن جميع المصريين. ونظمت حركة شباب 6 أبريل جبهة أحمد ماهر بالمنوفية حملة بعنوان «دستوركم لا يمثلنا» وقام أعضاء الحركة بطبع وتوزيع ألفى منشور على طلاب جامعة المنوفية، وذلك داخل مجمع الكليات النظرى بشبين الكوم، لحثهم على التصويت ب«لا» فى الاستفتاء. ونظم عدد من القوى الثورية والائتلافات الشبابية فى قرى المنوفية بعد صلاة الجمعة وقفة للاحتجاج على الاستفتاء على الدستور، وقتل الشهداء فى «الاتحادية»، وذلك للمشاركة فى جمعة «حق الشهيد». وامتلأ سور محطة السكة الحديد بدمنهور بعبارات «إخوان كاذبون»، و«محمد مرسى هو مبارك»، و«يسقط يسقط حكم المرشد»، و«لا للاستفتاء»، و«الإخوان يتاجرون بالدين». فيما أصدر مواطنون من المناطق الحدودية المصرية مع الكيان الصهيونى بشمال سيناء بياناً لإعلان رفضهم المشاركة فى الاستفتاء على الدستور ومقاطعته، لعدم مشاركتهم فى كتابة الدستور، فضلاً عن رفضهم سيل الدماء من أجل دستور غير متوافق عليه من قِبل الشعب ويعمل على تفريق وحدة المصريين. وشهدت محافظة القليوبية حالة من الهدوء النسبى فى مليونية رفض الدستور أمس، حيث زحف عدد من القوى الثورية وممثلى الأحزاب السياسية إلى ميدان التحرير بالقاهرة للمشاركة فى المليونية والمسيرات هناك، وكذا مسيرات لقصر الاتحادية، ضمت الوفود شباب القوى والأحزاب السياسية والحركات المختلفة. ومن ناحية أخرى، نشرت مديرية أمن القليوبية مجموعات من الدوريات الأمنية الثابتة والمتحركة حول مقرات الإخوان وحزب الحرية والعدالة على مستوى المحافظة لتأمينها، تحسباً لأى اعتداءات قد تقع عليها من شباب الحركات الثورية. وبدأت أمس القوى السياسية المدنية بالإسكندرية حملات التوعية بخطورة الدستور الجديد عبر تنظيم جولات فى أماكن مختلفة بالمدينة وتوزيع بيانات لتعريف المواطنين بأسباب رفضهم للدستور تشتمل على أهم المواد المختلف عليها بمسودة الدستور. وقدم عدد من شباب حزبى الدستور ومصر القوية بلاغاً ضد عدد من قيادات الإخوان بالشرقية منهم عضو مجلس شورى يفيد بأنه أثناء تنظيم شباب حزب الدستور ومصر القوية وقفة سلمية بميدان المحطة بمدينة أبوكبير للدعوة للتصويت ب«لا» على مشروع الدستور تصادف ذلك مع مرور مسيرة للإخوان المسلمين بقيادة عبدالله أمرالله عضو مجلس الشورى عن «الحرية والعدالة» وتعدوا عليهم بالسب والقذف والاعتداء بالأيدى. وخرج العشرات من أعضاء جبهة الإنقاذ الوطنى وائتلاف شباب الثورة، وكذلك مواطنو مدينة نجع حمادى فى مسيرة عقب صلاة الجمعة، استقرت بميدان النهضة بالقرب من كورنيش النيل، مطالبين الناس بالنزول والإدلاء بأصواتهم بالتصويت ب«لا» على مشروع الدستور. وعلى صعيد الموافقة والترويج للتصويت ب«نعم»، وقامت قوى التيار الإسلامى بالبحيرة بتوزيع منشور على المواطنين عقب صلاة الجمعة، بعنوان «لماذا نقول نعم للدستور؟»، دون أن يحمل المنشور الفصيل السياسى الذى أصدره. فيما أصدر حزب الحرية والعدالة بالإسماعيلية الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بياناً ظهر أمس، تم توزيعه على الأهالى بالمواقف والمقاهى، وتم نشره على موقعهم الإلكترونى، وكذلك صفحات التواصل الاجتماعى. وعلقت جماعة الإخوان المسلمين قبل يوم واحد من التصويت فى الاستفتاء على الدستور اللافتات فى الشوارع القريبة من لجان الاستفتاء التى تحث المواطنين على التصويت على الدستور ب«نعم»، خاصة فى مركزى صدفا وأبنوب، حيث يوجد أكبر حشد من المواطنين البسطاء، وقام بعض أعضاء الجماعة المكلفين بحراسة اللافتات خشية تمزيقها. بعد أن هدأت حدة الخلافات بين المؤيدين والمعارضين للاستفتاء الدستورى ببورسعيد وإصابة حوالى 113 من المعارضين بعد هجوم بالأسلحة النارية من قِبل إسلاميين عليهم أثناء تظاهرهم أمام حزب الحرية والعدالة بدأت تنتشر لافتات ووقفات مؤيدة للدستور وتدعو المواطنين إلى التأييد حرصاً على الاستقرار وتنفيذ شرع الله. وتجول أعضاء حزب الحرية والعدالة جميع مراكز محافظة قنا مساء أمس الأول وكانت هناك ندوتان تحت عنوان «اعرف دستورك»، الأولى فى نجع حمادى، والثانية كانت فى قرية الترامسة غرب مدينة قنا، مستخدمين جميع الأساليب فى إقناع الشعب القنائى بتأييد الدستور. ودعا حزب الإصلاح «السلفى» الشعب المصرى إلى المشاركة فى الاستفتاء على أول دستور يصاغ بإرادة حرة منتخبة، وقال الحزب فى بيان صادر عنه أمس بعنوان «نعم لدستور الثورة»، إن المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد حالياً توجب على الجميع العمل الجاد، والتحلى بالمسئولية والسعى لاستقرار المجتمع وبناء المؤسسات. كما دعت «الجبهة السلفية» بالبحر الأحمر المواطنين إلى التصويت ب«نعم» على مشروع الدستور المطروح للاستفتاء الشعبى. ومن ناحية أخرى، رصدت «الوطن» اشتباكات بالأيدى وتراشقاً بالألفاظ بين عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وأعضاء جبهة الإنقاذ الوطنى حال ترديدهم هتافات «يسقط يسقط حكم المرشد»، خلال وقفة احتجاجية نظمتها القوى المدنية عقب صلاة الجمعة أمام مسجد الأوقاف بوسط مدينة نجع حمادى فى قنا.