أطلعنا السيد نائب الرئيس بأن صوم سيادته ثلاثة أيام لحنثه اليمين إشاعة مغرضة هدفها تشويه صورة الرئاسة، ولا أدرى أى يمين يتحدث عنها من جملة أيمان كثيرة على مدار ستين خطاباً ومئات الأيمان، وأنا لا أرى سبباً لصيام سيادته لحنثه اليمين، فأنا لا أريد للسيد الرئيس أن يظل فى حالة صيام كامل، فنحن نُريد لسيادته موفور الصحة والعافية وأن يرتشف فنجان قهوته وإفطاره صباحاً ويتناول غداءه فى الظهيرة وعشاءه قبل خلود سيادته للنوم حتى يكون سيادته فى كامل الانتباه لإدارة شئون الأمة، ويكفى سيادته فقط أن يتمسك بمبدأ «التقية» أو «المعاريض» فهى تكفيه تماماً من حَنْث اليمين أو الصوم، فطالما حنَث سيادته اليمين لمصلحة الأمة والعباد ولإعلاء كلمة الله فى الأرض وتمكين أخونة الدولة، فإن الله لغفور رحيم. وما رمْى المحصنات على شاشات التليفزيون بألفاظ نابيه تخدش الحياء، وما القتال فى شوارع الاتحادية وسفك دماء المصريين جهاراً نهاراً، وما الاعتداء على بناتنا وأمهاتنا باللكم والسحل فى الشوارع، وما اعتراضنا للإعلاميين أمام مدينة الإنتاج الإعلامى وقطْع الطريق أمام المارة والمرضى، وما الإرهاب والضرب الذى تتعرض له الرموز الوطنية إلا لإعلاء كلمة الله وإقامة شرع الله وتوطين المشروع الإسلامى فى أرض الكنانة، تمهيداً لإنشاء فكرة الخلافة الإسلامية من مصرنا المغلوب على أمرها، وانطلاقها إلى بقاع الأرض لأممية إسلامية طموح لنحيا فيها بعزة بعد ذُل، وفى أمان بعد ترويع وقتل، ولا يهمنا زمن الذل والترويع أو القتل وسفْك الدماء أو رمْى المحصنات، فالهدف السامى النبيل لا يهم أن تحكمه قواعد اللعبة الشريفة أو نبل الوسيلة «وكأنها زنت لتتصدق!». ولأننا شعب طيب وضعيف ورقيق الحال ولا نريد إرهاق ميزانية الدولة، فسوف نُقر ونعترف أن شُهداءنا من الإخوان طالتهم يد الحقد والغدر من الثوار. وهم فى جهادهم ضد الكفر والإلحاد فى معركة «النستو» الشهيرة بالاتحادية. فخزينة الجماعة أكثر كرماً من خزينة الدولة. وشهداؤنا فى الجنة وشهداؤهم فى النار. وضمن لنا الإخوة الدنيا والآخرة. ويا ويل شهداء الأعداء المرتزقة الكفرة الملاحدة سيجوبون المحاكم للبحث عن معاش هزيل لا يكفى سد رمق أبنائهم ويُشيعون إلى مثواهم الأخير بليل، فلا صلاة عليهم ولا عزاء لهم، فهم مارقون وخارجون عن الجماعة وماتوا «يا كبداه» ميتة الجاهلية ثم يُبعثون فى النار خالدين فيها. قال صديقى: خيوط اللعبة بدأت تكتمل أمام أعيننا، وما أشبه الليلة بالبارحة، فما حدث فى معركة الجمل قريب الشبه تماماً بما حدث فى معركة «النستو» الشهيرة بالاتحادية نفس الممثلين ونفس السيناريو.. والإخراج والمشاهدين أيضاًً. لكنى استعذت بالله من شيطانه وأغلقت فمه وقلت له: «الجمل» و«النستو» ليسا من فصيل واحد ولا تربطهما علاقة نسب أو مصاهرة. فلو كانت معركة الاتحادية بالبغال لقلنا إن الجمل ابن عم البغل. ولا تنسَ يا أخى أن الرمز الانتخابى للحزب الوطنى القديم كان الجمل. واستخدام الجمل فى معركته دليل قطعى على أن ما حدث كان من فعل الحزب الوطنى. وكفاك يا صديقى تشكيكاً فى أصدقائنا، فهم يفعلون كل شىء عدا الكذب، فالمؤمن يسرق ويقتل ويروع لكنه لا يكذب. ثم يستظل بتقية أجداده، فلا عزاء لنا. وكل حنث يمين وأنتم بخير.