منذ تفويض الرئيس السابق حسنى مبارك، سلطاته إلى نائبه اللواء عمر سليمان، ثم انتقال السلطة إلى المجلس العسكرى، ومنها إلى الرئيس المنتخب محمد مرسى، أكثر من مرة يتم فيها دعوة الأحزاب والقوى السياسية للقاء الرئيس أو نائبه، آخرها الاجتماع الأخير الخاص ببحث أزمة الإعلان الدستورى، وفى كل مرة هناك شخصيات تحرص على الحضور، وأخرى ترفض، وثالثة تحضر بعض اللقاءات وتمتنع عن الأخرى. الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، وسامح عاشور، نقيب المحامين، وناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل.. وغيرهم، أبرز الشخصيات التى تحرص على حضور الاجتماعات المختلفة مع رأس السلطة، إما لمحاولة التهدئة بين الحاكم والثوار، وإما لضبط سير المرحلة الانتقالية. كما شارك الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس حزب «الحرية والعدالة»، فى مثل هذه الاجتماعات فى الفترات الثلاث، لكن لقاءه مع «العسكرى» تحديداً، كان فى اجتماعات مصغّرة. على الجانب الآخر، دائماً ما يتغيب عن حضور هذه اللقاءات، كل من محمد البرادعى، ومحمد أبوالغار، وعمرو موسى، وحمدين صباحى، ويكتفون ببعض اللقاءات الثنائية، لأسباب عدة، منها شعورهم بعدم جدوى الحوار. وبين هذا الفريق وذاك، هناك شخصيات حرصت على حضور لقاءات بعينها دون سواها، مثل كل من الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، ومصطفى بكرى، عضو مجلس الشعب السابق، اللذين حضرا اجتماعات «سليمان» و«العسكرى»، بينما تغيبا عن حضور لقاءات مرسى مع القوى السياسية. الحاكم فى مصر يُفضِّل دائماً الجلوس مع من يريحه لا من ينتقده، فى رأى الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز «يافا» للدراسات والأبحاث، وهذا يرجع إلى غياب أجواء الديمقراطية الحقيقية، التى تسمح للحاكم بأن يجتمع بمن يختلفون معه جذرياً، وذلك منذ أيام الملك وحتى الآن. مع اندلاع الثورة، زادت مساحة المعارضة، وأصبح الحاكم يضيق صدره بكثرة النقد، فغابت وجوه دائماً عن الاجتماعات، والدليل أين الكاتب الصحفى عبدالحليم قنديل من تلك اللقاءات؟