قال الإعلامي التونسي باسل ترجمان، إن من المبكر الحديث عن "ثورة"، ولكن الشارع التونسي يشهد غضبا شديدا بعد خمس سنوات من سقوط نظام زين العابدين بن علي من خلال "ثورة الياسمين" 2011 والتي كان من أهم أسبابها البطالة. وأضاف ترجمان، في تصريحات خاصة ل"الوطن": "لم يتحقق شيء من مطالب الثورة سوى أن الأمور ازدادت سوءا مما كانت عليه وبعد 3 سنوات من حكم الإخوان والمتحالفين معهم، كانت نتائج سياساتها الاقتصادية كارثية على الاقتصاد والمجتمع التونسي". وتابع قائلا: "التونسيون تفاءلوا بأن يكون هناك تغيير بعد الانتخابات ولكن للأسف الصراعات الداخلية داخل نداء تونس والتحالف مع حركة النهضة وإيجاد حكومة عاجزة ضعيفة فشلت في مواجهة الاستحقاقات الاقتصادية والاجتماعية وترددها في اتخاذ إجراءات في مواجهة الإرهاب الذي ضرب تونس ثلاث مرات في عمليات كبيرة ومؤلمة للسياحة التونسية، وكل هذا دفع بالأوضاع مرة أخرى لكي ينتفض الشباب الذي فقد الأمل مجددا، حيث إنه ليس لديه ما يخسره بعد أن صمت وتحمل كل الفشل السياسي والاقتصادي خلال الخمس سنوات الماضية". وأشار ترجمان إلى أن المؤتمر الأخير للحزب الحاكم "نداء تونس" والتغيير الوزاري الذي أجري بعده كان "القشة التي قصمت ظهر البعير" لأن الشعب التونسي وجد ما جرى في هذا المؤتمر تكريسا لمبدأ تقاسم الكعكة الحكم على حساب الشعب"، موضحا أن أزمة تشغيل الشباب في تونس جاءت نتيجة فشل كل الخيارات الاجتماعية التي وعد بها "نداء تونس" ناخبيه، وبعد مرور عام تراجع الاقتصاد بشكل مخيف والدولة خفضت نفقاتها واقترضت لدفع مرتبات الموظفين وليس لعمل نهضة، وتحالف "النهضة" و"النداء" أدى إلى تشكيل الحكومة التونسية تقف وحيدة بلا دعم عربي أو دولي أو إسلامي لمساندتها في الخروج من هذه الأزمة، وكل الاحتمالات مفتوحة في الفترة القريبة المقبلة مع انعدام الحلول القادرة على إخراج تونس مع عنق الزجاجة وإعادة الأمل للشباب التونسي بالمستقبل.