سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جثتان فى «الزهراء».. إصابة فى الرأس ودماء على الأسفلت زملاء علاء «الإخوانى» أصروا على أن يكتبوا فى التقرير الطبى أن رصاصة قتلته.. و«ياسر» ظل مجهولاً ليلتين
تجاور الجسدان جنباً إلى جنب، نفس اللون القمحى الذى يصبغ البشرة، نفس خيط الدماء الحمراء التى تسيل من الرأس والفم، نفس الطول تقريباً، لا أحد يعلم لمن الجسدين، الصدفة وحدها جمعت الاثنين، عندما عبرا الباب الحديدى لمستشفى الزهراء الجامعى بالعباسية، قادمين من الاشتباكات التى جرت فى محيط «الاتحادية»، دقائق قليلة وفارقت الروح الجسد الأول، بينما ظلت تعافر فى الجسد الآخر لساعات معدودة قبل أن تفارقه بدورها، فيتحول الجسدان إلى جثتين لمجهولين. لا يمر وقت طويل على التوصل لبيانات أصحاب الجثتين، الأول هو علاء توفيق (25 سنة) دخل المستشفى بإصابة فى رأسه، شخصها الأطباء على أنها رصاصة تسببت فى شرخ بالجمجمة، أدت إلى دخوله غرفة الرعاية المركزة فور وصوله، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. يصل أصدقاء «علاء» للمستشفى فى أعداد كبيرة، يقولون إنه ينتمى للإخوان المسلمين، يحيطون بمدير المستشفى ليحصلوا على تقرير طبى يوضح سبب الوفاة، الذى سجله الطبيب أنه نزيف بالمخ، يصرون على أن يكتبوا فى التقرير أن الرصاصة هى التى أدت للوفاة، يستجيب المدير، ليخرج الأصدقاء وهم يرددون «اللى إحنا عايزينه خلاص اتكتب فى التقرير». الجثة الثانية ظلت لساعات طويلة مجهولة، قال الدكتور محمد مرعى، مدير المستشفى «إنها لشخص مجهول الهوية، دخل المستشفى الساعة الثانية فجراً دون أى إثبات شخصية، وكان يرتدى بنطلون جينز كحلى اللون وقميصا رماديا كاروهات، جاء مصاباً بطلق نارى، فاقداً لعينه اليمنى، ظل فى المستشفى يوماً بليلتين، قبل التوصل إلى شخصيته، عن طريق بعض المعلومات المتناثرة على مواقع التواصل الاجتماعى، جميعها تؤكد أن اسمه ياسر محمد إبراهيم (39 سنة)، ويعمل موظفاً بهيئة موانى البحر الأحمر، وهو متزوج ولديه 3 أبناء».