رفع عشرات الآلاف من المتظاهرين «الكارت الأحمر» للدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، وهتفوا مطالبين برحيل «الديكتاتور»، حسب وصفهم، وإلغاء الاستفتاء على الدستور والإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس، وانطلقت عدة مسيرات من ميدان التحرير ومساجد بالقاهرة، إلى قصر الاتحادية، وتوحدت هتافات القوى المشاركة فى المطالبة بإسقاط النظام، مرددين: «الشعب يريد إسقاط النظام»، «النهارده العصر.. مرسى بره القصر»، «يسقط يسقط مرسى مبارك»، «ارجع للعشيرة.. مصر عليك كبيرة». وزار حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى، ميدان التحرير، وسط تكثيف أمنى للجان الشعبية على المداخل تحسباً لأى هجمات مضادة لفض الاعتصام. وقال صباحى ل«الوطن»: «سنواصل النضال السلمى ضد الاستبداد، ولا حوار مع الرئيس بإجماع القوى الوطنية حتى يُسقط إعلانه الدستورى ويلغى الاستفتاء على الدستور الساقط شعبياً». وأضاف: «إما سقوط الإعلان ومشروع الدستور وإما سقوط الرئيس». وشدد على أنه لا يخاف من الأنباء التى تتردد عن اعتقاله أو وضعه تحت الإقامة الجبرية. على النقيض من ذلك كان المشهد فى الأزهر؛ حيث شيع الآلاف من أعضاء «الإخوان»، يتقدمهم الدكتور محمد بديع، المرشد العام، أمس، شهيدى الجماعة فى أحداث «الاتحادية»، وقال بديع باكياً: «من أعان على قتل نفس مؤمنة ولو بكلمة لقى الله، عز وجل، يوم القيامة مكتوباً على جبينه مطرود من رحمة الله». وقال الدكتور محمد البلتاجى: «سنواجه، بقوة، محاولات حرق مقار الجماعة، وساعة الصفر بالنسبة لنا محاولة اقتحام قصر الاتحادية ومبنى التليفزيون، وسنقدم أنفسنا شهداء ضد أى محاولة للخروج على الشرعية، حتى لو كانوا بالملايين». وقال صفوت عبدالغنى، القيادى بالجماعة الإسلامية: «قتلوا إخواننا من أجل هدم مشروع الإسلام، وسنكون لهم بالمرصاد». من جانبها، نشرت قوات الحرس الجمهورى، المتمركزة خلف الأسلاك الشائكة، 11 دبابة وأكثر من 20 سيارة أمن مركزى حول «الاتحادية» ومنعت أهالى المنطقة من دخول مسجد عمر بن عبدالعزيز المواجه للبوابة الأمامية لتأدية صلاة الجمعة، وقال محمد السيد، أحد الأهالى: «أيام حسنى ما كانش حد يقدر يمنعنا من دخول الجامع». كانت عناصر من سلاح المهندسين العسكريين قد شيدت جدارين خرسانيين، الأول أمام نادى هليوبوليس المقابل للقصر من ناحية شارع الميرغنى، والثانى ناحية نفق العروبة، لغلق الطرق أمام المسيرات المتجهة إلى «الاتحادية».