شارك في ذبح العرب على مر العقود، شهد في حياته جميع حروب الكيان الصهيوني، بدءا من انضمامه إلى عصابات "الهجاناة" في آواخر الأربعينيات ومشاركته في حرب 1948 ليتدرج داخل جيش الاحتلال ومن ثم كسياسي إلى أن أصبح رئيسًا لإسرائيل، نجح بدهائه الظهور بنفسه ك"حمامة سلام" على الرغم من جرائمه، إلا أن صفة "الحرباء" التي لازمته وساعدته في التلون منحته ثقة الآخرين، إنه الرئيس الإسرائيلي السابق "شيمون بيريز". ولد شيمون بيريز في مدينة بيلوروس البولندية 1923، وهاجر مع عائلته إلى فلسطين في سن ال11 لينشأ ويتربى في "تل أبيب"، حيث التحق بالمدرسة الثانوية الزراعية، وقضى فترة من حياته في كيبوتس "ألوموت" إلى أن تم انتخابه سكرتيرا للحرية الشبيبة التابعة لتيار الصهيونية العمالية، وانضم إلى "الهجاناة" في آواخر الأربعينيات، حيث كان مسؤولًا عن الأسلحة والطاقة البشرية أثناء حرب 1948 إلى أن تولى قيادة البحرية الإسرائيلية. وفي عام 1952 تم تعيينه نائبا لمدير عام وزارة الدفاع الإسرائييلية، وبعدها بعام واحد أصبح المدير العام حتى 1959 حيث تم انتخابه في الكنيست الإسرائيلي ودخوله الحياة السياسية الذي اشتهر فيها عام 1965 عندما اعتزل من حزب "مباي" الحاكم وقتها، ليتولى منصب سكرتير عام حزب "رافي"، ليتولى منصب وزارة المواصلات والاتصالات ومن بعدها وزيرًا للإعلام بين عامي 1970 إلى 1974، وعاد للحياة العسكرية مرة أخرى بعد حرب أكتوبر المجيدة، حيث تولى وزارة الدفاع وعمل على إعادة إحياء الجيش مرة أخرى. وعن توليه منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي فشغله مرتين، الأولى عام 1984، والثانية عام 1986، وفي 1990 شغل منصب نائب رئيس الوزراء، وكان أيضًا وزيرًا للمالية، وبعدها بعامين تولى وزارة الخارجية حيث كان يدير المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية من الجانب الإسرائيلي، ليتولى بعدها جائزة "نوبل" للسلام بالمشاركة مع إسحاق رابين وياسر عرفات. وفي عام 1999 تولى منصب وزير التعاون الإقليمي حتى 2001، حيث تم تعيينه وزيرًا للخارجية ونائبًا لرئيس الوزراء في حكومة أرئيل شارون، إلى أن استقال عام 2002 مع بقية الوزراء، وعين عام 2005 نائب أول لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وفي مايو 2006، أصبح بيريز نائبًا لرئيس الوزراء والوزير المسؤول عن تطوير منطقتي النقب والجليل، كما أصبح الرئيس التاسع لإسرائيل عام 2007. ووفقًا لما نقلته موسوعة النكبة الفلسطينية، فإن البطل المصري أحمد الهوان روى أن بيريز قام بتلميع حذائه في إحدى المرات عندما التقيا في تل أبيب قبل عودته لمصر، حيث كشف أنه في آخر مرة سافر فيها إلى إسرائيل، بصفته جاسوسا لها، لإحضار جهاز الإرسال الأخير، الذي يرسل الرسالة من القاهرة إلى تل أبيب خلال 6 دقائق، أنه زاره ليلة عودته إلى القاهرة شمعون بيريز، وكان في ذلك الوقت أحد قيادات جهاز الموساد، وتربطه بأحمد الهوان صداقة وطيدة، مضيفة أن بيريز قال للهوان، عندما رأى الجهاز مخبأ تحت شعيرات فرشاة أحذية جديدة: "مين الحمار اللي وضع الجهاز هكذا"، فرد عليه الهوان: "حمار من عندكم"، وضحك الاثنان، ثم أخذ شمعون بيريز بعض "الورنيش" ووضعه على الفرشاة، وقام بتلميع حذاء الهوان قائلا: "هكذا تبدو الفرشاة مستعملة، ولا يشك فيك مأمور الجمارك بالقاهرة لأن مفيش حد بيشتري فرشة جزم جديدة من أوروبا ويحملها إلى مصر". ونُقل رئيس دولة إسرائيل السابق شمعون بيريز، يبلغ من العمر 92 عاما، إلى مستشفى "تل هشومير"، صباح اليوم الخميس، بعد أن شعر بآلام في الصدر، وأجريت له عملية قسطرة في القلب.