انتخبت خديجة عريب، الهولندية من أصل مغربي، أمس، رئيسة لمجلس الشيوخ الهولندي، لتصير بذلك أول مهاجرة تترأس غرفة تشريعية هي ثالث أعلى منصب على رأس هرم السلطة في هولاندا، بعد الملكة ورئيس الوزراء، وهو أكبر منصب يحصل عليه ذو أصول مغربية في أوروبا. وحصلت عريب، وهي نائبة عن الحزب العمالي منذ 1998 مع انقطاع قصير بين 2006 و2007، على 83 صوتا من أصل 134 خلال عملية تصويت في مجلس الشيوخ الذي يضم 150 عضوا. وقبل أن يستقر التصويت لصالح عريب، أجريت أربع جولات من الاقتراع، نالت في الجولة الثالثة منها ثقة 56 برلمانيا، لتحتل المرتبة الأولى، متقدمة على مرشح الحزب الليبرالي الذي نال ثقة 43 صوتا، ومع ذلك تم المرور إلى جولة حاسمة تمكنت خلالها من تحقيق الفوز بفضل أصوات 83 برلمانيا. وترشحت رئيسة البرلمان الهولندي الجديدة، المغربية الأصل، في ظروف صعبة، خاصة أن موضوع "ازدواجية التجنس" ظهر في صراعها مع منافستها من حزب النداء الديموقراطي المسيحي "مادلين فان تورنبورغ". في نفس السياق، عبّر النائب ومؤسس حزب من اجل الحرية، ذو التوجهات العنصرية المعادية للاجانب خصوصا المسلمين، "خيرت فيلدرز" عن رفضه التصويت لصالح خديجة عريب بحكم ازدواجية التجنس التي تعني بالنسبة إليه ازدواجية الولاء، وبالتالي لا يمكن القبول برئاستها للبرلمان بحكم ولائها للمغرب ونشاطاتها في تقديم الاستشارة لفرقة عمل تابعة لمجلس الجالية لمدة ثلاث سنوات. وبعد إعلان انتخاب عريب رئيسا لمجلس الشيوخ، اعتبره فيلدرر "يوما أسود في التاريخ البرلماني"، معتبرا في تصريح تلفزيوني أن "الأمر لا يتعلق بشخصها ولكن بكونها تحمل جنسيتين وهذا لا يجوز لرئيس مجلس الشيوخ الهولندي". وعن خديجة عريب، فهي من مواليد 10 أكتوبر 1960 بالضواحي الجنوبية لمدينة الدار البيضاء المغربية، هاجرت إلى هولندا عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها، حيث درست علم الاجتماع في أمستردام، وكانت من مؤسسات اتحاد النساء المغربيات في هولندا، وتنقلت بين مناصب مختلفة قبل أن تصبح برلمانية في العام 1998، وذلك بهدف مبدئي كما تقول: "دخلت عالم السياسة لان أمورا كثيرة لا تعجبني، تضايقني، وارى أنها يجب أن تتغير. الآن كبرلمانية، لا زلت احتفظ دائما بنفس الحقائب التي أردتها للتغيير من الوضع". اما اهتمامات خديجة السياسية فهي تتعلق اساسا بقطاع الصحة لاسيما الرعاية الصحية للنساء المغربيات والتركيات. إلى جانب ذلك، اهتمت عريب بمعضلة النساء اللواتي يختفين بعد العطلة الصيفية، وهن المغربيات والتركيات اللواتي يتركن لمصيرهن بالبلد الأصلي، من طرف أزواجهن، بعد العطلة الصيفية، إذ يستولي الزوج على جواز السفر، في الوقت الذي لا تجيد فيه المرأة الحديث باللغة الهولندية، وفي هذا الصدد تقول خديجة "لقد نجحنا في أن نجد حلا لهذه المسألة وتم تخصيص موظفين يستقبلون لمثل هؤلاء النساء في السفارات الهولندية بالمغرب وتركيا". يذكر أن الوزير الأول الهولندي "مارك روت" هنئ، عبر حسابه على "تويتر"، خديجة عريب على منصبها الجديد وأشاد بمسارها السياسي الذي حملها للجلوس على "الكرسي الأزرق".
